Booking.com

ksa-local1.476599الشرق الاوسط محمد الحميدي – تنتظر وكالات السفر أن تشهد خطط سياحة السعوديين تطورات جديدة مع التوجيه الملكي الذي صدر أمس بتأجيل الموسم الدراسي أسبوعين، إذ لفت عاملون إلى ترقب بدء حركة اتصالات مكثفة خلال الأيام القليلة المقبلة لتعديلات منتظرة في مواعيد الحجوزات وفترات الإقامة وبدء استقبال طلبات تنسيق رحلات بعد العيد مباشرة.

وأعلنت السعودية أمس عن توجيه خادم الحرمين الشريفين بتأجيل الدراسة حتى يوم السبت العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) في مدارس التعليم العام للمرحلة المتوسطة والثانوية وما في حكمها وتأجيل الدراسة حتى الـ17 من الشهر ذاته لرياض الأطفال والمراحل الابتدائية وذوي الاحتياجات الخاصة وما في حكمها.

وجاء قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز، بهدف اكتمال برنامج التدريب للمعلمين والمعلمات المعنيين بذلك وتجهيز المدارس بكافة اللوازم التوعوية والوقائية بحسب توصية اللجنة العلمية للطب الوقائي بوزارة الصحة وبمشاركة أطباء الامتياز في كليات الطب بالسعودية.

وتوقع الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، تزايد الطلب على الحركة السياحية، لا سيما بعد الفترة ما بعد عيد الفطر. وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الكثيرين سيعيدون ترتيب خططهم مجددا للاستفادة من مدة الإجازة، لا سيما أن الفترة الحالية التي تمتد فيها الإجازة تنخفض فيها أسعار بعض الوجهات السياحية.

وأفاد الطيار أن العمل ماض بكثافة فيما يخص ترتيبات الوكالات خلال الفترة الحالية والمقبلة، لا سيما بعد تمديد الإقامة وتنسيق جدول الرحلات مع إعادة ترتيب الأوراق لاستغلال طول فترة الإجازة.

وتتزامن هذه التطورات مع توقعات مختصين في صناعة السفر والسياحة أن ينفق السائح السعودي 3 أضعاف ما سينفقه خلال السنوات الماضية للموسم السياحي هذا العام، مفصحين عن تغطية نسبة الأشغال الاستيعابية على تذاكر السفر وحجوزات الإيواء الفندقي للوجهات السياحية في الدول العربية والأوربية التي هيمنت على رغبات السياح لهذا العام.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» رؤساء شركات ووكلاء سفر وسياحة في السعودية أن الدول العربية وتحديدا دول الخليج ولبنان ومصر شكلت النسبة الكبرى لوجهات السعوديين السياحية في حين جاءت دول أوروبا كوجهة ثانية بينما دخلت دول في شرق آسيا وأميركا من حيث الطلب من دون تأثيرات سلبية من تفشي مرض إنفلونزا الخنازير.

وقال مهيدب المهيدب، الرئيس التنفيذي لوكالة الصرح للسفر والسياحة، إن السياح السعوديين هذا العام يرشح أن يتكبدوا تكاليف 3 أضعاف إنفاقهم المعتاد خلال هذا العام، وذلك نتيجة لتمديد الحكومة السعودية إجازة عيد الفطر لقرابة أسبوعين للطلاب بعد عيد الفطر.

وأفاد المهيدب في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن تمديد الإجازة سيشكل عبئا إنفاقيا للسائح السعودي مع توجه الكثير للاستفادة من وقت التمديد بإطالة فترة إجازته قبيل العودة مجددا إلى الموسم الدراسي الجديد.

وأضاف المهيدب أن دخول رمضان في إجازة الصيف دعا الذين لم يتمكنوا الحصول على فيزا للتأجيل السفر إلى العيد لا سيما الراغبين بالوجهات السياحية الأوربية، حيث يزدان المناخ في سبتمبر (أيلول) ويميل نحو الربيعية.

من ناحيته، أوضح الدكتور الطيار أن العام الحالي سجل نسبة طلب عالية على السفر والسياحة خارج السعودية ممتدة مع إجازة الصيف، إذ لفت إلى أن حجوزات السياحة والسفر في عيد الفطر حققت مستويات عالية جداً من التغطية لا سيما من المحطات المباشرة. لكن الطيار عاد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول: «لا تزال هناك مساحات شاغرة قليلة في المحطات غير المباشرة في رحلات بعض خطوط الطيران (ترانزيت) على بعض الدول العربية والأوروبية التي تواجه ضغوطات عالية لإيجاد حجوزات فيها». وذكر الطيار أن السفر والسياحة العائلية هي التي تسود في الطلب لموسم عيد الفطر المبارك موضحا أن أكثر الوجهات المطلوبة عربيا هي لبنان ومصر والإمارات بينما يقل الطلب على بلدان المغرب العربي، لكنه أفاد أن هناك تصاعداً ملموساً وتضاعفاً في الأسعار بالقطاع الفندقي في لبنان وبعض فنادق دبي بين 100 و300 في المائة. وأكد الطيار أن موسم عيد الفطر للسياحة الخارجية لم يواجه حجوزات المناسبات في الدول المستهدفة لعدم وجود معارض أو مؤتمرات أو مناسبات كبرى، مما سمح لاستفادة السياح، مشيرا إلى أن حجوزات الطيران مقفلة للأيام الثلاثة قبل العيد ويوم العيد وأول يوم العيد، حيث تم تغطيتها بالكامل.

وانتقد الدكتور الطيار والمهيدب استغلال بعض المناطق السياحية التوجه الحالي للسياحة في بلدانها، إذ لفتا إلى أن نسب الارتفاع تنامت إلى 300 في المائة داعين في الوقت ذاته الجهات السياحية فيها إلى إعادة النظر في بعض السياسات، كي لا تفقد شريحة من السياح المستهدفين.

ويرى الطيار أن تفسير الارتفاع القائم حاليا، لا سيما في لبنان يتمثل في الاستغلال الذي ربما مصدره هو تعويض الفترات السابقة لانخفاض الطلب في الشهور الماضية جراء الأزمة المالية العالمية، مطالبا بضرورة انبثاق جهة حكومية للتباحث حول تلك التطورات السياحية والدفاع عن حقوق السياح السعوديين. وهنا، يقول المهيدب: «لأول مرة يكون هناك استغلال من 20 سنة داعيا السلطات اللبنانية المختصة بإعادة النظر في القرارات التي اتخذتها بعض الفنادق، لا سيما ما يخص عملية استرداد قيمة الحجوزات بعد إلغائها كما هو معمول به في العالم كافة».

وأشار المهيدب إلى أن الإقبال على الحجوزات في دبي ارتفع 250 في المائة على الفنادق والشقق المفروشة وباتت الأسعار من 1500 إلى 3500 ريال، ومن 700 إلى 1500 ريال، وهو الأمر الذي يراه الطيار لا يزال مرتفعا حتى الآن، خاصة مع صعود تدريجي في الأسعار.

وعلى صعيد الوجهات، كشف الطيار، وهو الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، عن دخول الولايات المتحدة كوجهة جديدة، لا سيما مع تصاعد أعداد المبتعثين هناك، حيث أوضح أن كثيراً من الطلاب، باتوا كالمرشد السياحي لأهاليهم وأصدقائهم، مما دعا إلى دخولها كخيار جديد للسياحة أمام السعوديين. وذكر المهيدب أن دول شرق آسيا تنافس بقوة على قائمة الوجهات المفضلة محددا ماليزيا على وجه الخصوص مع تنافسية الأسعار لديها مقابل بعض الوجهات، مما دعا لدخولها في قائمة وجهات في موسم عيد الفطر، موضحا أن مدن بريطانيا وسويسرا وألمانيا وإيطاليا هي الأكثر طلبا في أوروبا.

شارك برأيك