Booking.com

احتفى البريطانيون خلال الأشهر القليلة الماضية بالانتعاش الذي اتسم به الاقتصاد خلال تلك الفترة حيث تراجعت أرقام البطالة وارتفعت أسعار المنازل لأرقام قياسية في يوليو بينما بدأ نمو العائد الاقتصادي في أسرع وتيرة له منذ 2010.

بريطانيا

إشغال الفنادق حقق ارتفاعاً في جميع أنحاء بريطانيا خلال النصف الأول من 2013

ويبدو من الوهلة الأولى أن قطاع السياحة البريطاني مساهماً في مسيرة هذا النمو, ووضح من الأرقام التي نشرها المكتب الوطني للإحصاء في سبتمبر أن هناك زيادة كبيرة في عدد السياح الأجانب لبريطانيا منذ أن استضافت البلاد الألعاب الأولمبية في العام الماضي.

وارتفع عدد هؤلاء الزوار خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام بنسبة قدرها 4% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي في حين زاد معدل الإنفاق بنحو 12% كما زاد معدل إنفاق السياح الأجانب 30% في يوليو 2013 بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2012، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً.

وأعلن قطاع الفنادق وأماكن الترفيه الأخرى في مختلف مدن البلاد عن استفادته غير المتوقعة والكبيرة جراء انتعاش السياحة. ووفقاً للبيانات التي نشرتها مؤسسة أس تي آر جلوبال الاستشارية فإن إشغال الفنادق حقق ارتفاعاً في جميع أنحاء بريطانيا تقريباً خلال النصف الأول من العام الحالي.

وشهدت مدينة لندن على وجه الخصوص ارتفاعاً في عدد السياح الأجانب منذ نهاية الألعاب الأولمبية حيث قفز إشغال الفنادق في العاصمة بنحو 7% إلى 89% خلال شهر يونيو، مقارنة بالعام الأسبق.

وعزت الحكومة بسرعة الانتعاش في قطاع السياحة للألعاب الأولمبية في محاولة منها تبرير إنفاق نحو 8,9 مليار جنيه استرليني على مرافق الفعالية المختلفة.

وربما يجانبها بعض الصواب في ذلك حيث ارتفع عدد الوفود من الدول الحريصة على المشاركة في الألعاب بنسبة أكبر بنحو 24% من أميركا الجنوبية و11% من الصين مقارنة بزيادة قدرها 1% من أوروبا وانخفاض 4% في عدد المشاركين من أميركا.

لكن هل تسهم الزيادة في معدل السياح القادمين لبريطانيا بعد قيام دورة الألعاب الأولمبية في انتعاش اقتصاد البلاد أم لا, وتأثير السياحة على العائد الاقتصادي لا يعتمد فقط على نسبة ما ينفقه الزوار الأجانب من أموال بل على معدل إنفاق البريطانيين أنفسهم في الخارج أيضاً, وعلى الرغم من الأرقام القياسية من الأموال التي أنفقها السياح الأجانب داخل بريطانيا إلا أن البريطانيين قد أنفقوا مبالغ مماثلة أثناء قضاء عطلاتهم خارج بلادهم, وظلت الفجوة بين دخل البريطانيين وما ينفقونه على السياحة خلال العام الحالي حتى الآن قريبة من المتساوية منذ صيف 2011, وبلغ معدل العجز الشهري في قطاع السياحة في الفترة بين يناير إلى يوليو 2013 نحو 1,12 مليار جنيه استرليني أي بعجز يقدر بنحو 7 ملايين جنيه عن متوسط السنتين الماضيتين, ورغم تدفق السيولة النقدية من قبل السياح خلال العام الحالي إلا أن العجز هذا الصيف ما زال أكبر من الذي كان إبان فترة الألعاب الأولمبية.

وربما يكون استبدال ما يملكه البريطانيون من وفرة في الأمطار والتراث بشمس ساطعة خلال عدد من أشهر السنة الأمر الذي يفتقرون إليه خياراً يوافق عليه معظمهم لكن ليس أمام قطاع السياحة الكثير الذي يمكن أن يسهم به لتعافي الاقتصاد ما لم يتم إقناع المزيد من سكان البلاد بقضاء عطلاتهم السنوية داخل البلاد بدلاً من خارجها لكن يبدو وللأسف أن تسويق قطاع السياحة البريطاني في الخارج في ظل الأمطار الغزيرة عملية أكثر سهولة من تسويقه للبريطانيين في الداخل.

شارك برأيك