Booking.com

تحتضن منطقة جازان في السعودية في هذه الأيام الآف المشتين لما تتميز به من أجواء شتوية، وجبال شاهقة تعانق السحاب وتغازل النجوم، وواحاتها الخضراء، وشلالاتها تعزف أنغاماً من المتعة والصفاء، وكذلك سهولها تتزين بألوان الفرح.

جازان- وادي الجب

“جازان” تستقطب أعداد كبيرة من السياح المشتين

وتعد منطقة جازان المشتى الوحيد في المملكة الذي تتنوع أجواؤه بتنوع تضاريسه فمن قمة الجبال شديدة البرودة وغزيرة الأمطار إلى حضن سهولها الدافئة وهتان الوسن، وتأخذك جزرها في أجواء أخرى لا تقل جمالا عن المناطق الأخرى.

وتتمتع منطقة جازان في هذه الأيام بجوها المعتدل الذي يميزها في هذه الفترة من العام عن باقي مناطق المملكة، وعادة ما تستقطب عددا كبيرا من السياح من مختلف المناطق، ويعود ذلك لتمييز المنطقة بمواقع طبيعية متعددة وخاصة السواحل ذات الطبيعة الجميلة والأودية المعروفة بخضرتها إضافة للمناطق الجبلية المشهورة بمدرجاتها الزراعية التي تضفي على المنطقة اللون الأخضر في فترة الشتاء بشكل خاص، وتمتاز هذه المرتفعات الجبلية بكساء أخضر يجعل منها لوحات طبيعة تسر ناظريها وزائريها.

كما يشهد قطاع السياحة في منطقة جازان نقلة نوعية تحتاج إلى اهتمام من قبل هيئة السياحة، وتفعيل الدور الذي يقع على عاتق فروعها في مناطق المملكة، وساهمت المناظر الخلابة والأجواء العليلة التي تشهدها المناطق الجبلية في استقطاب أعداد كبيرة من السياح ناهيك عن جزر “فرسان” التي يقصدها السياح حتى من خارج المملكة ودول الخليج، وأصبحت مقصدا مهما للسياح بعد أن توفرت الكثير من وسائل المواصلات التي كانت تقف عقبة في طريق الأهالي.

ففي منطقة جازان تقع جبال “فيفا” الشاهقة على ارتفاع يتجاوز 8000 قدم عن سطح البحر، وتتصل مع بعضها البعض بسلسلة جبلية تغطيها الخضرة ما جعلها بمدرجاتها الخضراء مقصدا للسياح كما أن في جبالها تقع جوهرة سياحية نادرة تسمى “وادي لجب” الذي يعد من أجمل الأودية بمنطقة جازان، ويتميز بعلو الجبال وكثرة الجداًول والشلالات الجارية على مدار العام.

 وتشتهر جازان بـ “لؤلؤة الجنوب” لجمال المناظر الطبيعية الخلابة من مرتفعات ونباتات متنوعة، وعلى الجانب الآخر تجد الشواطئ وجزرها البكر التي تُعدُّ واجهة سياحية وجاذبة للعديد من الاستثمارات في مجال الرحلات البحرية ورياضة الغوص لمشاهدة الشعب المرجانية تحت أعماقها التي تخبئ ألواناً من الطبيعة الساحرة.

وعلى أطراف الساحل الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية تقع 150 جزيرة تابعة لمنطقة جازان، وتمتلك أراضي بكراً وسواحل جذابة بمياه البحر الأحمر أكبرها فرسان الأم، وعلى سواحل تلك الجزر يستمتع السائح بالجلوس على رمالها الناعمة، والمياه ذات اللون الفيروزي، والأسماك المتباينة الأشكال والألوان في البحر الأحمر.

وتزخر منطقة جازان بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، والتي تعبر عن فترات زمنية مختلفة مرت على المنطقة تشكل كل منهما معلما أساسيا من معالم المنطقة الأثرية.

وشهدت جازان خلال العصور الإسلامية المبكرة مرور قوافل الحج عبر أراضيها، وأدى نشاط حركة مرور القوافل ذهابا وإيابا واحتكاك أفرادها بالسكان المحليين إلى التوسع في الحركة العمرانية والنشاط التجاري.

كما تزخر بالعديد من المواقع التراثية، والتي يميزها كثره قراها وحصونها التراثية ذات الطابع المميز الذي يعكس الهوية العمرانية المحلية الظاهر في أسلوب بنائها المتناسق مع البيئة الجبلية والغابات والمدرجات الزراعية.

وتشتهر منطقة جازان بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية التي توارثها سكان المنطقة عن أسلافهم، وهي تعكس في مجملها قدرة الإنسان على الإبداع والتعاطي مع معطيات البيئة المحلية وتوظيفها خدمة لاحتياجاته ومتطلباته.

كما تم تهيئة قرية القصار بجزيرة فرسان لتكون مزاراً للمشتين والزوار، وعملت الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً على تطويرها بتكلفة بلغت 2.100.000 ريال، وتضم أكثر من 400 منزل حجري بني على طراز فريد يأتي ذلك ضمن خطة الهيئة لإحياء القرى التراثية بجازان.

وتُعدُّ القصار قرية تراثية سياحية ترفيهية شعبية تحتوي على المطاعم والمقاهي الشعبية، ومعرض للحرف البحرية، ومتحف للتراث الفرساني، ومحلات لبيع المنتجات الفرسانية التراثية.

كما ينطلق مطلع الشهر المقبل مهرجان جازان الشتوي “جازان الفل مشتى الكل”، والذي يضم أكثر من 120 فعالية متنوعة، وسيشهد في نسخته السادسة نقلة نوعية في مسيرته حيث تم اعتماد برامج وفعاليات مميزة، وبحجم أكبر تختلف بكثير عن الأعوام الماضية.

شارك برأيك