يستعد لبنان لموسم سياحي مزدهر هذه السنة مع استتباب الأمن تدريجا واستقرار الأوضاع السياسية نسبياً بعد ثلاث سنوات مني خلالها القطاع السياحي بخسائر فادحة ساهمت إلى حد كبير في إبعاد لبنان عن الخريطة السياحية العالمية.
ولعل عودة السفير السعودي علي عواض عسيري وقرار المملكة ودول الخليج رفع الحظر عن زيارة لبنان يبشران بانتعاش جديد للقطاع السياحي إذ أن الخليجيين والعرب يشكلون أكثر من 60% من نسبة السياح الوافدين إلى لبنان وسوريا.
ورغم الإيجابية التي بدأت المؤسسات السياحية تتلمس نتائجها ورغم إطلاق وزارة السياحة برامج المهرجانات الدولية لصيف 2014، وافتتاح نادي بيروت الدولي لليخوت قد يشكل انفراج اللجنة رفع الرسوم على بطاقات السفر ضربة جديدة للقطاع تبعده عن تحقيق آماله لهذا العام.
وبالعودة إلى الناحية الايجابية لما قد يشهده الموسم السياحي هذا العام فإن لبنان على موعد غدًا مع مهرجان حاشد في نادي اليخوت وسط بيروت لإطلاق الحملة السياحية “Live Love Lebanon”.
وفي هذا السياق أكد وزير السياحة ميشال فرعون أن هذه الحملة تندرج في إطار تعزيز الموقع السياحي للبنان بعد الأزمة الكبيرة التي ضربت كل القطاعات السياحية من فنادق ومطاعم ومنتجعات بدليل انخفاض عدد الزوار من مليونين و300 ألف عام 2010 إلى مليون و300 ألف عام 2013.
وأوضح أن الوزارة تتجه إلى تقديم ديناميكية جديدة للسياحة عبر الإضاءة على المعالم السياحية لكل قرية خصوصا في المناطق النائية، وهو ما يسمى ECO-TOURISM فضلاً عن استحداث موقع إلكتروني جديد لوزارة السياحية يعمل على الترويج للمناطق السياحية، كاشفاً عن التحضير لخدمة عبر الهاتف يتم إطلاقها في أيلول المقبل تسمح للسائح بالإطلاع على المواقع السياحية في لبنان وأبرز المنتجعات المتوافرة في كل منطقة.
وأضاف: “تعمل وزارة السياحة على تفعيل التنسيق مع شركة طيران الشرق الأوسط لتقديم عروض كاملة بالتنسيق مع وكالات السفر لا تتعدى كلفتها 1000 دولار للشخص الواحد، وتتضمن سعر بطاقة السفر والإقامة في الفندق لمدة 6 أيام منها ليلة في بيروت وخمس في إحدى القرى اللبنانية”، لافتاً إلى أن ذلك: “يساهم في جذب السياح وتشجيع المستثمرين في المناطق النائية من أصحاب فنادق ونزل على البقاء في أرضهم”.
وبسؤال عن أهمية عودة الخليجيين إلى لبنان أعرب فرعون عن تفاؤله بهذا الأمر الذي سيتطلب بعض الوقت لإعطاء ثماره إذ لا يمكن أن تتحسن الأمور بين ليلة وضحاها”.
موضحا أنه: “رغم المحاولات الحثيثة لضرب الثقة بسبب الخيارات السياسية بدأنا نلمس تدفق السياح من الدول الخليجية والأردن وتركيا ومصر بمجرد تحسن الوضع الأمني”.
وكشف فرعون عن تحسن في أداء القطاع الفندقي بشكل كبير: “إذ أن نسبة الحجوزات في بعض فنادق العاصمة بلغت 100% بينما تراوح الإشغال في المناطق خارج بيروت بين 60 و70%”.
أما عن فرض الغرامات على الأملاك البحرية مع مفعول رجعي، فأعلن رفضه الغرامات بمفعول رجعي يزيد عن العشرين سنة إذ لا يمكن أن نحمل هذه المؤسسات أعباء تعجز عن تحملها، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات البحرية هي تحت سقف القانون وبإشراف وزارتي السياحة والمال.