مر على قلعة جبيل الأثرية ١٩ حضارة على مدار العصور، فأول شعب سكن فيها كان الشعب النيوليتي منذ الألف السادس قبل الميلاد، ثم أتى الكنعانيون، ثم الفينيقيون وبعد ذلك حصل التلاقي مع الحضارة المصرية وحضارة ما بين النهرين ثم أتت الحضارات الرومانية واليونانية والفتوحات الاسلامية ثم المماليك والأتراك، وهو ما دفعني للقيام برحلة إليها لتتعرف عليها عن كثب وذلك في إطار زيارة إلى مدينة جبيل التي حازت مؤخرا على لقب مدينة السياحة العربية لسنة 2013، وقد خططت لذلك بصحبة دليل سياحي كان يردد على مسمعنا بالانكليزية مع لكنة فرنسية واضحة :”أنا فينيقي،أنا جبيلي”.
“نحن اخترعنا الأبجدية ،وناووس احيرام تم انتشاله من هذا المكان” كانت هذه الكلمات المليئة بعبق التاريخ والإنتماء تسعدني كثيراً وتجعلني ابتسم كل الوقت عندما يرددها الدليل السياحي على مسامع الزوار والسائحين.
وصلنا إلى متحف الأسماك المتحجرة ،أسماك يبلغ عمرها ألاف السنوات، إذ يعود ثراء لبنان بالأسماك المتحجرة إلى براكين وزلازل ضربت لبنان منذ 100 مليون سنة، أدت الى صعود طبقات من باطن البحر الى أعالي الجبال حاملة معها ملايين الأسماك والحيونات البحرية إلى ارتفاع 700 متر عن سطح البحر اليوم، فانطبعت صورها بين ثنايا الصخور في شكل واضح “هكذا شرح لنا الدليل السياحي عن هذه الأسماك ،وقال لنا إنه بإمكاننا التوجه إلى المقالع من أجل البحث عن هذه المتحجرات في بلدتي حجولا وحاقل. ومعظم هذه الأسماك المتحجرة هي من النوع المنقرض نظراً للتطور الجيولوجي الكبير الذي عرفته المنطقة.
أخيراً قررنا التوجه إلى المرفأ التاريخي وتحديداً إلى مطعم “بيبي عبد ” لتناول السمك وعند وصولنا إلى مرفأها التاريخي ، عادت بي الذاكرة إلى صيف جبيل الحافل بمهرجانها الدولي الذي يستقبل أشهر الفنانين العالمين والعرب على حد سواء، والصور المعلقة على جدران المطعم هي خير دليل على تاريخ سياحي عريق بعراقة مدينة جبيل. وفجأة يوقظني صوت صاحب المطعم قائلاً: “سمك مقلي صيد اليوم، مع مازات لبنانية ،أهلاً وسهلاً بك سيدتي إلى مدينة جبيل ،مدينة السياحة العربية لسنة ٢٠١٣ “
جميل🤟🌼