Booking.com

جزر الأوركنى وهى مجموعة من الجزر والجزيرات الصغيرة التي يصل عددها إلى 70 جزيرة تقع على بعد 10 كيلومترات من الطرف الشمالي الشرقي من الساحل الاسكتلندي , وتبلغ الجزيرة في أقصى اتساع لها ما يصل إلى  30 ميلا من الشرق إلى الغرب و 53 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب.

جزر الأوركنى في إسكتلندا ..........السكينة في خضم بحر هادر

تمتلك مجموعة الجزر امتدادا ساحليا يصل إلى حوالي 570 كيلومتر من الشواطئ الخلابة

وتمتلك مجموعة الجزر امتدادا ساحليا  يصل إلى  حوالي 570  كيلومتر من الشواطئ الخلابة، وتغطى مساحة 974 كيلومتر مربع (376ميلا مربع)، تقتطع مين لاند الجزيرة الأكبر فى المجموعة وحدها أكثر من نصف تلك المساحة.

تضم الجزيرة الرئيسية المعروفة محليا باسم “مين لاند”  أغلب الكتلة السكانية المتمركزة في الجزر والتي تصل إلى عشرين ألفا من السكان في مجموعها , بينما تضم الجزر الأخرى سواء الشمالية منها مثل شابينساي , و جراى ساي , أو الجنوبية منها مثل جريمساي , وهوى , ساوث وول , أعدادا قليلة من السكان المحليين , بينما تتمتع بعض الجزر الأخرى بسكان موسميين طبقا لحالات الطقس وفصول السنة .

ورغم كون كلا من بوراى وساوث رونالد ساي جزرا , إلا أنهم يتصلون بالجزيرة الرئيسية  المسماة مين لاند عن طريق بعض المعابر الصخرية المسماة بتشرشل بريير أو موانع تشرشل , نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني في فترة الحرب العالمية الثانية والتي بنيت في العام 1940, وبالمثل فإن جزيرة ساوث وولز متصلة بجزيرة هوى بممر صخري يسمى الايريا .

جزر الأوركنى في إسكتلندا... السكينة في خضم بحر هادر

يخصص الجزء الأكبر من المساحات الخضراء لإنتاج اللحم من الأبقار و الماشية في الأوركنى

وجزر الأوركنى جزر منخفضة عموما تتكون من مسطحات من الأراضي الخضراء الممتدة والمستنقعات والبحيرات الصغيرة , حيث تشكل تكسرات طبقات التربة الرملية والصخرية مزيجا من التربة الخصبة الصالحة للزراعة والتي تستخدم أساسا لزراعة الحشائش والعلائق المخصصة للثروة الحيوانية التي تشتهر بها الجزر, حيث يخصص الجزء الأكبر من المساحات الخضراء لإنتاج اللحم من الأبقار و الماشية، وتتمتع الأوركنى  بسمعة عالمية في هذا المجال لجودة إنتاجها من اللحوم .

وتعد تربية الأغنام من الأنشطة المعروفة بالجزر كما تنتشر زراعة المحاصيل كالشعير والبطاطس واللفت  وغيرها, وتعد جزيرة هوى ( وتعنى العالية في اللغة الاسكندينافية القديمة ) هي الإستثناء من حالة الخصوبة السابقة حيث تسود فيها المنحدرات الصخرية بالتبادل مع تلال رملية في مناظر بانورامية رائعة .

وتشتهر السواحل الغربية للجزر، والتي تطل على المحيط الأطلسي بمناظر مذهلة تسلب اللب، في حين أن السواحل الشرقية تتكون عادة من منحدرات صخرية تتعانق من حين لآخر مع سواحل رملية شريطية ضيقة.

وتعتمد الجزر في نشاطها الإقتصادى بجوار الزراعة وتربية الماشية على السياحة التي توفر الدخل القومي حيث تتمتع الجزر بأوجه مختلفة من الأنشطة السياحية كما تشتهر بصيد الأسماك وزراعتها كذلك , حيث تمتلك أكبر مزارع السلطعون في المملكة المتحدة .

وجزر الأوركنى لاعب أساسي في مجال توليد الطاقة المتجددة من الرياح والأمواج واستغلال أوقات المد والجزر العنيفة لتوليد الطاقة , وتضع أوركنى بصمتها في مجال استخراج البترول من خلال محطة الإستخراج الضخمة على جزيرة فلوتتا , فضلا عن شهرة أوركنى في مجال فنون تصنيع وتشكيل المجوهرات والحلي وهى الأشهر في المملكة المتحدة.

جزر الأوركنى في إسكتلندا... السكينة في خضم بحر هادر

وأهم ما يميز المناخ في الجزر هو الرياح الشديدة وهو ما يعد نتيجة مباشرة للتعرض للمحيط الأطلنطي وبحر الشمال

الطقس:

يوصف الطقس عموما بأنه معتدل مع معدلات قليلة لهطول المطار والثلج والصقيع في الشتاء , وأهم ما يميز المناخ في الجزر هو الرياح الشديدة وهو ما يعد نتيجة مباشرة للتعرض للمحيط الأطلنطي وبحر الشمال , حيث تهب الرياح بلا موعد وبلا حدود للقوة أو الضعف , إلا أن الطقس يكون أكثر هدوءا وتمتعا بدفء الشمس  في أشهر مايو , ويونيو , ويوليو من كل عام , وقد كان لقوة الرياح أثرها على الحياة اليومية في الجزر وهو ما يتضح من طبيعة المباني وقلة الأشجار المرتفعة بل انعدامها تقريبا , وقد أفادت الرياح أوركنى في إمكانية توليد الطاقة من خلال توربينات الرياح .

وتتوفر الأدلة على العمران البشرى في الجزر منذ ما يقرب من 6 آلاف عام مضت , إلا أنه وبلا شك قد داوم الرعاة الأوائل على زيارة الجزر والرعي فيها منذ ما يقرب من 10 آلاف عام وذلك بعد تراجع الجليد عنها في نهاية العصر الجليدي قبل 13 ألف عام .

جزر الأوركنى في إسكتلندا... السكينة في خضم بحر هادر

وعلى جزيرة مين لاند الرئيسية تعد المواقع الأثرية ماءوشو , ورنجاوف برودجر , وسكارا براى من مواقع التراث الطبيعي العالمي الخاضعة لليونسكو

المعالم السياحية:

وتنتشر المواقع الأثرية في عموم الجزر , إلا أن جزيرة باباويستراى تتميز بكونها تضم أقدم موقع سكنى في المملكة المتحدة , وعلى جزيرة مين لاند الرئيسية تعد المواقع الأثرية ماءوشو , ورنجاوف برودجر , وسكارا براى من مواقع التراث الطبيعي العالمي الخاضعة لليونسكو كمعبد أبو سمبل  في مصر , وهى من أكثر المناطق المستهدفة بالزيارة على الجزر , فضلا عن الكثير من مقابر العصر الحجري الحديث ومساكن الفايكينج التي لم تستكشف بعد.

ومن أكثر المواقع الحديثة جذبا للسياحة في الجزر هو الغوص لمشاهدة بقايا حطام أسطول أعالي البحار الألماني الذي غرق بالقرب من سكابا فلو  في العام 1919 , حيث يعتبر مقصدا مهما للغواصين من جميع أنحاء العالم , بالإضافة إلى الكثير من مخلفات الحرب الأخرى وبقايا التاريخ الحديث , و التي  يمكن التمتع برؤيتها في مركز الزوار المقام على جزيرة هوى،  كما يتمتع متحف جزر الأوركنى بجزيرة كيركوول بمجموعة رائعة من المعروضات التاريخية والأثرية , بينما تتركز المعروضات في متحف سترومنيس حول التاريخ البحري للجزر.

 ولا يغفل الزائر للجزر ما تتمتع به  من ثروة برية وغطاء نباتي ما يتمثل في  عشرة آلاف نوع من الطيور البحرية التي تبنى أعشاشها في جيوب المنحدرات الصخرية في فصل الصيف , حيث يوفر الساحل الممتد وما يتعرض له من موجات المد والجزر العنيفة الغذاء الوفير لطيور البحر بما يلقيه البحر من أسماك وطحالب , فضلا عن الأعداد المهولة من الفقمات وعجول البحر التي تستلقي بأعداد غفيرة على طول السواحل , ناهيك عن الحيتان والدلافين التى تقفز هنا وهناك فى سيمفونية رائعة من الكمال الإلهي .

كما تتنوع الطبيعة البرية على جزيرة هوى لتحوى أعدادا غفيرة من الأرانب البرية واليرابيع , ويضم الغطاء النباتي الألوف من الزهور اليانعة والحشائش البرية المتنوعة .

وتعد مدينة كيركوول المدينة الرئيسية للجزر والتي يفضل أن يبدأ الزائر زيارته منها للتعرف على عموم الجزر , وتضم كيركوول الكثير من المناطق الأثرية, و تعد كنيستها التي ترجع إلى العام 1137 من أعظمها على الإطلاق لروعة طرازها المعمارية . بينما تعد سترومنيس هي ثاني أكبر المدن في جزر الأوركنى وتعتمد على الصيد  .

وتشتهر جزر الأوركنى بالكثير من المهرجانات التي تنتظم على أرضها في مناسبات تاريخية وسياحية مختلفة , خاصة في أشهر الصيف, مثل المهرجان الشعبي الذي تجرى أحداثة لمدة أربعة أيام متصلة في شهر مايو من كل عام حيث يقوم العديد من الفنانين والموسيقيين والراقصين بتقديم إنتاجهم الفني في حفلات موسيقية وفنية راقصة , ومهرجان القديس ماجنوس الذي تجرى أحداثه في منتصف الصيف من كل عام  وهو مهرجان موسيقى عالمي تفد إليه الاوركسترا العالمية من كل حدب وصوب لعزف مقطوعات موسيقية وأوبرالية عالمية , بالإضافة إلى مهرجان أسبوع التسوق فى سترومنيس , والذي يعقد في يوليو من كل عام وهو تجمع فني واجتماعي للأسر والعائلات للرقص والغناء والفولكلور المحلى , فضلا عن المعارض الزراعية التي تعقد في الأول من أغسطس كل عام وتوفر الفرص للمزارعين لعرض منتجاتهم الزراعية من المحاصيل والحيوانات بالإضافة إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية .

وفى النهاية العيد أو المهرجان القومي وهو أكبر الأعياد ويتم في عطلة نهاية الأسبوع , ومهرجان أوركني الدولي للعلوم, الذي يقام في سبتمبر من كل عام ويضم نخبا من الخبراء والعلماء في طائفة واسعة من التخصصات العلمية .

جزر الأوركنى في إسكتلندا... السكينة في خضم بحر هادر

وعلى الرغم من شعبيتها كمقصد للزيارة تبقى أهم سمة من سمات أوركنى كونها غير مزدحمة على الإطلاق

السفر الى أوركنى:

 لم يكن السفر إلى الأوركنى قديما  أسهل منه الآن مع خدمة أربعة من العبارات خلال شهور الصيف , وخط طيران يومي من معظم المدن الاسكتلندية الكبرى, و تتوفر رحلات يومية ممكنة من إنفيرنيس ,مع مجموعة واسعة من خيارات الإقامة والأنشطة والخدمات والمرافق ما يجعل أوركنى من أفضل المقاصد لقضاء العطلات.

وعلى الرغم من شعبيتها كمقصد للزيارة تبقى أهم سمة من سمات أوركنى كونها غير مزدحمة على الإطلاق , ما يفضى أحيانا إلى الوجود وحدك على الشاطئ أو في كنف تل من التلال وكأنك تملكه , ما يجعل أوركنى جزيرة الهروب من شواغل الحياة التي يبحث عنها كل إنسان في نفسه أو في جغرافيا السفر و الترحال.

ولكن يظل السفر من وإلى أوركنى رهنا لرحمة الطقس وتقلباته و هي نقطة يجب على كل مسافر محتمل إلى أوركنى أن يضعها في اعتباره   .

وتعتبر زيارة الجزر في فصول الصيف عموما أفضل من غيرها من الأوقات حيث تضعف احتمالات التقلبات المناخية السيئة  في  أوركني ولكن مرة أخرى، هذا ليس مضمونا على الدوام .

الطريق البحري الرئيسي إلى  الجزر هو رحلة بالعبارة ساعتين من ميناءسكرابستر فى الجزء الغربى من مين لاند , بينما تسافر بواخر الى أخرى من سترومنس في الجزء الاسكتلندي من مين لاند إلى  أبردين، جون جروتس  وخليج جيلز ، مما يتيح للزائر اختيارات عدة لأماكن المغادرة.

كما تتوفر رحلات طيران من وإلى أوركني يوميا ولكن قد تكون عالية التكلفة، غالبا ما تكون الرحلة إلى أوركني من البر الرئيسي لاسكتلندا أكثر كلفة  من رحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهذا حقيقة لا تشجع العديد من المسافرين جوا .

ولكن تظل الجزر رغم ذلك مكانا تهوى إليه نفس كل رحالة عاشق يريد البحث عن الهدوء والسكينة حتى ولو كان في خضم ريح عاصفة وبين طيات بحر هادر .

شارك برأيك