Booking.com

في الذكرى السنوية الـ 200 لميلاد الكاتب الانجليزي الشهير تشارلز ديكنز التي توافق السابع من فبراير، سنقوم برحلة قصيرة في عالم ديكنز في لندن حيث عاش، ونتجول في منزله وفي الشوارع التي مشى فيها وشهدت تفاصيل حياته، وفي الحانة التي كان يجلس فيها، وفي الأماكن التي شهدت أحداث بعض من أشهر رواياته وقصصه.

صورة لتشارلز ديكنز مع ابنتيه ماري وكيت

صورة لتشارلز ديكنز مع ابنتيه ماري وكيت عام 1855

هو “تشارلز جون هوفام ديكنز” وُلد يوم 7 فبراير 1812 وتوفى فى 9 يونيو 1870. وهو واحد من أعظم الكتاب الانجليز، ويضعه بعض النقاد في المرتبة الثانية بعد الشاعر ويليام شكسبير، من حيث حضوره في الأدب وتأثيره في الأجيال اللاحقة.

ومن أشهر أعماله أوليفر تويست، وقصة مدينتين، وديفيد كوبرفيلد، وأوقات عصيبة. واهتم ديكنز في أعماله الأدبية بإظهار معاناة المسحوقين والمحرومين من الطبقة العاملة في المجتمع الإنجليزي خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، واشتهر بانحيازه للفقراء في وقت قمة ازدهار الامبراطورية البريطانية الاستعمارية.

علامة لمكان مصنع "جوناثان وارين" حيث عمل ديكنز صغيراً

علامة لمكان مصنع “جوناثان وارين” حيث عمل ديكنز صغيراً

بدأ تشارلز ديكنز حياته في محطة “تشارنج كروس” للسكك الحديدية Charing Cross، وهي تقع في وسط لندن، وحصل على خبرات كثيرة من خلال عمله في مصنع “جوناثان وارين” حين كان عمره 12 سنة، وكان عمله هو لصق العلامات على الأواني الخزفية، بينما كان والده جون يقضى فترة عقوبته في السجن بسبب الديون غير المسددة. وكان مصنع “جوناثان وارين” يقع عند بعض المدرجات التى تم هدمها تحديدا عند “شونغيرفورد” على نهر التايمز، حيث محطة القطار اليوم.

بعد ذلك انتقل ديكنز إلى شارع بكنجهام، وكان هذا المنزل مقر إقامة “ديفيد كوبرفيلد” تلك الشخصية الخيالية التى كانت بطل روايته الثامنة، وبنفس المنطقة توجد “صخرة ووترجيت”، ويرجع تاريخها إلى أيام ديكنز. أما شارع “ستراند” فيحتوي على العديد من صالات الفنون الجميلة والمطاعم الجديدة، وأيضاً على مكتب لدفع رسوم الالتحاق بقوات البحرية الانجليزية، حيث عمل جون والد ديكنز كموظف في هذا المكتب لفترة ليست بالقصيرة.

وبالنسبة لقاعة “المعبد الأوسط” المطلة على نهر التيمز، والموجودة الآن كهيئة نقابية في انجلترا لتسجيل طلاب القانون في سجلات النقابة، وملحق بها نزل بكامل ملحقاته من حانات وأماكن للطعام، عاش فيها “بيب” بطل رواية ديكنز “الآمال الكبرى”، وجاء وصف هذه القاعة حرفياً على لسان بيب في الرواية.

إحدى الحانات حيث جلس الأديب البريطاني تشارلز ديكنز

حانة “Ye Olde Cheshire Cheese” حيث جلس الأديب البريطاني تشارلز ديكنز

وبالعودة مرة أخرى إلى فليت ستريت التى كانت حتى عقود قليلة مضت، مكاناً لمقرات الصحف في المدينة، توجد حانة Ye Olde Cheshire Cheese ذات السقف المنخفض، التي كثيراً ما جلس فيها ديكنز على طاولة خشبية. ويقول بعض سكان الشارع نقلا عن روايات قديمة ان هذه الحانة عمرها 345 عاما اى اقدم من ديكنز نفسه بكثير.

وبالعودة للخلف قليلاً حيث تقاطع “فليت ستريت” و “ستراند”، يمكن للزائر الانحراف شمالاً على مسافة ثماني دقائق إلى شارع بورتسموث، حيث النصب التذكاري الأشهر لديكنز، وهو عبارة عن تمثال أقيم خلال حياة ديكنز نفسه. ويُقال أنه رفض إقامة هذا النصب وأوصى أنه لا يرغب في عمل أي تماثيل له وطلب أن يُدفن في مدفنه البسيط عند كنيسة وستمنستر.

مكتب الأديب البريطاني تشارلز ديكنز مكتب الأديب البريطاني تشارلز ديكنز ضمن معرضه في متحف لندن

أما الآن فإن أشهر ذكريات ديكنز تعرض في “معرض لندن ديكنز” والذي تستضيفه لندن من 7 فبراير حتى 10 يونيو في “متحف لندن”، والذي يقع على بعد محطة واحدة من محطة “لين” على الخط الرئيسى للنقل العام، ويعرض مخطوطات كتبها ديكنز منها المخطوطات اليدوية المحبرة لبعض من أهم أعماله الأدبية مثل المنزل الكئيب، وديفيد كوبرفيلد، والآمال الكبرى، بجانب لوحات عديدة للندن في أيام ديكنز.

شيك بنكي بتوقيع ديكنز

شيك بنكي بتوقيع ديكنز

كما يقدم المعرض فيلم وثائقي مدته 17 دقيقة بعنوان “الظل الشريد” أخرجه “ربان وليام”، ويتبع نفس الطريقة التي وصف بها ديكنز المدينة أثناء حياته. ويصاحب الفيلم تعليق صوتى يصف يوميات ديكنز ونشاطاته في لندن، وأيضا وصف لكل ما هو موجود بلندن مثل رجال الشرطة والجزارين وركاب القطار، ويتحول بعد ذلك إلى الشوارع والمواقع الموجودة حالياً في لندن والتى كان يمر عليها ديكنز في حياته اليومية.

شارك برأيك