تقع المدينة المعروفة باسم كورفو على الساحل الشرقي لجزيرة كورفو، ضمن شبه جزيرة عريضة ممتدة في البحر الأيوني، تبعد عن البر اليوناني مسافة 18 كيلومتر. وتفتخر هذه المدينة بكونها الأكثر أهمية والأكبر في هذه الجزيرة، فهي موطن للمطار المحلي ومكانا لرسو السفن السياحية المتعددة.
وجزيرة كورفو هي جزيرة يونانية قريبة من ألبانيا وإيطاليا، وتعد من أجمل جزر اليونان وربما العالم اجمع. فقد عرفت الجزيرة حضارات كثيرة من حضارة الفينيقيين إلى حضارة الأوروبيين من طليان وفرنسيين وانجليز. وقد مزجت لقربها الجغرافي من ايطاليا بين الأفضل من العالمين الإيطالي واليوناني معماريا ومطبخيا وفنيا. ولهذا لا تزال تستقبل مئات الآلاف من السياح سنويا. وتعتبر محجا لليونانيين الراغبين بالابتعاد عن الوطن الأم.
وتضم هذه المدينة اليونانية الجميلة الكثير من المناطق الساحلية بما في ذلك الشواطىء الجميلة، مع الخلجان الرملية الطويلة والواسعة، الخلجان الصخرية. وكذا أجمل القرى ولعل في مقدمتها قرية بينيتسيس التقلدية والتي تعرف بقرية الصيد القديمة والتي فتنت السائحين بجمالها الطبيعي الذي أهلها لتكون المصدر الرئيسي للدخل في المنطقة.
ولعلك إذا قمت بزيارة كورفو ستندهش من الهندسة المعمارية التي بنيت عليها، وهذا ليس بالأمر المستغرب فهذه المدينة قد تأثرت من قبل بجميع الحضارات التي هيمنت عليها وفي مقدمتها حضارة صقلية والحضارة الفرنسية والبريطانية.
وتقدم كورفو العديد من الأنشطة السياحية على مدار العام، نظرا لطبيعتها وتاريخها ومعالمها الطبيعية رائعة الجمال، وتعرف بكونها وجهة عائلية مناسبة وبأسعار معقولة، وحتى وإن كانت لا تمتلك متاحف مخصصة للأطفال أو حدائق للحيوان ، إلا أن هناك الكثير من الأمور الأخرى المصممة للأطفال وهو ما سيتيح لهم الاستمتاع الكافي.
وتحظى هذه المدينة الجميلة بسمعة طيبة بين محبيها في العالم نظرا لكونها أكثر الوجهات آمنا في العالم، فالجميع يأتي إلى هنا ودافعه الوحيد هو الاستمتاع الخالص، ولعلك ستطمئن كثيرا وأنت ترى أطفالك يلعبون بأمان في الحدائق و الشواطىء والملاعب دون وجود ما يزعجهم أو ما يثير مخاوفك.
ولمحبي مشاهدة القلاع التاريخية فسيكون بانتظارهم القلعة الجديدة (نيو فروريو) (Neo Frourio)، والتي تتربع على قمة تل في القسم الشمالي الشرقي من المدينة، وهي عبارة عن مجموعة من التحصينات والجدران الدفاعية التي تعود لفترة القرون الوسطى والفترة الفينيسية، علاوة على القلعة القديمة (باليو فروريو) (Palaio Frourio) والتي تقع في نهاية شبه الجزيرة المبنية عليها كورفو، وتعود للفترة الفينيسية، تنفصل عن المدينة عبر خندق يملئ بمياه البحر، توجد ضمنها العديد من العناصر المعمارية.
ولا يفوتك عند زيارة كورفو أن تزور البلدة القديمة والتي هي موطن للكثير من الكنائس والمواقع التاريخية والتي إذا سرت بين شوارعها الضيقة والمرصوفة بالحصى أن تشعر وكأنك في البندقية أو جنوة.، كما أن المتنزه هو حديقة ضخمة تستحق الزيارة، وتشمل معالم الجذب الآخرى قصر سانت جورج وسانت مايكل.
وتعتبر ساحة ومتنزه سبينيادا (Spiniada) أكبر ساحة في كل منطقة البلقان، وهي الساحة المركزية لمدينة كورفو، والتي تم تصميمها عندما كانت المدينة خاضعة للنفوذ الفرنسي ومن ثم الإنكليزي، ولعلك إذا قمت بزيارتها ستكون ما بين العديد من الأنماط المعمارية الرومانية العريقة.
ولم تنسى المدينة محبي المتاحف وأهمها، متحف قرفس الأركيولوجي ومن أهم محتوياته واجهة معبد أرتيمس، ومتحف الفن الأسيوي ويضم مجموعة من 12 ألف قطعة صينية، يابانية وبوذية، والمتحف الصربي الذي شيد على ذكرى الجيش الصربي الذي نفي إلى الجزيرة خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي هذه المدينة لا يزال بوسع الزائر أن يشعر بروح ماض مجيدة وبعيدة. بما في ذلك تراثها الغني متعدد الثقافات، والمعالم التاريخية، والمناظر الطبيعية الخلابة والواضحة وضوح الشمس في البحار ، والطقس الممتاز على مدار العام والذي يفسر لماذا أصبحت كورفو هي واحدة من وجهات البحر الأبيض المتوسط الأكثر عالمية.
إذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية ستتمكن من تأجير يخت، خاص أو مستأجر، لتكتشف الخلجان والشواطئ الجميلة الممتدة والمتعددة والتي يمكنك الاختيار فيما بينها، فكورفو هو المكان الذي يحتوي على أكبر عدد من الشواطئ في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
ولعلك إذا زرت المدينة ستشهد التأثير العمراني المتنوع بها، والذي يعود إلى العصور القديمة ولا عجب في ذلك فقد مر عليها الكثير من الحضارات والتي تركت وراءها العديد من الآثار والتي بدت معالمها على المباني والشوارع التي تشعرك وكأنك في رحلة عبر الزمن بين احضان الماضي وحضاراته.
وتتمتع كورفو بالحياة الليلية المفعمة بالحيوية، فلديها مجموعة متنوعة من المقاهي والنوادي الليلية وخاصة على الطريق الساحلي والتي ستضمن لك الفرصة الكافية للشعور بالترفيه والانطلاق بين الهواء الطلق.