تخطط أستراليا لإقامة الحديقة البحرية الأكبر في العالم، بهدف حماية مساحات شاسعة من بحر المرجان أمام سواحلها الشمالية الشرقية، ومواقع سفن غرقت خلال الحرب العالمية الثانية. وتمتد تلك المنطقة على مساحة 292 ألف كيلومتر مربع من الحاجز المرجاني الكبير وصولاً إلى مياه جزيرة سالومون وكاليدونيا الجديدة، وهي تقترب من مساحة ألمانيا وفرنسا معاً.
ويستوطن بحر المرجان “بحر كورال” 341 من أهم الكائنات البحرية من بينها نحو 52 نوعاً من سمك القرش، من بينها 18 نوعا لم يسجل وجودها في أي مكان اخر، كما أن البحر هو الملاذ الوحيد لتضع أسماك المارلين السوداء بيوضها، وتشكل المنطقة معبراً للأنواع المهاجرة مثل الحيتان بحدبة والسلاحف الخضراء.
أما الحاجز المرجاني الكبير “Great Barrier Reef” فيُصنف ضمن عجائب الدنيا الطبيعية، كما أدرجته اليونسكو في قائمة التراث العالمي؛ حيث يُشكل أكبر تجمع مرجاني في العالم، ويضم 400 نوع من المرجان و1500 نوع من الاسماك وأربعة آلاف نوع من الرخويات، ويمتد لمسافة 2600 كيلومتر ويُمكن رؤيته من الفضاء الخارجي.
وستحمي الحديقة كذلك موقع السفن التي غرقت خلال معركة بحر المرجان، وهي سلسلة من الاشتباكات البحرية دارت عام 1942 بين بين اليابان والولايات المتحدة والقوات الأسترالية خلال الحرب العالمية الثانية، واعُتبرت أول معركة بحرية اعتمدت على الاشتباك بين حاملات الطائرات في العالم.
وبإنشاء الحديقة البحرية ستصبح بذلك أكبر محمية بحرية في العالم يُمنع فيها التنقيب عن النفط والغاز مع فرض قيود على الصيد أيضاً. وستتخذ الحكومة الأسترالية قرارها النهائي في غضون ثلاثة أشهر بعد استشارات موسعة. وقال وزير البيئة الأسترالي توني بورك: “المحيطات مصدر اقتصادي، وفسحة ترفيه أساسية للأستراليين إلا أنه لا يمكننا أن نكون متساهلين”.
وبالرغم من ذلك ترى الجمعيات المدافعة عن البيئة، التي طالبت كثيراً بتحويل بحر المرجان إلى محمية، أن مستويات الحماية يجب أن تكون أعلى خصوصاً في المناطق المعرضة للخطر لحماية بحر المرجان على المدى الطويل.
[ad#Ghada648x60]