Booking.com

أشكال جديدة اتخذتها دبي في إطار احتفالاتها بعيد الاتحاد الأربعين للإمارات العربية المتحدة، الذي وافق 3 ديسمبر الماضي.. زيارة قصيرة قمت بها إلى كل من الشارقة ودبي، وجدت فيها الشوارع والمباني وقد اكتست جميعها بالأعلام والاحتفالات في كل مكان، حتى السيارات أضحت لوحات متحركة..لكن ما استوقفني من بين كل هذه الطرق الاحتفالية هو ذلك المهرجان السنوي الذي يُعقد في دبي تحت عنوان “مهرجان الإمارات للسيارت الكلاسيكية”.

مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية 2011
تحف من السيارات الكلاسيكية في وسط دبي

الصدفة وحدها هي التي قادتني إلى هذا المكان عن غير قصد، فالمكان كان إمارة دبي  في أحضان برج خليفة أعلى مبنى في العالم بمنطقة وسط المدينة التي توصف بأنها “قلب العالم الحاضر” ..غلبني النوم لأستيقظ قبل الظهيرة بقليل، وبمجرد نزولي من الفندق وعبوري باب الخروج، خُيل لي أنني عدت بالزمن إلى الوراء بعدما وقعت عيناي على صفوف السيارات الكلاسيكية المتراصة على جانبي الطريق، تبدأ موديلات السيارات من عشرينيات القرن الماضي وأحدثها كان موديل عام 1989.

توافد العشرات من عشاق السيارات الكلاسيكية إلى المكان حيث الدورة الرابعة من المهرجان الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام من الأول إلى الثالث من ديسمبر، ونُظمت على هامشه مسابقة لتقييم السيارات الكلاسيكية المشاركة من قبل خبراء بارزين في هذا المجال، وذلك استناداً إلى التفرد، ونظافة المحرك، واللون الأصلي للسيارة، والقيمة التاريخية للسيارة، والتشطيبات واللمسات الجمالية.

مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية 2011
ألوان وأشكال من موديلات السيارات خلال القرن الماضي

كما فُتح المجال للجمهور للتصويت عن طريق التسجيل لدى المنظمين الذين كانوا يتواجدون في المكان من الثانية ظهراً حتى العاشرة مساءً، كما تواجد أصحاب السيارات ليرقبوا نظرات الإعجاب من الجماهير تجاه سياراتهم. التقيت أحدهم ويدعى محمد الإبراهيم  وفاجئني بأنه يشارك بثلاثة عشر سيارة دفعة واحدة من أصل ما بزيد عن ال200 سيارة، وفي حديثي معه لمست منه مدى عشقه للسيارات القديمة، حتى أنه له حكاية مع كل سيارة قام بشرائها وسرد قصة شرائه سيارته Triumph موديل 1969، والتي بحث عنها في انجلترا – موطن صناعتها الأول قبل انتقاله للولايات المتحدة الأمريكية – وعندما وجدها اكتشف أن عجلة قيادتها على اليمين طبقا للنظام الإنجليزي، فغير وجهته نحو الولايات المتحدة والذي وجد فيها ضالته في سيارته الحمراء التي لم تسير سوى 3 آلاف ميل فقط، وهي السيارة التي فازت بجائزة الجمهور العام الماضي.

مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية 2011
السيارة Triumph الفائزة بجائزة الجمهور في مهرجان العام الماضي

وأوضح الهاوي الإماراتي أنه يبحث عن سياراته في جميع أنحاء العالم عن طريق سماسرة دوليين ومحترفين في هذا النوع من الهوايات، ولا يبخل بأمواله في سبيل اقتناء مثل هذه السيارات.

تنظم مهرجان الإمارات للسيارات الكلاسيكية شركة “إعمار العقارية” بالتعاون مع كل من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، و”نادي الإمارات للسيارات والسياحة”، الممثل الرسمي للاتحاد الدولي للسيارات الكلاسيكية “فيفا”، والهيئة العالمية المسؤولة عن السيارات التاريخية. وتنقسم جوائز المهرجان إلى عدة أقسام مثل جائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم، جائزة الإمارات، جائزة الشاحنة الكلاسيكية، جائزة ما قبل الحرب العالمية الثانية، جائزة التراث، جائزة السيارة الكلاسيكية الحديثة…

بصراحة الكلمات تعجز عن وصف تلك التحف الرابضة على رصيف وسط دبي… لذلك سأترككم مع الصور لأنها تتحدث عن نفسها.

(لحجم أكبر اضغط على الصورة)

[ad#Ghada648x60]

شارك برأيك