انطلقت يوم الأحد الماضي النسخة الثانية من مهرجان المدن القديمة في موريتانيا، وذلك في مدينة وادان التاريخية، وتتواصل فعاليات المهرجان لمدة سبعة أيام حتى العاشر من فبراير الحالي، وتشكل هذه الأيام فرصة للتعرف على زمن مضى، والاستمتاع بتاريخ وفنون الحضارات القديمة.
يهدف المهرجان من خلال النشاطات الثقافية والتراثية إلى إبراز التراث المعماري والثقافة الموريتانية في مدن تاريخية أصبحت مهددة بالزوال مثل شنقيط ووادان وتيشيت وولاتة، وبيان الدور الفكري والعلمي والتجاري الذي لعبته هذه المدن في إشعاع الثقافة الإسلامية.
تستضيف مدينة وادان القديمة النسخة الثانية من مهرجان المدن القديمة في موريتانيا
وتتوزع نشاطات المهرجان بين المحاضرات عن تاريخ وثقافة مدينة وادان والتحولات التي شهدتها، ومعارض الصناعات التقليدية، وجلسات الشعر الشعبي، ومسابقات الفروسية والنسيج اليدوي والحكايات القديمة، وعروض اللباس التقليدي والعادات والتقاليد الخاصة بالأفراح الشعبية، بجانب مسابقات في تلاوة القرءان والسيرة النبوية، والرماية والكرة الحديدية وسباقاً للإبل والفروسية، وتختتم مساء الجمعة القادم بسهرة فلكلورية وتوزيع للجوائز على المتسابقين.
كما تشهد شوارع وطرقات مدينة وادان خلال المهرجان معرض تجاري وسياحي وفلكلوري متنوع، حيث يعرض الصناع التقليديين تحفاً فنية وأثرية، وتنتعش تجارة الخيام والأغطية والقماش بالتزامن من أيام عيد المولد النبوي الشريف، وتنظم فرقة المسرحيين الموريتانيين عروضاً عكست أوجه الثقافة العريقة للمدن الأثرية الأربعة. ويُمكن للزوار زيارة بعض المكتبات الشهيرة والأماكن التاريخية.
البرج القديم في مدينة وادان
وتقع مدينة وادان وسط موريتانيا على بعد 93 كيلو متر شمال شرق مدينة شنقيط، تأسست عام 536 هجرية، وكانت نقطة أساسية في طريق القوافل والتجارة خلال القرن الحادي عشر الميلادي. وشملت استعدادات مهرجان المدن القديمة في موريتانيا هذا العام ترميم 100 منزل في وادان، وتشييد فندق جديد والدخول في مناقصة لتشييد فندق ثاني، بجانب ترميم شارع الأربعين عالماً وبناء محطة للكهرباء وأخرى للمياه.
وكانت موريتانيا قد أسست صندوقا بميزانية 2.6 مليون يورو لترقية مدن شنقيط وودان وتيشيت وولاتة المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو ومن بين المدن المهددة بالانقراض، وأعلنت عن تنظيم مهرجان سنوي دوري بين هذه المدن يقام في ذكرى المولد النبوي الشريف، وهذه هي الدورة الثانية من المهرجان بعد إقامته في مدينة شنقيط في ولاية آدرار.
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال افتتاح مهرجان المدن القديمة: “يهدف إلى نفض الغبار عن ثقافة البلاد وحضارتها وتنمية المناطق الأثرية وتوفير ظروف العيش الكريم لسكانها”.
وتُقام هذه الدورة وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب تنامي نشاطات تنظيم القاعدة، وتحذر عدد من الدول الأوروبية رعاياها من السفر إلى بعض مناطق موريتانيا. كما قلل من فرحة أهل المدينة والقائمين على المهرجان العواصف الرملية التي تضرب موريتانيا هذا الأسبوع.
