شكلت استضافة المعرض العالمي, والمعروف اليوم باسم معرض إكسبو الدولي منذ منتصف القرن التاسع عشر فرصة لعرض اختراعات أعظم المفكرين في العالم, وفرصة لعرض إنجازات المدينة المضيفة والأمة على حد سواء, ودبي تنتظر اليوم بفارغ الصبر نتائج التصويت على استضافة معرض إكسبو الدولي 2020, وإن كانت ستنجح في الاستضافة.
وكانت أول انطلاقة للمعرض الدولي في عام 1851 حيث استضافت لندن المعرض في كريستال بالاس تحت عنوان «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم», وكان مشكلا من هيكل زجاجي مؤقت بني في حديقة الهايد بارك اللندنية الشهيرة حيث عنون المعرض دور بريطانيا الكبير في العالم الصناعي الجديد, وحيث تباهت بريطانيا باختراعاتها التكنولوجية المتقدمة وكنوزها مثل عرض أول آلة تصوير في العالم, وأكبر حجر ألماس في ذلك الوقت.
وفي العصر الحديث تدخل دبي معترك سباق إكسبو بشعار «تواصل العقول وصنع المستقبل», وهو شعار يمثل فضائل التعاون حيث تم التعرف إلى ثلاثة مواضيع فرعية بما فيها الاستدامة مع التركيز على مصادر الطاقة والمياه والتنقل على المدى الطويل والتركيز على الأنظمة الذكية للخدمات اللوجستية والنقل, والفرص مع التركيز على مسارات جديدة للتنمية الاقتصادية.
وإذا ما نجح ملف دبي في استضافة المعرض فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عقد المعرض العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
بينما تستعد مدينة ميلان الإيطالية لاستضافة إكسبو 2015 تحت شعار «إطعام الكوكب طاقة من أجل الحياة», وتستعد أستانا في كازاخستان هي الأخرى في مراحل التخطيط لاستضافة معرض اكسبو عام 2017 تحت شعار «طاقة المستقبل».
وتبقى المنافسة لعام 2020 صعبة هي الأخرى, مع مواجهة دبي ثلاثة منافسين: إزمير في تركيا, ايكاترينبرغ في روسيا, وساو باولو في البرازيل فيما كانت مدينة أيوثايا التايلاندية إحدى البلدان المرشحة للاستضافة, ولكنها انسحبت في يونيو 2013 بعد غياب الدعم الحكومي تاركة دبي كأقوى منافس, وفقا للكثير من المتوقعين.
والقرار النهائي لاختيار الدولة الفائزة باستضافة إكسبو 2020 والمقررة في أواخر نوفمبر الحالي تبقى في يد 167 دولة عضو في المكتب الدولي للمعارض, ومقره باريس حيث ستحدد أصوات تلك الدول الدولة الفائزة باستضافة إكسبو 2020.
وطبقاً لتصريحات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لطيران الإمارات والمجموعة رئيس اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو دبي الدولي 2020 فإن إجمالي الناتج الاقتصادي لدبي سيصل إلى إضافة 28,8 مليار يورو بفضل إكسبو.
بينما ستخلق 277 ألف وظيفة بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك 80 ألف غرفة فندقية إضافية متاحة خلال الحدث, وهو رقم يتزايد مع زيادة جاذبية الإمارة أمام رجال الأعمال والسياح فقد زار دبي 9 مليون سائح من العالم في عام 2012 بينما يعيش ثلثا سكان العالم على بعد رحلة 8 ساعات عن مدينة دبي.
في الـ 12 من يونيو الماضي من العام الحالي فازت الإمارات بدعم فرنسا بعد العرض القوي لملف الإمارات في الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعرض في باريس, وفي نفس اليوم تم ترقية الإمارات لسوق ناشئ من قبل «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» لمؤشرات الأسواق.
ولكي تدعم دبي ملفها في سباق إكسبو أعلنت دبي عن حزمة مساعدات إضافية تقدر بـ150 مليون يورو من أجل دعم مشاركة البلدان النامية في معرض اكسبو الدولي 2020 في حين حددت أيضا صندوق شراكة لدعم الأفكار المبتكرة لخلق الفرص, والتنقل, والاستدامة بقيمة 100 مليون يورو.
وكان الحضور الإماراتي لاجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس لافتا حيث وقفت الإمارات بثقلها خلف دبي داعمة لها في سباق استضافتها لمعرض إكسبو الدولي 2020 حيث ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله الوفد الذي كشف النقاب عن مبادرة «إكسبو لايف», وهي واحدة من المبادرات الخاصة بدبي إكسبو 2020, وذلك خلال عرض ملف الإمارات الخاص باستضافة الحدث العالمي الكبير أمام الدول الـ 167 الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض في باريس.