Booking.com

حاضر الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة الدكتور طالب الرفاعي في محاضرة بعنوان «السياحة الثقافية: الهوية الحضرية للمدن التاريخية» بـ «مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث» مساء الاثنين الماضي ضمن فعاليات ربيع الثقافة في البحرين.

السياح

الثقافة والسياحة وسيلتان أفرزهما عصر العولمة

ويعتقد الدكتور طالب الرفاعي بأننا لم ندرك بعد أبعاد ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال التي يعيشها العالم تلك هي ثورة السفر والسياحة التي لا يمكن لنا الحديث عن التنمية المستدامة, ومستقبل هذا العالم دون الحديث عنها وعن الثقافة ذلك لأن السياحة «نفط لا ينضب».

وقال أن «العالم من حولنا يتغير بسرعة غير مسبوقة في التاريخ» هكذا يفتتح الرفاعي محاضرته متناولاً العولمة ومدى التغيير الذي تعيشه الإنسانية بسببها «حياة البشر أصبحت مترابطة ومتشابكة» بالإضافة لتأثيرين بارزين أضفتهما العولمة على المشهد العالم.

ويقول الدكتور «قربة شعوب الأرض من بعضهم البعض في أحلامهم وتطلعاتهم وأنماط حياتهم صارت الناس تلبس ذات اللباس, وربما تتحدث ذات اللغة, وحتى أشكال المنازل صارت متشابهة إلى حد كبير».

 أما التأثير الثاني فهو إن العولمة أفرزت جزءاً آخر من التأثير المعاكس لتقريبنا من بعضنا البعض, وذلك عبر إظهارها لحجم التنوع والاختلاف الذي تمتاز به الشعوب والثقافات.

ويذكر الدكتور الرفاعي أن «الثقافة والسياحة وسيلتان أفرزهما عصر العولمة» إلا أنهُ يؤكد بأنهما الوسيلتان الأساسيتان للاحتفاء بما يميز هويتنا وشخصيتنا الوطنية.

ويضيف «هنالك تأثيرات كثيرة للعولمة على حياتنا لكن الثقافة والسياحة إذا ما صح استخدامهما فإن باستطاعتهم التأثير على العولمة وجعلها أكثر إنسانية واحترام للخصوصيات والهويات المختلفة».

يوجز الدكتور الرفاعي التغييرات التي طرأت على حياتنا في ثلاث نقاط: «تكنولوجيا المعلومات والاتصال, ثورة التحضر, ثورة السياحة والسفر», ويوضح أن الثورة الأخيرة تعد التغيير الأكبر لكننا لم ندركه بعد «لم تعد السياحة والسفر قطاعا مقصورا على النخبة, بل أضحى حركة شعبية وحاجة إنسانية تدخل في مسار حقوق الإنسان».

ويشدد الرفاعي على وجوب إحسان إدارة هذه المتغيرات الثلاثة التي إذا ما وظفت بالشكل الصحيح فيمكن لها أن تجعل العالم يبدو بشكل أفضل.

ويقول الدكتور طالب ان الثقافة مثلها مثل العولمة عالم متغير باستمرار «تتأثر بما يسبقها, وتؤثر في الذي يلحقها», ويضيف «هي إحدى أهم العناصر التي تخلق من العالم عالم أفضل للأجيال القادمة ذلك عبر الانفتاح على الثقافات الأخرى, والمساهمة في بناء عالم متباين يحتاج بعضه إلى البعض الآخر», ويشرح الرفاعي ذلك بالقول «عندما تزور شعب ما, فأنت تأكل من طعامه, تسمع موسيقاه, تتعرف على أفراده», وكل ذلك يخلق حالة من الود لا يمكن أن تشوبها حالات الحقد التي تقود إلى الصراعات.

لذا يعتبر الدكتور طالب أن السياحة هي أقوى عوامل تقريب الشعوب من بعضها كما أنها تقوي اعتزازنا بما لدينا من تراث وثقافة عندما نراه محترماً في عيون الآخرين, وعلى ذلك يعتبر الرفاعي أننا نعيش عصراً فريداً «ستنظر له الأجيال القادمة على أنهُ عصر السفر الذي تخطت فيه الناس كل حدود».

ويضع الدكتور الرفاعي أربع تأثيرات للسياحة فهي من جانب تؤثر على الاقتصاد «فهي ثالث أكبر صناعة في العالم», وهي من جانب آخر تؤثر على البيئة «تعاد بناء البيئات المدمرة لجذب السياح فيمكننا توظيف السياحة للحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي والحضاري والثقافي».

كما أن لها دوراً سياسياً, وآخر تراثي, يقول الرفاعي «في السياحة نُروج للشواطئ, والفنادق, والجبال, وغيرها» إلا أنهُ يرى بأن هذه الأشياء قد توجد في العديد من الأماكن لذى يتساءل ما الذي يميز مكان عن آخر؟ يجيب «الخصوصية التي تتمتع بها المجتمعات, والناس, والتي تضفي صفة وهوية مختلفة من مكان إلى آخر».

ويذهب الدكتور للقول بأن الطبيعة ليست هي المكان بل «الطعام, الموسيقى, اللغة, التقاليد هي المكان».

شارك برأيك