دشنت ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ 38 لعام 1434هـ موقعها الإلكتروني www.hajconference.com رغبة من وزارة الحج في تحقيق أكبر مشاركة ممكنة من خلال تعايش ضيوف الرحمن مع واقع الإعلام الجديد, وتوعيتهم, وتثقيفهم بشؤون الحج, وما يتعلق به من موضوعات.
ويأتي ذلك في إطار استعداداتها لانطلاق أعمال الندوة في الثالث من شهر ذي الحجة المقبل, وتستمر على مدى ثلاثة أيام مستقطبة المفكرين والمثقفين البارزين من جميع أنحاء العالم الإسلامي ليبادروا بتقديم أطروحاتهم والمشاركة في أعمال الندوة التي تتخذ من (فقه الأولويات في الحج) موضوعاً لدورتها هذا العام.
وكشف مدير عام ندوة الحج الكبرى الدكتور هشام بن عبد الله العباس عن الموضوع الرئيس للندوة (فقه الأولويات في الحج), وما يندرج تحته من أهداف وعناوين ومحاور تأتي لتكامل الأدوار والجهود في توعية وتوجيه حجاج بيت الله الحرام مع جميع قطاعات وأجهزة الدولة المعنية لإنجاح حج هذا العام بإذن الله وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين, ويأتي استجابة لدعوة المملكة العربية السعودية بتقليل أعداد الحجاج بسبب مشاريع التوسعة التي تشهدها منطقة الحرمين الشريفين.
ولفت إلى أن موضوع الندوة سيعمم بين المسلمين في ظل وجود أكثر من 200 مشارك من كافة أنحاء العالم الإسلامي كحاجة علمية وعملية, والتأكيد على أهمية الأخذ به في الحج وشعائره لأدائها بيسر وأمن واطمئنان, وبيان الصلة بينه في الحج وبين مقاصده, وإظهار العلاقة بين فقه الأولويات في العبادات والصدقات وتحقيقه ثواب الفرد وحماية الجماعة ودفع الضرر عنها كما يقلل فقه الأولويات في الحج من مشكلات الحج والحجيج خاصة مشكلة الزحام.
وقال إن إدارة ندوة الحج الكبرى تحظى بدعم ورعاية مستمرة من قِبل معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار وما يقدمه من العديد من المبادرات والتوجيهات التي من شأنها أن تسهم في إنجاح أعمال الندوة بشكل مميز وكبير لما تمثله شعيرة الحج الدينية بالنسبة للمسلمين والحاجة الملحة لتوجيه وتوعية الحجاج أثناء أدائهم لشعائرهم, ولبيان معاني الحج ومقاصده الروحية والأخلاقية والاجتماعية.
وحول الأهداف التي تسعى لتحقيقها إدارة الندوة أكد الدكتور العباس أن العبادة والحضارة متوافقان وغير متنافرين, وتهدف الندوة إلى إرساء وترسيخ مبدأ احترام الأنظمة واللوائح والمواعيد والتعليمات المنظمة للحج كتظاهرة إسلامية حضارية, وتعميق المحافظة على بيئة الحج من الفساد والتخريب والتشويه, وإبراز جهود حكومة المملكة العربية السعودية في رعاية الحجيج, والاهتمام بالتسهيل عليهم في أداء نسكهم.
وأضاف مدير عام ندوة الحج الكبرى أن الندوة ستركز على تفعيل وبلورة تلك الأهداف وفق محاور ومحددات عديدة تعمل على تمكين مفهوم العبادة ومقاصدها في الإسلام, وتأكيد سعي المملكة في تطوير المشاعر المقدسة تطويراً حضارياً, ومعاملة الحجيج على مستوى راقٍ في تنظيم الحج تنظيماً حضارياً وتقنياً متقدماً في جميع مراحله.
يذكر أن الندوة التي بدأت منذ عام 1390هـ تسعى وزارة الحج من خلال عقدها لإبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية لخدمة الحج والحجيج, والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة, وإبراز أهم الإنجازات والمشاريع الرائدة والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين خصوصاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج.
وتحرص الندوة على التواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم, وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية, وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة, والتعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج وذلك إسهاماً منها في تنفيذ سياسة الدولة الهادفة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج والعمار والزوار كما تحرص إدارة الندوة على عقد الملتقيات الثقافية المسائية على هامش فعاليات الندوة بهدف التواصل والتعارف بين ضيوف الندوة في كل من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة حيث يتناول المشاركون والضيوف خلالها طرح العديد من الموضوعات ذات العلاقة بالحج والحجيج ما يعد رافداً معززاً لما تهدف له محاور الندوة.