باربكيو على حرارة البراكين في أسبانيا

هل جربت الشواء بدون فحم وبدون مواقد الغاز أو المواقد الكهربائية؟ في جزيرة لانزاروت الإسبانية Lanzarote ما عليك سوى عمل حفرة في الأرض والابتعاد عنها فوراً لئلا تفقد حاجبيك، وسيكون لهيب الحمم البركانية كافي لعمل باربكيو في دقائق!

الآن يمكن للسياح الاستمتاع بطعام مشوي على الحرارة الجوفية للأرض والتي تخرج منها دون انقطاع منذ مئات السنين، وذلك في مطعم الديابلو El Diablo الموجود داخل حديقة تيمانفايا الوطنية Timanfaya National Park في أسبانيا، والتي اعتبرت محمية طبيعية منذ سنة 1968م.

في هذه الحديقة الإسبانية، التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من جزيرة لانزاروت ضمن مجموعة جزر الكناري Canary Islands، أنشأ سيزار مانريك Cesar Manrique مطعم ديابلو في سنة 1970، وكلمة “ديابلو” الشيطان باللغة الأسبانية. يقع المطعم  في منطقة فريدة تتيح لزواره إطلالة بانورامية على مكان استثنائي على وجه الأرض، مكان يشبه كوكب المريخ في تضاريسه، حيث يطل على المنطقة التي شكلتها البراكين الهائلة التي ثارت عدة مرات في الجزيرة منذ 1731 وحتى فترة قريبة.

ففي هذه المنطقة جبال تُعرف بالإسبانية بجبال Montanas del Fuego والتي تعني جبال النار، حيث تمتليء هذه المنطقة بمائة بركان تغطي مساحة 50 كيلو متراً أدت إلى تدمير المنطقة بالكامل بما فيها من مدن قديمة منذ 280 سنة تقريباً.

هذه البراكين خامدة الآن لكن الحرارة الجوفية الهائلة مازالت موقدة وتصل إلى السطح من عمق 13 متراً تحت الأرض والتي تصل حرارتها إلى 600 درجة مئوية، وحول المطعم توجد ثقوب في الأرض يصب فيها السياح كميات كبير من المياه فتتحول فوراً إلى بخار يثور على شكل أعمدة عالية في الجو محدثة ضجيج كبير.

شجعت هذه الظاهرة الطبيعية مانريك لاستغلال هذه الحرارة البركانية الجوفية في عمل حلقة شواء ضخمة، لكن في نفس الوقت كانت هذه الحرارة عائقاً لبناء المطعم بهذه المنطقة حيث شكلت خطورة على أساسات المبنى، مما اضطرهم لعمل تسع طبقات بازلتية يُبنى فوقها أساس المطعم.

بمجرد وصولك هذا المكان ستجد الحافلات السياحية تقف عن حد معين، بعدها تنقلك الجِمال لداخل المحمية أو الحديقة في مسارات محددة لها ولا يمكن الحياد عنها لخطورة المكان، ومن ثم تصل بك إلى المطعم، وبالاقتراب شيئاً فشيئاً ستشعر بارتفاع في درجة الحرارة والتي تجعلك تهرب منها إلى داخل مطعم الديابلو، والذي يفتح أبوابه يومياً من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثالثة والنصف مساءً.

داخل المطعم ستجد حفرة ضخمة امتدت بعيداً إلى جوف الأرض ومبنية بنوع معين من الحجر، ووُضع عليها شواية خاصة تتحمل درجات الحرارة العالية جداً، وبمرور الوقت تتزين بما يطلبه الزائرون ليتم شيه على النار المجانية التي جادت به البراكين الملتهبة في جوف الأرض، حيث يوضع عليها طلبات الزوار سواء كانت لحوماً أو أسماكاً أو غيرها، وفي دقائق سيصل إليك طلبك على لهيب البراكين وفيه طعم مختلف تماماً عن أي باربكيو جربته سابقاً.