بدأ منذ قليل فعاليات تعامد الشمس على قدس الأقداس داخل معبد رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل وسط إجراءات أمنية مشددة.
يحضر الاحتفال آلاف الزوار من المصريين والأجانب، وشهد الاحتفال تدفقاً شديداً من قبل الحضور على بوابات المعبد في ظاهرة فلكية فريدة وبحضور سفراء 30 دولة.
وقال مدير عام آثار أبوسمبل والنوبة جنوبي أسوان الدكتور أحمد صالح: “استمر التعامد الشمس 20 دقيقة قطعت خلالها أشعة الشمس 60 متراً داخل المعبد مروراً بصالة الأعمدة حتى غرفة قدس الأقداس لتسقط بعدها على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني”.
وأكد أن السائحين حضروا بالآلاف الاحتفال بتعامد الشمس ما يبشّر بعودة السياحية المصرية لمعدلاتها الطبيعية.
وقال محافظ أسوان مصطفى يسري: “لأول مرة يشارك في الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس 30 سفيراً يمثلون دول العالم في مصر ما يعلن رسالة للعالم بأن مصر آمنة”.
وفي سياق متصل توجه 15 سفيرًا من مجموعة دول الآسيان المعتمدين لدى مصر أمس إلى أسوان للقيام بجولة سياحية والمشاركة في احتفالات مصر بظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني.
وقالت مصادر مسئولة بوزارة السياحة أشرفت على سفر السفراء على الطائرة المصرية المتجهة إلى أسوان إن مشاركة السفراء الـ 15 تأتي ضمن مشاركة نحو 30 سفيرًا من المعتمدين لدى مصر في احتفالات وزارة السياحة ومحافظة أسوان بظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس.
تحتفل مصر بلحظات تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل في ظاهرة فلكية نادرة تحدث في تمام الساعة السادسة و23 دقيقة، وتستغرق حوالي 20 دقيقة وسط توقعات بحضور عدد من الوزراء والمحافظين، ونحو 600 سائح أجنبي، وأكثر من 3 آلاف زائر مصري لمشاهدة الاحتفال بهذه الظاهرة الكونية النادرة.
وقال مدير عام أثار أبوسمبل الدكتور أحمد صالح إنه تم وضع خطة أمنية مشددة بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار لتأمين المعبد والمنطقة المحيطة به خلال الاحتفال بتلك الظاهرة.
وأشار إلى أنه تم وضع شاشات خارج المعبد لعرض الظاهرة وبثها على الهواء مباشرة بما يسمح للجميع متابعة تلك الظاهرة النادرة التي تجسد التقدم العلمي للقدماء المصريين خاصة في مجال الفلك.
وقال إن ظاهرة تعامد الشمس في أبوسمبل داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير تحدث يوم 22 من شهري أكتوبر وفبراير من كل عام مشيرا إلى أن يوم 22 فبراير هو اليوم الذي يتواكب مع اليوم الأول من فصل الحصاد طبقا للسنة الفلكية المصرية القديمة، وفي مثل هذا اليوم في مصر القديمة كان الشعب المصري يتوجه إلى المعابد حاملا حزمة من الشعير يشكر فيه الآلهة على نعمة النجاح في موسم الزراعة.
وأضاف أن مراحل تعامد أشعة الشمس علي معبد أبوسمبل الكبير تبدأ بتعانق أشعة الشمس في البداية مع القرود التي تعلو واجهة المعبد الكبير ثم تهبط لتركز على إله الشمس المشرقة “رع حور أختي”، والذي نحت داخل مستطيل بهيئة أدمية ورأس صقر وعلي رأسه قرص الشمس، ويقف على الجانبين الملك رمسيس الثاني ويقدم قربان الماعت.
وتابع أنه بعد ذلك تهبط أشعة الشمس إلي المدخل الرئيسي للمعبد الكبير وتتسلل لمسافة 48 مترا، وتهرع متخطية الصالة الأولى، والصالة الثانية، والصالة المستعرضة، وقدس الأقداس حتى تبقى في أحضان الجدار الغربي ما بين عشرين دقيقة إلي خمس وعشرين دقيقة، وترسم الشمس إطارا مستطيلا على جسد الملك رمسيس الثاني والإله آمون رع في قدس الأقداس، وتتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن للإله رع حور أختي حتى تختفي علي هيئة خط رفيع مواز للساق اليمني للإله الأخير، وبعد حوالي 25 دقيقة تنسحب الشمس إلى الصالة الثانية ثم الصالة الأولى، وتختفي بعد ذلك من داخل المعبد كله.