في الحقيقة ان ايسلندا لم تكن هي الوجهة التي كنّا نود زيارتها، بل النرويج، ومن خلال رحلة البحث التي قمنا بها قبل أي سفر و جدت أَن ميزانية هذا البلد تفوق كل التوقعات، عندها بدأنا بتفكير في أيسلندا كان كل هدفنا في الاول ان نرى الشفق القطبي.. ولكن كل ما رأيناه في هذا البلد كان آية في الجمال و الإبداع، وهكذا كانت رحلتي إلى أيسلندا
في أول خرجة لنا لنلتقي و لأول مرة بظاهرة قل نظيرها، الشفق القطبي ظاهرة من أجمل الظواهر الطبيعية التي تحدث على وجه الأرض، و بعد ساعات من الانتظار تحت عتمة ليل قاتم و درجات حرارية جد منخفضة بدأت أولى أنوار القطب بالظهور.
للوهلة الأولى تبدو كأنها صورة أو منظر خيالي ينتمي لأحد القصص الخرافية، تظهر بأضواء براقة لتضيء السماء وتخطف أنظار من يراها، تبدو كأنها حوريات سماوية هبطت إلى الأرض لتضفي عليها بعض من سحرها وروعتها، أو مجموعة من الألعاب النارية التي صممت بمنتهى الدقة والإبداع. كانت ليلة من أجمل ليال العمر.
* (نشرنا سابقا: نصائح ملهمة بعد تجربتنا الرائعة في السفر إلى أيسلندا)
في اليوم التالي، قررنا أن نزور مكانا آخر تم إكتشافه من بضع شهور فقط، كنت قد تكلمت مع قائد الرحلة أيام قبل موعد ذهابنا إلى أيسلندا، لاحجز مكانين لان هذا المكان لا يمكن دخوله بدون مرشد، وذلك نظرا لخطورته حيث أنه غير مسموح لأحد بدخوله ابتداءا من فصل الصيف لارتفاع منسوب المياه.
انه كهف جليدي قل نظيره و كم نحن محظوظين لكوننا أول جزائريين وطأت قدماهما هذا الكهف على حسب ما قاله المرشد السياحي وهو الشخص الذي اكتشف هاته التحفة الربانية مع بعض أصدقاءه.
في داخل الكهف الجليدي يتملكك شعور غريب، شعور بأن هذه الارض تملك المزيد لتثير فضولنا و تجذب إنتباهنا، وأن كل هذا لم يخلق عبث وأن كل شئ وجد له مغزى، شعور بالعدم و العظمة في أن واحد، شعور بضجيج و السكينة، شعور بإننا لم نخطأ أبدا عندما إخترنا السفر أسلوب حياة و جعلناه من الأساسيات فلولاه لما كان لحياتنا معنى و لخلق الله أثر بداخلنا.
* مشاركة من طرف : أمينة ، جزائريان في البرية .. Two Algerians into the wild