تعد مدينة بورتو الواقعة شمال البرتغال في محافظة بورتو، على الساحل المطل على المحيط الأطلسي من أكبر المدن البرتغالية والاوروبية بل وأجملها أيضا لما تتمتع به من معالم سياحية وترفيهية قليلا ما تجد مثيلاتها في أوروبا كافة، إذ تتمتع بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وهي تتأثر بالنسيم البارد للمحيط الأطلسي الذي يجعلها أكثر برودة من المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لذا لا تتعجب عندما تجذب أنظارك العديد من المحال ومطاعم المأكولات البحرية التي ربما تجد معظمها على الطراز القديم والذي يعيدك إلى العصور التي لم تشهدها عيناك إلا عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، لذا فهذه المدينة هي واحدة من أقدم المراكز الأوروبية.
يمكن أن توصف بورتو بأنها واحدة من المناطق الحضرية الكبرى في جنوب أوروبا وعاصمة ثاني منطقة حضرية كبرى في البرتغال، حيث تقع على طول مصب نهر دورو في شمال البرتغال، وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو في عام 1996.
عرفت بورتو بأنها محطة تجارية وصناعية وثقافية مهمة في شمال البرتغال وخصوصا في قطاع الإنتاج الزراعي حيث يساهم النهر الشهير بنقل البضائع من القرى والبلدات المجاورة الى الخط الساحلي عبر المدينة منذ قديم الزمان. ولذا تعتبر الشريان الحيوي والرئيسي للمناطق الشمالية.
ويعود تاريخ بورتو إلى القرن 4، حيث الاحتلال الروماني لشبه الجزيرة الايبيرية، وقد كانت الاطلال القديمة دليل بارز على بقايا الحضارة السلتية العائدة إلى الرومان في هذا الوقت. وقد وصفت المدينة باعتبارها ميناء تجاري هام، ونقطة وصل مع مدينة لشبونة التي كانت تعرف آنذاك بـ «اوليشيبونا» وكذا المدينة المجاورة “بارغا” التي كانت تعرف قديما بـ«براكارا اوغستا».
وفي القرن 14 و15، ساهمت أحواض بناء سفن بورتو في تطوير بناء السفن البرتغالية، وفي هذه الفترة تحديدا بدء البرتغاليين عصر الاستكشاف . وأطلق عليهم أسم “Portuenses” وهو الاسم الذي يطلق على شعب بورتو حتى يومنا هذا.
وتضم المدينة عددا من المتاحف والقاعات الموسيقية وقاعات السينما وصالات العرض الفني والمكتبات وغيره. ومن هذه المتاحف «ناشونال ميوزيام سواريس دوس ريس»، المسخر للفن البرتغالي الحديث بين القرن السابع عشر والقرن الواحد والعشرين.
ومن قاعات الموسيقى الدولية الرائعة والجميلة معماريا وديكوريا والتي يصعب العثور على مثيل لها في أوروبا والعالم، قاعة «كوليسيو دو بورتو».وتعتبر القاعة مثالا صارخا على الفن البرتغالي ممثلا بالمهندس كاسيانو برانكو.
من بين أبرز معالم المدينة المعمارية والتي ساهمت في إدراجها على لائحة اليونسكو، كاتدرائية بورتو والتي تعد أقدم هيكل على قيد الحياة بالمدينة، جنبا إلى جنب مع كنيسة سيدوفيتا وكنيسة القديس فرنسيس، وكذا بقايا أسوار المدينة وعدد قليل من المنازل التي تعود إلى القرن 15، مثل قصر بالاسيو دا بولسا الرائع للأوراق المالية، ومستشفى سانت انتوني ، والمباني في ساحة يبردادي و أفينيدا دوس، ومحطة قطار ساو بينتو وحدائق قصر كريستال (بالاسيو دي كريستال). بالإضافة أيضا إلى المناظر الطبيعية في المدينة.
ولأن الكثير من أقدم المنازل في المدينة معرضة لخطر الانهيار، فانخفض السكان في بلدية بورتو بنسبة ما يقرب إلى 100 ألف نسمة فقط، إلا أنه قد ازداد عدد المقيمين الدائمين في ضواحي والبلدات المجاورة بشكل كبير. فيما تحتل بورتو أيضا المرتبة الثالثة بين مدن البرتغال الأكثر ملائمة للعيش.
ويفضل السائحين في بورتو القيام برحلة بحرية عبر نهر دورو لمشاهدة التراث العالمي بين المباني القديمة الواقعة على ضفاف النهر، والتي تبدو وكأنها لوحة فنية بديعة تجمع ما بين الطبيعة والفن المعماري الرائع ما يجعل تلك التجربة واحدة من الأشياء التي تستحق القيام في بورتو. كما يمكن أيضا للسائحين القيام بجولة بطائرة هيلكوبتر لمشاهدة معالم المدينة عبر الجو، حيث تتراص المعالم واحدة تلو الأخرى وكأنها تعرض نفسها في زهو على محبي زيارة هذه المدينة البديعة والهادئة.
كما يعد جسر ارابيديا من أشهر جسور المدينة التي تربط بين أجزاء المدينة، ولذا فيعتبر من أشهر المعالم التي تجذب سائحي العالم، الذين يعكفون على التقاط الصور التذكارية عليه خاصة أنه يتوسط معالم بورتو المدينة السياحية المثلى لمحبي الروائع المعمارية والعودة إلى العصور القديمة ولكن على أرض الواقع.
وتتسم بورتو بكونها موطن لعدد من الأطباق التقليدية من المطبخ البرتغالي. ويعد الطبق النموذجي من هذه المدينة هو ( Tripes )، الذي لا يزال يمكن العثور عليها في كل مكان في المدينة إلى اليوم. كما أن طبق (غوميز دي سا باكالاو ) من أكثر الأطباق البرتغالية شعبية. ويعد ساندوتش Frenchy هو الأكثر شهرة وشعبية كوجبة خفيفة في بورتو، ويعد نوع من ساندوتشات اللحوم المغطاة بالجبن والصلصة.