على بعد ساعتين ونصف الساعة بواسطة القطار، أو ثلاث ساعات بالسيارة، يمكن الوصول إلى مدينة “سالزبورغ” انطلاقا من “فيينا” في النمسا، ومن هناك يلتقي المسافر بمزيج أنيق بين العراقة والحضارة والحداثة، إذ يصل إلى ساحة طالما جذبت عددًا كبيرًا من محبي الفن الراقي وأرباب الذوق الأنيق ممن يحرصون على زيارتها ولو ليوم واحد للتمتع بطبيعتها الآسرة، وهدوئها البعيد عن الزحام، وأجوائها الرومانسية، وشوارعها الشبيهة بمسرح مفتوح للموسيقى الكلاسيكية الراقية.

عروض فنادق سالزبورغ

سالزبورغ.. المدينة التي طالما جذبت عددًا كبيرًا من محبي الفن الراقي وأرباب الذوق الأنيق.

تمتاز “سالزبورغ” بذاك التناغم الأخاذ بين سحر المدن الصغيرة وحداثة المدن المتطورة، تبدو أشبه بلوحة صغيرة جذابه منقوشة على وجه الأرض، أو كرواية رومانسية أوروبية من روايات القرون الماضية، بدءًا بمعنى اسمها الذي يعني “قلعة الملح”، نسبة إلى ثرائها بمناجم الملح، وعائداتها الاقتصادية التي ساهمت في نشوء أروع القصور وأفخم المباني تصميمًا وهندسة. هذا عدا عن تلقيبها بـ “روما الشمال” لجمالها الطبيعي وبهائها الذي يذكر الناس بالمجد الروماني المهيب، لا سيما في أحيائها القديمة الشبيهة بمتاحف للفن الباروكي العتيق، حيث تزخر بأعرق الكنائس والقصور العابقة برائحة التاريخ، والتي يمكن التجول بين شوارعها – التي من أشهرها شارع “غيتريدغاس / Getreidegasse ” – في عربة يجرها حصان أو أكثر من حصان نشيط يتم تأجيره لهذا الغرض، حيث خوض مغامرة ترفيهية ممتعة بين المحلات التجارية الكبيرة المتخصصة ببيع منتجات العلامات التجارية العالمية، والمحلات الأصغر المتخصصة ببيع التذكارات السياحية للمسافرين، والمقاهي الصغيرة، ومعارض بيع الشوكولاتة النمساوية الشهية المصبوبة على شكل الموسيقار النمساوي الشهير “موزارت” الذي تحتل صوره معظم زوايا المدينة التي أنجبته؛ فوق علب الشيكولاتة، التحف التذكارية، و بعض المنسوجات. إستعرض: [مطاعم سالزبورغ ، أسواق سالزبوغ]

يمكن التجول بين شوارعها في عربة يجرها حصان نشيط يتم تأجيره لهذا الغرض

سالزبورغ ترفيه.. تثقيف.. واستجمام!

لا تبخل “سالزبورغ” على زوارها بالترفيه والتثقيف والإبهاج، إذ يمكن مشاهدة مناظرها الخلابة من موقع فريد على متن قارب “أماديوس سالزبورغ“، حيث تنطلق الرحلة المشوقة من جسر “ماكارت” في مركز المدينة التاريخية، وتستمر في انطلاقتها في نهر “سالزاخ” بين مشاهد الجبال والوديان والمساحات الخضراء المريحة للبصر.

قارب “أماديوس سالزبورغ” ينطلق شاقا صفحة نهر “سالزاخ” في رحلة مشوقة!

كما يمكن الوصول إلى حصن “هوهن سالزبورغ” المطل على المدينة عبر عربة كهربائية شبه معلقة “تلفريك” فوق نهر “سالزاخ” الذي يشقها في مشهد مبهر. وفي الصيف؛ ينصح الزوار بالتوجه إلى الكهوف الجليدية المعروفة باسم “فيرفن”، التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم، لكن تجدر الإشارة إلى أنها تبعد عن المدينة قرابة النصف ساعة على طريق “زيلامسي”، وتحتاج زيارتها إلى يوم كامل لذوي اللياقة البدنية الجيدة والعمر الشاب، وكذلك زيارة حدائق “قلعة ماربل” ذات الأجواء المنعشة، وحديقة الحيوانات التي تفتح أبوابها حتى الساعة 11 ليلاً بين شهري يوليو وأغسطس سامحة لهم بمشاهدة أكثر من 800 حيوان أبدعه الخالق سبحانه وتعالى.

حدائق “قلعة ماربل”.. من اجمل المعالم السياحية ذات الأجواء المنعشة.

أما عشاق الفنون فـ “سالزبورغ” التي تعتبر مسرحًا فنيًا عالميًا مفتوحًا أكثر سخاء معهم؛ إذ تضفي الموسيقى روحا خاصة على شوارعها الضيقة، حيث تنساب مقاطع موسيقى “موزارت” وأغاني الفلم الهوليودي الكلاسيكي”صوت الموسيقى” الذي تم تصويره فيها عام1959م. وتنتشر في المدينة الكثير من المسارح التي تقدم حفلات موسيقية رفيعة المستوى وعروض أوبرا راقية، وعدد لا بأس به من المتاحف التي يعتبر “المتحف البانورامي” من أهمها وأجملها، ولا يمكن تفويت زيارة ميدان ومنزل “موزارت” في وسط المدينة، و “قصر الهلبرون” الذي يحكى أن أحد حكام المدينة السابقين يمازح ضيوفه فيه بمقالب مائية غير متوقعة تجبر زائره على الهروب إلى أي مكان خشية البلل!

قصر الهلبرون.. حيث لا يمكنك أن تغادره دون أن يبللك الماء!

فندق يحترم العرب

تمتاز “فنادق سالزبورغ” بمقدرتها على احتواء جميع الميزانيات، إذ باستطاعة المسافر اختيار ما يلائم ذوقه وظروف محفظته من بين عدد كبير من الفنادق العالمية والمحلية. أصحاب الأذواق الفخمة يمكنهم الإقامة في فندق “شيراتون سالزبورغ” الذي يمثل عنوانًا جذابًا للزوار الرسميين، ورجال الأعمال، والعائلات، والمتزوجين حديثًا من الراغبين في قضاء شهر عسل مريح. يقع هذا الفندق بالقرب من “حديقة ميرابل” الشهيرة، على مسافة عشر دقائق مشيًا على الأقدام من “سالزبورغ القديمة” الشهيرة بجمال مناظرها وكثرة متاجرها. وإضافة إلى مميزات الفندق التي يطول حصرها؛ فإنه يوفر خدمات أخرى خاصة بالعرب والمسلمين خصوصًا، كمجموعة من الصحف العربية اليومية، و 19 قناة تلفزيونية باللغة العربية، ومأكولات حلال، وسجادات الصلاة، ونسخ من القرآن الكريم، ومؤشر لاتجاه القبلة، والأوقات الفعلية للصلوات هناك، وكذلك مساعدة من طاقم خاص عند الطلب، فيكتمل بهذا جمال الرحلة التي لا ينساها المسافر ولو بعد حين!

تمتاز شوارع بالمعارض الكبيرة والمحلات الصغيرة على جانبيها..

شارك برأيكإلغاء الرد