زيارة إلى بندقية اليابان .. مدينة أوساكا

“أوساكا” مدينة يابانية جميلة تستحق الزيارة، تشعر من يقدم إليها بأنه يزور العالم ومعالمه ولكن في مكان واحد.. ففيها ستشعر بالمتعة والترفيه، وستخرج إلى التسوق، وستتعرف على التاريخ والعلوم وستتذوق أشهى المأكولات، وستكون على مقربة من الشعب الياباني وعاداته، فإذا أردت ان تكون واحدا من زوار مدينة الفنون والعلوم فانضم الينا في جولة سياحية نلقي فيها الضوء على أبرز مواطن الجذب السياحي في هذه المدينة.

تقع مدينة أوساكا اليابانية وعاصمة محافظة أوساكا، جنوب جزيرة هونشو التي تعتبر أكبر جزر البر الياباني، عند مصب نهر يودو في خليج أوساكا، تشكل مع ضواحيها منطقة كيهانشين التي تعتبر ثاني أكبر تجمع حضري في اليابان، من حيث المساحة وتعداد السكان، فتحتل ما يقارب 12% من مساحة محافظة أوساكا، وتمثل بما تضمه من 24 حياً ثالث أكبر مدينة يابانية من حيث عدد السكان بعد طوكيو، ويوكوهاما.

تعود أصول أوساكا التي كانت تسمى ” نانيوا” إلى عام 300 ق.م، وقد اتخذها القائد الياباني تويوتومي هيده-يوشي عاصمة له عام 1583 م ، وشيد بها قصراً كبيراً لتصبح مركزاً للبلاد وعاصمة للتجارة المحلية والثقافة والفنون في القرن 18، ولكنها ما لبثت أن انهارت هذه الحضارة وتدهورت أثناء الحرب العالمية الثانية، ليعاد بناءها من جديد.

وإذا انتقلت لزيارة هذه المدينة التي  تعبرها القنوات والجسور مما جعل البعض يطلق عليها البعض بندقية اليابان، والتي أعتبرت تاريخياً المطبخ الوطني الياباني والمركز الاقتصادي الهام ، فبإمكانك زيارة “قلعة أوساكا” المعلم الشهير، ومقر إقامة القائد هيده-يوشي، والتي أعيد بناءها عدة مرات وكانت آخرها بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنها لم تأخذ طابعها وشكلها الحالي إلا بعد تطويرها في عام 1997، وهناك يمكنك أن ترى جمال هذه القلعة بطوابقها الخمسة المبنية من الاخشاب الصلبة فقط ، ولعلك ستستمتع أيضاً بزيارة متحف القلعة الذي يستعرض تاريخها، والحديقة التي تمتد على مساحة 2 كيلو متر مربع من المساحات الخضراء، والمرافق الرياضية، والقاعات المتخصصة ولعل أبرزها مزار هيده يوشي.

ولمحبي الجولات الترفيهية والتسوقية في أوساكا، فما عليهم سوى زيارة “منطقة مينامي” التي تعتبر منطقة الترفيه النابضة في المدينة، ففيها ستشاهد المتاجر والمطاعم والأندية التي تصطف داخل شوارع مضاءة بأنوار ساطعة في طراز يعكس النمط الأوربي ولكن بحيوية مدينة أوساكا، كما ستجد العديد من المسارح التي تقدم الفنون التقليدية اليابانية كالبونراكو، وبإمكانك أيضا أن تاخذ جولة بين محلات الأزياء الشهيرة على مستوى العالم بما في ذلك كارتييه، لويس فويتون، شانيل، وهيرميس. ولعلك ستجد في “منطقة كيتا” أيضا فرصة مناسبة للتسوق والترفيه، وفيها ستشاهد مبنى ” أوميدا سكاي” المبنى على مساحة 173 متر من برجين يرتبطان من خلال “مرصد الحديقة العائمة” الموجود في الطابق39.

وأما إذا كنت من عشاق المأكولات اليابانية، فأوساكا تشتهر بمطبخها الذي يقدم أشهر المأكولات سواء اليابانية التقليدية أو الدولية الأخرى، وفيها ستجد جميع أنواع المطاعم بداية من المطاعم الفخمة ونهاية بالمطاعم التي تشبه الحانات البريطانية، فلا تخشى من محدودية ميزانيتك فأوساكا تفتح أبوابها لجميع الزائرين من كافة الطبقات ومن كافة الأعمار.

وعلى سياق الترفيه فستجد في أوساكا “الحديقة البحرية” أكواريم أوساكا  التي ستشاهد فيها مختلف أشكال الحياه البحرية في المحيط الهادئ بطريقة منظمة ومثيرة للإعجاب من خلال 15 حوض، كل منها يمثل منطقة محددة من الدول المطلة على المحيط الهادي، ويقع بعضاً منها على عدة طوابق مما يتيح للزائر مراقبة الحيوانات من أعماق مختلفة، كما يمكنك زيارة “متنزه يونيفرسال ستوديوز” الذي افتتح في عام 2001 بمنطقة خليج أوساكا، على مساحة 39 هكتارا، والذي يعتبر الأكثر زيارة في اليابان بعد منتجع ديزني طوكيو، ولا يفوتك زيارة “حديقة مينو بارك” وخاصة إذا كنت من عشاق الطبيعة باعتبارها واحده من أفضل أماكن منطقة كانساي لرؤية ألوان الخريف في بيئة طبيعية.

 وفي “متحف أوساكا للعلوم” ستستمتع بمشاهدة الأبحاث العلمية التفاعلية المتعلقة بالكون والكيمياء والطاقة، ويمكنك أن تصطحب طفلك معك إلى هذا المتحف الذي وضع الأطفال في الاعتبار من خلال عروض تفاعلية خاصة بهم.

أما في “متحف التاريخ” الذي افتتح في عام 2003 في مبنى شاهق بجوار محطة ان اتش كيه أوساكا، يمكنك أن تتعرف على وقائع التاريخ في المدينة، ابتداءاً من العصور القديمة عندما كانت أوساكا عاصمة اليابان، إلى عصر الازدهار والنهضة.

 ويحتل “المتحف الوطني” في أوساكا الذي افتتح في عام 2007 طابقين تحت الارض في جزيرة ناكانوشيما في وسط أوساكا، وفيه ستتعرف على الفنون اليابانية والأجنبية المعاصرة. ولك ان تعلم ان اوساكا تعتبر معقلا للثقافة والفنون منذ قرون عديدة، وهو ما يمكن ان تراه جليا في “مسرح بونراكو الوطني” الذي يعتبر بمثابة مسرح للدمى التقليدية اليابانية ويأتي هذا الفن في مقدمة فنون الترفيه لدى الجمهور الياباني.

ويمكنك التعرف على ويلات الحرب العالمية الثانية في “متحف السلام” بأوساكا، حيث تستعرض قاعة المعرض الدائم في الطابق الأول من المتحف الصور الفوتوغرافية وغيرها من الوثائق المتعلقة بالحرب، وتسليط الضوء على الرعب والألم الناجم عن العدوان الذي لحق باليابان. وقد خصص الطابق الثاني للغارات الجوية التي دمرت جزءا كبيرا من المدينة وقتل كثير من سكانها في نهاية الحرب العالمية الثانية.