من محلات هارودز في نايتسبريدج إلى مخازن الماس المتلألئ في مايفير، تجذب لندن المتسوقين والزوار الأجانب بشكل كبير، ولكن في كل عام أيضا وقبيل شهر رمضان المبارك، تشهد موجة من المتسوقين الأغنياء من الشرق الأوسط بشكل مذهل، موجة تتطلب مستوى جديدا كليا من الخدمات، بتوفير حاشية من الحراس الشخصيين، السائقين، وتخصيص سيارات رولز رويس وفيراري لهم فقط لهذه المناسبة.
جاء في تقرير أعدته أي بي سي أن الارتفاع في أعداد المتسوقين خلال أشهر الصيف يكون عاديا جدا، عدا فترة ما قبل رمضان التي تشهد عودة العرب إلى بلدانهم، وأوردت أن الملحوظ في شوارع لندن أن البعض يطلق مازحا على هذه الفترة بـ “حج هارودز”.
ويرى تجار التجزئة الزيادة المرتفعة في الأعمال قبيل رمضان أنها سوق مربحة للغاية وسريعة النمو مدفوعة من طرف الأثرياء العرب الذين يسافرون إلى بريطانيا هربا من حرارة الصيف، ثم ينغمسون في شراء الهدايا الفاخرة قبل العودة لقضاء مدة شهر الصيام والتفرغ للعبادة، أما الزيادة الكبيرة الأخرى في حجم المبيعات فتكون خلال عطلة العيد بعد انقضاء شهر رمضان.
يقول غودرن كلارك مدير فرع المملكة المتحدة لمحلات “غلوبال بلو” ومقرها سويسرا، أن “لندن هي المدينة الأكثر زيارة للتسوق في أوربا من طرف زوار الشرق الأوسط” وأوضح أن الشركة سجلت قفزة بـ 60% في مبيعات فترة ما قبل رمضان في يوليو 2013 مقارنة مع السنة التي سبقتها. (أهم المعالم والاماكن السياحية في لندن)
وعلى الرغم من أن سياح دول الخليج الغنية بالنفط لا يشكلون سوى نسبة صغيرة من عدد السواح الإجمالي إلى بريطانيا، مقارنة مع تلك القادمة من الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن النسبة تميل لتصبح أكثر من ذلك بكثير من حيث الإنفاق.
وتظهر الأرقام الرسمية أن سواح الشرق الأوسط يأتون في المرتبة 19 فقط من حيث عدد السواح في العام الماضي، ولكنهم جاؤوا في المرتبة الثانية في إجمالي الإنفاق بـ 888 مليون جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار).
وقال كلارك أن الكويتيين يمثلون أكثر المنفقين، حيث وصل المعدل إلى 1340 جنيه استرليني (2275 دولار) لكل معاملة في يوليو من السنة الماضية.
وحسب البيانات التي أعدتها “كارتر لندن الفاخرة ” وهي المجموعة التي تمثل بعض شركات المنتجات الفخمة في وسط لندن، فقد جاء أن متوسط إنفاق المتسوقين من الشرق الأوسط في العام الماضي احتل المرتبة الثانية فقط وراء السياح الصينيين.
ومما لا يثير الدهشة، أن اكثر المنتجات مبيعا تتمثل في حقائب اليد المصمم حصريا والأحذية والساعات والمجوهرات، مثلما قالت المتحدثة باسم هارودز، وأضافت أن الهدايا الغذائية كسلال الفاكهة والتمور الفاخرة تعبئتها باسراف واللوز والكاكاو أيضا بيعت بكميات أخف.
ونظرا لأن الأسابيع المحيطة بالشهر الفضيل (قبيل رمضان، أوائل الشهر، وفترة العيد) تقدم لتجار التجزئة فرصة لا تعوض، فقد استجابت العديد من العلامات التجارية لهذا الاتجاه من خلال طرح خدمات VIP فقط لهذه الفترة.
( – تريب أدفايزر.. لندن الأغلى للزيارة في 2014
–دويتشه بنك.. لندن هي أغلى مدينة لجذب شريك الحياة ومومباي أرخصها)