يبحث الكثير من السياح عن المتعة والإثارة في رحلاتهم، وقد يكون ذلك بزيارة معبد قديم، أو مُشاهدة برج شاهق وسط غابة مليئة بالضباب، وربما يفضل آخرون متابعة أسد يزأر، أو الوقوف على حافة شلال كبير لرؤية ألوان قوس قزح، أو يميل البعض إلى استكشاف باطن الأرض وذلك بالدخول إلي فوهة بركان خامد منذ آلاف السنين، وقد يجد البعض أن هجرة جماعية للحيوانات في أفريقيا أكثر إمتاعاً. هناك الكثير من الأماكن التي يدرك الناس من خلالها روعة وجمال كوكب الأرض، وقد لا يصدق بعضنا أن هذه البقاع السحرية موجودة على سطح الكرة الأرضية. واختار موقع CNN قائمة تشمل 27 مكاناً مذهلاً في كوكبنا، منها حوض ماكنزي في نيوزيلندا، تاج محل في الهند، شلالات فيكتوريا في زامبيا، مدينة البتراء الأردنية، أهرامات المكسيك، جبال الدولوميت في إيطاليا، والتكوينات الصخرية في كابادوكيا بتركيا، ومنطقة البحيرات في انجلترا، وغيرها. وفي السطور التالية قائمة ببعض من أهم المناطق الساحرة في عالمنا:
الأضواء الشمالية، الدول الاسكندنافية
تُعد هذه الظاهرة الفلكية واحدة من أجمل وأندر الظواهر على وجه الكرة الأرضية، ومن أهم ما تشهده الدول الاسكندنافية، وتظهر الأضواء الشمالية بتوهج كبير على شكل حلقة أو هالة ضخمة، وتمتد على طول سواحل كل من فنلندا والسويد والنرويج والدانمارك وأيسلندا، وتظهر نتيجة لعاصفة شمسية شديدة تُعرف باسم “الفجر الأخضر”، وتحدث في فصل الشتاء من كل عام، وأفضل مكان لرؤية تلك المشاهد الرائعة هو على المياه الساحلية الغربية لدولة النرويج، وذلك عبر مجموعة من الخلجان الخالية التي تشكلها الأضواء الصناعية المذهلة.
ومن يستطيع أن يتحدى برد الشتاء القارص سيكون محظوظاً برؤيتها، وقديماً فسر أجدادنا هذه الظاهرة على أنها مجموعة من أرواح الموتى التي تظهر في شكل أضواء غريبة في السماء، أو نذير شؤم أو علامة غضب من الله.
الهجرة الجماعية العظيمة للحيوانات، شرق أفريقيا
يتمثل في هذا المشهد هجرة عشرات الآلاف من البقر الوحشي عبر أفريقيا، بَحثاً عن الطعام والماء، هذا بالإضافة إلى هجرة عدد كبير من الحمر الوحشي، والظباء المستوطنة في شرق أفريقيا، ففي كل عام يهاجر ما يقرب من 1.5 مليون من الحيوانات البرية يبدأون رحلتهم الطويلة من “سهول سيرينجيتي” بتنزانيا، وصولاً إلى “ماساي مارا ” بشمال كينيا.
وهناك واحداً من المشاهد الأكثر إثارة في إفريقيا عندما تعبر جميع القطعان نهر “جروميتي” بتنزانيا وصولاً إلى نهر”مارا” بكينيا، وذلك من يوليو وحتى سبتمبر من كل عام، وكذلك السهول التي تمر بها بعض قطعان البقر الوحشي، والتي تجذب الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور والضباع والكلاب البرية، مما يمنح السائحين الذين يقومون برحلات السفاري في إفريقيا، فرصة ممتازة لرؤية الحياة الحيوانية بشكل كامل.
شروق الشمس في بوروبودور، جاوة، اندونيسيا
هي واحدة من التجارب الأكثر إثارة في العالم، حيث مشاهدة شروق الشمس على مئات من الأبراج والتماثيل البوذية، ويجذب المشهد أعداد كبيرة من الناس التي تستيقظ في الصباح الباكر، ويجلسون لفترات طويلة للاستمتاع بالمشهد الجميل، ومن ناحية أخرى يُسمح للنزلاء المقيمين داخل المُجمع، بالدخول المجاني إلى معبد بوروبودور الذي يرجع تاريخه إلى القرن التاسع، والذي كان مخبأً تحت الرماد البركاني لعدة قرون مضت.
قمم يوسمايت، كاليفورنيا، الولايات المتحدة
هو واحد من أجمل المنتزهات في العالم، حيث اكتشفه المنقبون عن الذهب عام 1850م، ومن أهم ما يميزه نبات الصنوبر، وفي وادي ضيق في قلب الحديقة يمر نهر “ميرسد”، وتشكلت بفضله العديد من الشلالات، أهمها شلال “يوسمايت العلوي” وشلال “يوسمايت السفلي”، وتضم الحديقة حوالي 130 نوعاً من النباتات، و31 نوعاً من الأشجار. إقرأ أيضا دقائق بصحبة الطبيعة في منتزه يوسمايت
داخل بركان ثرينوكاجيجور، أيسلندا
نظراً لموقعها المرتفع وسط المحيط الأطلسي، وأراضيها المليئة بالمناطق البركانية الأكثر نشاطا بالعالم، أصبحت أيسلندا من أكثر الأماكن سخونة في العالم من الناحية الجيولوجية، فغالبا ما يحدث انفجارات بركانية كل 4:3 سنوات في المتوسط ، ولكن الرؤية تختلف مع بركان ثرينوكاجيجور Thrihnukagigur، الذي ظل خامداً لمدة تقترب من 4 آلاف سنة، ولا توجد أي مؤشرات على أنه قابل للتفجر مرة أخرى في المستقبل القريب، وبالرغم من ذلك أطلق عليه بعض علماء الجيولوجيا اسم “البركان النائم”، لأنهم يتوقعون عودته إلى الحياة في أي وقت.
ومن جهة أخري يمكنك التجول في التجويف الداخلي لبركان ثرينوكاجيجور، وتتضمن هذه الجولة زيارة المناظر الطبيعية الخلابة الموجودة في قمة البركان وأيضاً بداخله. اقرأ المزيد: جولات سياحية جديدة داخل بركان في آيسلندا
هجرة الخفافيش، زامبيا
في الحديقة الوطنية “كاسانكا” Kasanka، التي تقع علي بعد 520 كم من الشمال الشرقي من العاصمة الزامبية “لوساكا”، وعلى امتداد 350 كيلومتر مربع من الغابات، يمكن مشاهدة مشهد هائل لأسراب الخفافيش المهاجرة من معظم البلدان الإفريقية خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
وفي غضون الساعة الخامسة صباحاً ولمدة 20 دقيقة، ومع خيوط الشمس الأولى، تستطيع أن تري مشهد رائع لأكثر من 8 مليون من خفافيش الفاكهة أو كما تسمي “القش الملون”، وذلك لأنهم يأتون للتتغذى على الفواكه الموسمية في الحديقة الوطنية، وتبقي الخفافيش موجودة في المنطقة لمدة ستة أسابيع فقط ، وهو وقت نضوج ثمار المانجو الذي تهواه خفافيش الفاكهه، وتفيد تقارير أنها تستهلك ما يصل إلى 5 آلاف طناً كل ليلة.
جامع الفنا، مراكش، المغرب
تتميز ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش المغربية بكثرة وتعدد مبانيها وساحاتها الواسعة، والتي تنتشر فيها العروض المشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين والبهلوانين وواشمات الحناء، وكذلك محلات التحف إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تنطلق بعد صلاة الظهر وحتى ساعات متأخرة من الليل، كما تحتوي الساحة علي تراثا غنيا وفريداً من نوعه، مما ساعدها كثيرا في إدراج اسمها على قائمة التراث الشفوي الإنساني، التي أعلنتها منظمة اليونسكو عام 2001م.
ويعتبرها الكثيرون القلب النابض لمدينة مراكش، ويزور ساحة جامع الفنا مئات الآلاف من الزوار كل عام، وغالباً كل من يأتي إلى زيارة المغرب لا يتركها إلا وقد حرص على زيارة هذه الساحة التي ذاع صيتها. وتحيط بالساحة بعض المحلات التي تعرض منتجات تقليدية منها القفطان المغربي المزركش, وأساور وحلي مصنوعة من الفضة والنحاس. وفي الجانب الآخر من الساحة يعرض الباعة المتجولون على عرباتهم التقليدية الجميلة أصنافاً مختلفة من المشروبات و عربات أخرى تبيع اللحوم والنقانق المشوية، ودائما ما يكون هذا المكان مكتظاً بالسياح الأجانب الذين يتسابقون لحجز كراسيهم حتى يتذوقوا طعم أطباق مغربية فريدة. اقرأ المزيد: رحلة إلى المدينة الحمراء.. مراكش المغربية