أظهر أحدث تقرير لمنظمة التعاون الإسلامي زيادة في نسبة السياح الوافدين من وإلى دولها (السياحة البينية) من مجموع السياح الدوليين من 33.2 في المئة في عام 2000م إلى 35.9 في المئة في عام 2011م، مشيرا إلى أن الإمكانات الكبيرة والموارد التي تنعم بها الدول الإسلامية لم تستغل بعد على النحو المنشود.
وقال تقرير، نشرته وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) إن بلدان “التعاون الإسلامي” شهدت نموا كبيرا في نشاط السياحة الدولية وارتفع عدد السياح الدوليين إلى الدول الإسلامية بمعدل نمو سنوي قدره 5.5 في المئة وذلك خلال الفترة من 2007-2010م. (الإحصائية شملت 40 بلدا من أصل 57 دولة عضو).
وانتعشت دول “التعاون الإسلامي” وكان لها حصة من الإرتفاع الذي شهده العالم في عدد السياح الدوليين في 2010م والذي بلغ 7.8 في المئة، وشهدت جميع المناطق المعروضة في معظم الدول الأعضاء (في أسيا والشرق الأوسط وأفريقيا) معدلات نمو كبيرة تتراوح ما بين 8.7 – 13.4 في المئة خلال هذا العام.
وبلغت عائدات السياحة الدولية في دول “التعاون الإسلامي” قاطبة 143 مليار دولار في عام 2011م وهو ما يمثل زيادة بنسبة 7.3 في المئة عما تم تسجيله في 2010م.
وأشار التقرير الذي أعده مركز الأبحاث الإحصائية والإجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيرسك) إلى تأثر السياحة في العالم الإسلامي بحدثين الأول: الأزمة المالية العالمية في 2009 والتي أعاقت بشدة تدفق السياح الدوليين في جميع أنحاء العالم، والثاني: ما أسماه التقرير ب”التحركات الإجتماعية” التي شهدتها دول في المنظمة ومنها دول في الشرق الأوسط خلال العام 2011م وأنعكست سلبا على القطاع السياحي ودفعت بمعدلات النمو في وصول عدد السياح الدوليين إلى ناقص 5.7 في المائة في الشرق الأوسط وناقص 1.8 في المائة في أفريقيا.
وأبان التقرير أن عدد السياح الدوليين في العالم الإسلامي انخفض في عام 2011م بنسبة 2 في المائة عن العام 2010م ووصل عددهم إلى 151.6 مليون سائح دولي.
وفي عام 2012 قدر عدد المسافرين جوا في دول منظمة التعاون الإسلامي بـ376 مليون شخص بحصة بلغت 13 في المئة على الصعيد العالمي، وفقا للتقرير الذي يقيم القطاع السياحي للعالم الإسلامي لخمس سنوات توفرت حولها البيانات، وفقا للتقرير المعنون بـ”السياحة الدولية في البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: الآفاق والتحديات”.
وشهدت حصة دول “التعاون الإسلامي” في سوق السياحة العالمية انخفاضا طفيفا إلى 15.2 في المئة في عام 2011 مقارنة بنسبة 16.3 في المئة في عام 2010 (التقرير أرجع هذا الإنخفاض لعدم توفر البيانات بأكثر مما سببته الأزمة المالية العالمية خاصة وأن البيانات غير متوفرة حول 17 بلدا عضوا في عام 2011م مقارنة مع 14 بلدا في عام م2010).
وعدد السياح الدوليين في العالم ارتفع من 25.3 مليون في عام 1950م إلى 1035 مليون في عام 2012، أي ما يعادل نموا سنويا قدره 6.2 في المئة.
كما ارتفعت العائدات المحصلة من هؤلاء السياح (عائدات السياحة الدولية بالأسعار الحالية للدولار الأمريكي) من 2.1 مليار دولار إلى 1.076 مليون دولار خلال نفس الفترة أي ما يعادل متوسط معدل نمو سنوي قدره 10.5 في المئة.
وفي مشروع خطتها العشرية الثانية 2015-2025م أشارت منظمة التعاون الإسلامي إلى أن الفرص الإستثمارية التي تزخر بها دولها الأعضاء كبيرة، داعية إلى إقامة تحالف بين المعنيين في مجال السياحة وتعزيز دور الشراكات في القطاعين العام والخاص وتعزيز مشاريع سياحية إقليمية بينية لجذب الإستثمارات وتعزيز الوعي بأهمية السياحة الإسلامية.
كما تضمنت رؤية العقد المقبل تنفيذ إطار للتنمية والتعاون في مجال السياحة بين الدول الأعضاء وتكثيف الأنشطة السياحية بين المدن الفائزة بجائزة المدينة السياحية لمنظمة التعاون الإسلامي وتنفيذ المشروع الإقليمي للتنمية السياحية المستدامة في شبكة من الحدائق العابرة للحدود والمناطق المحمية في غرب أفريقيا، وإنشاء مشاريع عبر الحدود في مناطق أخرى.
ولتعزيز تدفقات السياحة البينية بين دول “التعاون الإسلامي” ترى الخطة أنه من المهم إنشاء نظام مشترك لتبسيط خطوات منح التأشيرت وإجراءات الجمارك وصرف العملات الأجنبية وتنظيم منتديات وورش سنوية لتنمية المهارات حول السياحة الإسلامية وانشاء شبكة تفاعلية لمنظمي الرحلات السياحية والعاملين في هذا المجال وتعزيز نقاط الإتصال القائمة من أجل اجراء البحوث في مجال التسويق والتدريب السياحي ومعايير المهارات الفندقية والسياحية وانشاء مرافق جديدة تستجيب لمعايير الجودة والخدمة المناسبة وذلك باستخدام أحسن التكنولوجيا.