نجح الرسام البريطاني ساشا جفري أشهر الفنانين المعاصرين وأحد الرموز الفنية الداعمة للأعمال الإنسانية، انطلاقاً من دبي التي يتخذها مقراً له، في دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، بعمل بالغ التميز وهو لوحة فنية على القماش تُعد الأكبر من نوعها في العالم، وتحمل عنوان “رحلة الإنسانية” بمساحة 17 ألفاً و176.6 أقدام مربعة.
ونفّذ ساشا لوحته “رحلة الإنسانية” داخل القاعة الكبرى في منتجع أتلانتس النخلة بدبي، والتي قام بتحويلها إلى استوديو رسم إذ أمضى فيها سبعة أشهر كاملة بدءاً من شهر مارس 2020 وحتى شهر سبتمبر من العام ذاته، وهو ما واكب فترة الإغلاق التي فرضها العالم في مواجهة وباء “كوفيد – 19″، إذ واصل العمل بواقع 20 ساعة يومياً، مستخدماً 1,065 فرشاة رسم و6,300 لتر من الطلاء لتنفيذها.
وتعد اللوحة أكبر مبادرة اجتماعية وفنية وخيرية عالمية في التاريخ، وتأتي في إطار المبادرة الخيرية ‘إنسانية مُلهَمة”، وتهدف إلى جمع 30 مليون دولار أمريكي (أكثر من 110 ملايين درهم إماراتي) للمساهمة في تحقيق تغيير إيجابي في حياة الأطفال الأكثر احتياجاً في العالم والأكثر تضرراً من آثار جائحة فيروس كورونا في المناطق الأكثر فقراً، وبتأييد أكثر من 100 شخصية عالمية حتى الآن.
ويعكس هذا الإنجاز، في بُعديه الإبداعي والإنساني، أثر البيئة الداعمة التي توفرها دبي للمواهب الخلاقة والمناخ المناسب الذي يمكنهم من إطلاق أفكار مبتكرة، تصب في مصلحة الإنسانية، وهو أيضاً ما يتفق مع نهج دبي في تعزيز العمل الخيري والإنساني وتوسيع نطاقه عالمياً، انطلاقاً من التاريخ الطويل الذي تتمتع به دبي، ودولة الإمارات على وجه العموم في هذا المجال.
وستُباع 70 قطعة من اللوحة بشكل فردي عبر أربعة مزادات في عام 2021، وسيتم جمع الأموال لمصلحة المبادرات الخيرية في قطاعات التعليم والاتصال الرقمي والرعاية الصحية وغيرها من المرافق، وذلك بالشراكة مع كلٍّ من دبي العطاء، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، ومؤسسة «جلوبال جيفت»، وبدعم من وزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الخامس والعشرين من شهر فبراير الجاري، ستعود هذه التحفة الفنية إلى مكان نشأتها، وهو قاعة “أتلانتس” الكبرى التي تبلغ مساحتها 2,100 متر مربع. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع القطع المعلقة على إطار من اللوحة القماشية، وإعادة تكوين اللوحة الأصلية.
وخلال الفترة من فبراير إلى مايو 2021، سيتم عرض بعض القطع المختارة من لوحة “رحلة الإنسانية” مع عدد آخر من الأعمال ضمن مجموعة جفري الشهيرة التي يبلغ عمرها 18 عاماً، وذلك في “جاليري ليلى هيلر”، وهو من أكبر المعارض في دولة الإمارات، ويقع في السركال أفنيو في دبي.