أعلنت الخطوط الماليزية ان اخر الكلمات التي صدرت من طائرة الركاب الماليزية المفقودة منذ 10 أيام كانت على الأرجح لمساعد قائد الطائرة فريق عبد الحميد, وهو ما يلقي بعض الضوء على الفترة الحرجة التي جرى خلالها تحويل مسار الطائرة عمدا.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي انتقد خلاله مسؤولون ماليزيون التلميحات “غير المسؤولة” بأنهم ضللوا الرأي العام وأقارب الركاب بشان ما حدث للطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة رقم “ام اتش370”.
وتركزت جهود الاستخبارات الأميركية على قائد الرحلة ظاهري احمد شاه ومساعده فريق عبد الحميد حيث أثيرت أسئلة مهمة حول من كان مسيطرا على الطائرة وقت انحرافها عن مسارها بعد نحو الساعة من إقلاعها من كوالالمبور باتجاه بكين.
وأكد مسئولون أن الكلمات الأخيرة التي سمعت من قمرة القيادة جاءت بعد إطفاء جهاز الاتصال وتحديد الموقع بشكل متعمد كانت “حسنا, عمتم مساء”, وتزامنت مع وقت إغلاق النظامين الرئيسيين للاتصال, وتحديد الموقع عمدا وبشكل يدوي في الطائرة.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الماليزية احمد جواهري يحيى قائلا إن “التحقيقات الأولية تشير إلى إن مساعد الطيار هو الذي نطق بتلك العبارة”, وتم تلقي آخر إشارة من جهاز تحديد موقع الطائرة “ايه سي ايه آر اس” قبل 12 دقيقة من الكلمات الأخيرة من قمرة القيادة.
وقال يحيى انه من غير الواضح تحديدا متى تم تعطيل جهاز تحديد موقع الطائرة “ايه سي ايه آر اس” الذي يرسل إشارة كل 30 دقيقة, وكان المسؤولون ذكروا سابقا انه تم إيقاف الجهاز يدويا قبل تلقي أخر رسالة من قمرة القيادة.
وأكدت السلطات الماليزية انه يتم التحقيق حول خلفية جميع الركاب وقائد الطائرة ومساعده إضافة إلى مهندسين ربما يكونون عملوا على صيانة الطائرة قبل إقلاعها إلا إن مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي قال ان معلومات الاستخبارات الاميركية تشير “باتجاه قمرة القيادة والى قائد الطائرة نفسه ومساعده”.
واختفت الطائرة صباح 8 مارس وعلى متنها 239 من الركاب وافراد الطاقم ما أدى إلى عمليات بحث دولية واسعة في جنوب شرق اسيا والمحيط الهندي لم تؤد إلى العثور على إي حطام للطائرة.
وواصلت الصين أمس انتقاداتها لطريقة تعامل السلطات الماليزية مع اختفاء الطائرة, وطلب رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ من نظيره الماليزي نجيب رزاق في مكالمة هاتفية تزويده بمزيد من البيانات والمعلومات المفصلة حول الطائرة المفقودة “بطريقة دقيقة وشاملة” بحسب ما أوردت وكالة إنباء الصين الجديدة.
وكتبت صحيفة “تشاينا دايلي” الحكومية في مقال إن “المعلومات المتناقضة وغير الكاملة التي تصدر عن الخطوط الجوية الماليزية والحكومة الماليزية زادت من صعوبة عمليات البحث ومن غموض الحادث برمته”.
وتساءلت الصحيفة “ما هي المعلومات الأخرى التي تملكها ولا تريد تقاسمها مع العالم؟” كما أعرب عدد من أقارب الركاب الصينيين عن غضبهم وإحباطهم بعد اجتماع مع مسؤولين من الشركة في بكين.
وقال وين وانشينغ الذي كان ابنه على متن الطائرة المفقودة “الحكومة الماليزية وحدها تعرف الحقيقة, وكل كلامهم هراء منذ البداية”.
وفي مؤتمر صحافي رد وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين بغضب على تلميحات الصحافيين بان على ماليزيا الاعتذار على طريقة تعاملها مع اختفاء الطائرة, وقال “اعتقد انه من غير المسؤول اطلاقا ان تقولوا ذلك”.
وتشارك 26 دولة الان في البحث عن الطائرة المفقودة في منطقة تمتد جنوبا الى عمق المحيط الهندي نحو استراليا, وشمالا في منطقة تشمل جنوب ووسط اسيا, وصرح احد أعضاء فريق التحقيق لوكالة فرانس برس ان بيانات الأقمار الصناعية والرادار من الدول في المنطقة الشمالية التي يتم البحث فيها عن الطائرة ستتيح للمحققين فرصة التأكد “خلال يومين او ثلاثة” مما إذا كانت الطائرة قد تحطمت في تلك المنطقة.
وأعلنت ماليزيا أنها نشرت قواتها الجوية والبحرية في المنطقة الجنوبية بينما تعهد رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت بتقديم مساعدة كبيرة.