وجّه الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالبدء فورا في الإعداد والتحضير للنشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية في دورته الثلاثين التي ستقام في العام المقبل 2015.
من جهته امتدح الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم في زيارته أمس قرية القصيم التراثية المشاركة ضمن مهرجان «الجنادرية 29» حيث تجول برفقته الأمير بندر بن فيصل، والأمير فيصل بن محمد بن فيصل، ممتدحا القرية التراثية.
وشملت الزيارة موقع الحرفيين بجانب الأجنحة والمعارض المشاركة بتراث المنطقة كمعرض دار النفائس، ومعرض المخترع الغضية، ومعرض النخلة، ومعرض تراث القصيم في عيون مرتاديه، ومعرض سوق المجلس بالمذنب، وسوق المسوكف بعنيزة، ومعرض بلدة الخبراء التراثية.
وبالعودة لمهرجان « الجنادرية 30 » أوضح عبد المحسن التويجري نائب وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان أنه تنفيذا لهذا التوجيه فإن الحرس الوطني سيدعو لاجتماعات المشورة الثقافية في أبريل المقبل.
ولفت إلى أن المشورة الثقافية تتشكل من عدد من الأكاديميين والمثقفين من مختلف مناطق المملكة، ومن مختلف التخصصات والأطياف يصل عددهم إلى 40 مثقفا ومثقفة سيتدارسون وضع مقترح للحرس الوطني بالموضوعات التي ستطرح للحوار والنقاش في العام المقبل سواء في المجالات الفكرية أو السياسية أو الأدبية أو الإبداعية إضافة إلى ترشيح الأسماء المشاركة والمدعوة والشخصيات المكرمة.
وقال التويجري إن: «النجاح الذي يحققه المهرجان في كل عام خصوصا في المجال الثقافي يلقي على الحرس الوطني مسؤولية مضاعفة أمام المسئولين أولا ثم أمام المثقفين والرأي العام بأن نرتقي لمستويات أفضل في الأداء وفي كل ما يطرح كمّا ونوعا».
من جهته قال حسن آل خليل رئيس اللجنة الثقافية للمهرجان إن مهرجان الجنادرية الـ29 حقق نجاحا كبيرا نوعا وكمّا من حيث عدد الزوار وعدد المشاركين بينما شهد المشاركون من الداخل والخارج على القفزة التي أخذ يحققها هذا المهرجان عاما بعد عام.
يشار إلى أن المهرجان أبحر بمرتاديه عبر سوق عكاظ إلى ضفاف الثقافة والأدب حيث يعد أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية إضافة لسوق مجنة وسوق ذي المجاز، وشملت فكرة تطوير منظومة متكاملة من الأنشطة.
وتحول بيت حائل على أرض المهرجان إلى نفحات من الضيافة السعودية الأصيلة حيث تقدم فرق الفنون الشعبية العرضة السعودية والسامري إلى جانب تنوع المنتجات اليدوية الحائلية التي تلقى اهتماما من الزوار مثل السدو والتطريز والسجاد والجلود وخبز الصاج وبعض الأعمال الفنية التي لها علاقة بهذا المجال، وعدد من الفعاليات الرجالية والنسائية.
واشتمل جناح وزارة الشؤون الاجتماعية على أقسام متعددة منها الخاص بفروع الوزارة ومراكزها ودُورها المتعددة لوكالاتها الثلاث «الرعاية، والضمان، والتنمية».
واستطاعت الدول الخليجية المشاركة في مهرجان «الجنادرية 29» أن تصور عمق العلاقات التاريخية التي جمعتها عبر التاريخ من خلال تقديم موروثها الشعبي الزاخر بالفنون والألوان.
وركزت الإمارات كضيف شرف على فنونها الشعبية التي تقدم في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية كفرصة للتعريف بالإنجازات المتلاحقة التي حققتها في كافة المجالات السياحية والاقتصادية والحضارية إلى جانب التعريف بالموروث الشعبي المحلي.
واستقبل موقع سلطنة عمان زوار المهرجان بالحلوى العمانية على أصوات الأهازيج البحرية التي تتميز بها الفنون الشعبية العمانية إلى جانب عرض الفخار والأعمال الخشبية لعدد من الحرفيين المتخصصين في النقش على الخشب مع تعريف الزوار على نماذج من هذه الأعمال، ومنها الأبواب الخشبية والنوافذ والتحف والمشغولات المختلفة.
وقدمت قطر ممثلة في وزارة الثقافة والفنون والتراث من خلال مشاركتها في المهرجان فنونها الشعبية وعروضا غنائية تابعها زوار المهرجان احتوت على الرقصات القطرية المشهورة كالعرضة والمتاري والطنبورة والسامري إلى جانب تعريف مرتادي المهرجان بالموروث الشعبي لقطر ومفرداته وإبراز أهمية الحفاظ عليه.
وكانت حرفة فتل الحبال وأعمال الخزف طابعا جماليا يعبر عن بيئة الكويت في الماضي من خلال موقعها المشارك في المهرجان، والمشتمل على ما تزخر به الدولة من مقتنيات تراثية وتنوع ثقافي وموروث شعبي بجانب تقديم الألوان البحرية والأهازيج.
ونقلت البحرين للجنادرية تفاصيل باب البحرين وسوق المنامة القديم بكل ما فيه من اشتغال ثقافي واجتماعي واقتصادي، وقدمت صورة مختلفة لتراث وحضارة البحرين التي تؤكد تعزيز الروابط التاريخية التي تجمع بلدان الخليج.