Booking.com

بدأ حجاج بيت الله الحرام يتوافدون صباح اليوم الخميس يوم التروية ” الثامن من شهر ذي الحجة ” إلى مشعر منى زلفًا وتقربًا – لله تعالى – راجين منه القبول والمغفرة, متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم, مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير في صورة روحانية وإيمانية.

مشعر منى

اهتمت حكومة المملكة بمشعر منى للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج فيها

وأفادت الشريعة السمحة على أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة.

ويحرم المتمتعين المتحللين من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة (الوقفة الكبرى) ثم يعودون إليها بعد “النفرة” من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام التشريق (10-11-12- 13), ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل, وذلك لقوله تعالى ((واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى)).

وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16,8 كم2, ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام, وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية, ولا يُسكَن إلا مدة الحج, ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة, ومن جهة مشعر مزدلفة وادي “محسر”.

ويعد مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية, به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار, وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ثم أكد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق, وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى, وبه مسجد “الخيف” الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء, والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى, وقريباً من الجمرة الصغرى, وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله فعن يزيد بن الأسود قال : “شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف”, ومازال قائما حتى الآن, ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ .

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12رجلا من الأوس والخزرج لرسول صلى الله عليه وسلم تلتها الثانية في حج 13 من الهجرة بايعه فيها عليه السلام 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ الواقع بأسفل جبل “ثبير” قريباً من شعب بيعة العقبة إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى لمدينة المنورة كما نزلت بها سورة “المرسلات” بما رواه البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه ( والمرسلات ) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه, وإن فاه لرطب بها.

وجاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بمشعر منى خاصة استشعارا منها للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى, وإيمانا من القيادة الرشيدة – أيدها الله – بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم, ووفرت القيادة الرشيدة – أيدها الله – جميع الإمكانات اللوجستية والخدمية والدينية للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمائنينة, مؤكدة على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.

شارك برأيك