للمرة الأولى فى تاريخها تصنف العاصمة الأسبانية مدريد فى المركز الرابع عالمياً كمقصدٍ لسياحة المؤتمرات والإجتماعات الدولية، وذلك وفقاً للتقييم السنوى الذى أجرته رابطة الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية العالمية (International Congress and Convention Association((ICCA.
وتمثل ICCA الرابطة الدولية المختصة بتنظيم ونقل وإستضافة الأحداث واللقاءات والمؤتمرات الدولية على مستوي العالم، وهى كيان منظم يضم 950 عضواً تمثل شركات ومنظمات فى 88 دولة على مستوى العالم .
وتمثل سياحة المؤتمرات الدولية رافداً هاماً من روافد حركة السياحة العالمية، والتى وإن تجاوزت المعنى الكمى والحركى لمفهوم السياحة كنشاط بشرى يبحث عن الترفيه، إلا أنها لاتزال عاملاً مهماً فى دفع حركة الاقتصاد والمال والأعمال وما يرتبط بذلك من نشاط تنموى عام يمثل للدول المضيفة عامل جذب مهم .
هذا وقد نجحت مدريد فى تحسين مركزها الدولى وتصنيفها السابق بالقفز من المركز السادس عالمياً لعامين متتاليين 2010 و2011 الى المركز الرابع فى 2012 ، بل تفوقت على نفسها فى كسر رقمها القياسي الأخير في المركز الـ 130 مؤتمراً دولياً، حيث بلغ عدد ما استضافته من مؤتمرات ولقاءات دولية 164 مؤتمراً دولياً بزيادة قدرها 34 مؤتمراً أى ما يعادل 26 % مقارنة بالعام السابق، لتصبح بذلك من أهم خمسة مقاصد لسياحة المؤتمرات الدولية والاعمال بزيادة بنسبة 152% بعد ان كانت فى المرتبة 22 فى العام 2008م ، وذلك وفقاً لل ICCA.
وقد جرى إختيار مدريد لتحتل المركز الرابع من بين الفين وجهة ومقصد للمؤتمرات حول العالم ، لتكسر بذلك الحاجز السميك للخمسة الكبار فى سياحة المؤتمرات الدولية والذى ظلت بعيدة عنه لعشر سنوات كاملة متخطية بذلك برشلونة ، لتصبح المدينة الأولى فى أسبانيا إستضافة للمؤتمرات الدولية ، بينما لا تزال وجهات أوروبية كفيينا و باريس و برلين تسبقها فى الترتيب.
وطبقاً للتقييم الحالى من ICCA فتسبق مدريد العاصمة الإنجليزية لندن ، وذلك رغم ما حققته لندن فى عام 2012 من إستضافة دورة الألعاب الأوليمبية وما ارتبط بها من مؤتمرات دولية رياضية ، بل تسبق أيضاً الآسيوية سنغافورة التى تشهد حالياً طفرة إقتصادية كبرى.
ويأتى هذا التصنيف كدليل على القدرة الإستيعابية للعاصمة الأسبانية وكنتيجة مباشرة للجهد العظيم المبذول من مجلس مدينة مدريد بالتعاون مع رابطة صناع السياحة بالمدينة ، لتكون بذلك المدينة الأولى فى أسبانيا لسياحة مؤتمرات المال والأعمال وغيرها من المؤتمرات الدولية .
بسبب الناتج الاقتصادى، ومستوى المعيشة، وحجم السوق، تعتبر مدريد مركزاً مالياً كبيراً في شبه الجزيرة الأيبيرية، كما تتواجد بها المقرات الرئيسية للغالبية العظمى لأكبر الشركات الإسبانية، إضافي إلى أن مدريد هي المقر الرئيسي لثلاتة شركات من أكبر 100 شركة في العالم (تليفونيكا، ريبسول – YPF، انديسا).
تمتلك مدريد بنية تحتية حديثة، وقد حافظت على شكل ومظهر كثير من الأحياء والشوارع التاريخية. وتشمل معالم مدريد الضخمة قصر مدريد الملكي وتياترو ريال مدريد (المسرح الملكي) 1850 دار الأوبرا وحديقة بوين ريتيرو – التي أسست في عام 1631 – والمكتبة الوطنية- التي أسست في عام 1712 – وفيها مجموعة من المحفوظات التاريخية في إسبانيا. وثلاث متاحف للفنون: متحف برادو، الذي يحوي واحدة من أجمل المجموعات الفنية في العالم، والمتحف الوطني للتجارة مركز الملكة صوفيا، ومتحف الفن الحديث – مدريد، ومتحف تايسن-بورنميسزا.