كان لحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف نصيب وافر من مشروعات وجهود وزارة الشؤون البلدية والقروية لخدمة ضيوف الرحمن, ومنها تنفيذ قطار المشاعر الذي يستطيع أن ينقل أكثر من نصف مليون حاج خلال (6) ساعات.
ويبلغ عدد القطارات عشرين قطارا,ً ويضم كل قطار اثنتي عشرة عربة بطول (300) متر, ويبلغ عدد المحطات تسع محطات ولكل مشعر ثلاث محطات, ويبدأ مسار القطار من محطة الجمرات, ويمر بمشعر منى ثم إلى مزدلفة, ومنها إلى عرفات.
وتقدر الطاقة الاستيعابية له (72) ألف حاج في الساعة, وهي أعلى طاقة استيعابية لقطار في العالم, وهو ما يوفر الراحة للحجاج في التنقل, ويخفف من الزحام ويحافظ على نظافة البيئة من آثار التلوث الناجم عن عوادم السيارات.
وللمزيد من الراحة لضيوف الرحمن تم تنفيذ منشأة الجمرات التي تعد من أكبر المشروعات التي أنجزتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في المشاعر المقدسة, وتتكون من خمسة طوابق بخلاف دور البدروم, وقد صممت أساسات المشروع على أن تتحمل اثني عشر دوراً لتسهم بذلك في تيسير أداء هذه الشعيرة والحفاظ على سلامة حجاج بيت الله الحرام.
ومن المشاريع الضخمة التي نفذتها الوزارة في المشاعر المقدسة مشاريع تصريف السيول حيث تم إقامة ثلاثة سدود كبيرة في الجبال الشمالية لمشعر منى وربط السدود بأنفاق خلفها تشبه أنفاق السيارات لتصريف السيول إلى المنطقة الخلفية من المشعر (المعيصم), ومن المشروعات أيضا إضافة وتوسعة بعض عبارات وخطوط ومصارف تصريف السيول السطحية بوادي منى لرفع كفاءة الشبكة القائمة لتصريف المياه السطحية في المشعر.
أما في مشعر عرفات فقد تم رفع كفاءة تصريف السيول بالعبّارات بشكل فعال وتخطيط وتنظيم مشعر عرفات وتحديد أماكن الخدمات والمرافق ومداخل ومخارج المخيمات وحل مشكلة المناطق المنخفضة والاستفادة من المناطق الجبلية من خلال عمل مدرجات والاستفادة منها في زيادة مساحة التخييم.
كما قامت الوزارة بتنفيذ مشروع تصريف السيول في مشعر مزدلفة من خلال الجمع ما بين تصريف السيول بقنوات تصريف للسيول مفتوحة وقنوات أخرى مغلقة بالإضافة إلى إنشاء سدين على غرار السدود والقنوات التي أنشئت بمشعر منى تبلغ السعة التجميعية لهما معاً (215) ألف متر مكعب.
وقد قسم تنفيذ نظام صرف السيول بمزدلفة على ثلاث مراحل, والتي انتهت بانتهاء بناء السدين على الجبال الشمالية بالإضافة إلى مشروع تصريف السيول بالطرق الرابطة بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة بطول أكثر من (40) كم.
كما استطاعت الوزارة تدعيم مشعري منى ومزدلفة بتغذية شبكات المياه ودورات المياه باحتياجاتها في موسم الحج من خلال إنشاء خزان المليون الذي يسعى إلى تخزين مليون متر مكعب بمساحة بلغت (90) ألف متر مربع.
ويعد إسكان الحجاج بمشعر منى أكبر تجمع سكاني في العالم لصغر موقع ومحدودية مساحته, وهو بحمد الله الأكثر أماناً وسلاماً, وقد تم انجازه بعد دراسات عديدة وتم تجهيزه بخيام ذات مواصفات دقيقة لتكون مضادة للأمطار والصخور ومواجهة الحرائق لتخدم الحجاج بكل راحة ويسر, وذلك على مساحة إجمالية تبلغ (2.5) مليون متر مربع غير الخدمات والمرافق والممرات وبطاقة استيعابية لحوالي مليوني حاج, والتي تبلغ عددها (45) ألف خيمة بمقاسات مختلفة.