قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر أمس الثلاثاء في بيان إن بعثة إسبانية إيطالية اكتشفت غربي مدينة الأقصر الجنوبية مقبرة فرعونية لأحد كبار الدولة في عصر الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر منذ عام 1567 قبل الميلاد.
وقال عبد الحكيم كرار رئيس البعثة المصرية التي شاركت في أعمال الحفائر إن المقبرة لشخص اسمه “ماعي” وإن من ألقابه “الموقر لدى أوزير والأمير الوراثي والعمدة وكاتم أسرار الإله الطيب مما يعكس المكانة الرفيعة التي حظي بها.”
ولكن البيان لم يحدد اسم الملك الذي عاش في عصره “ماعي” حيث يمتد حكم الأسرة الثامنة عشرة بين عامي 1567 و1320 قبل الميلاد.
وقال البيان إن البعثة تواصل العمل على إزالة الرديم من داخل المقبرة وإن “الأجزاء الظاهرة حتى الآن تحمل نقوشا بالغة الأهمية” إذ تسجل تفاصيل الحياة اليومية لصاحب المقبرة وطبيعة علاقاته الأسرية من خلال منظر يجمعه بزوجته “نفرت”, وآخر لمأدبة طعام تضم صفوفا من الرجال والنساء إضافة لمناظر للصيد في الأحراش ومراسم تقديم القرابين.
وقال ميلاجروس ألفاريث سوسا رئيس البعثة في البيان إن “مشاركة أكثر من جانب في أعمال الحفائر ساهم في تبادل الخبرات المتراكمة لدى أعضاء البعثة من خلال تعاون نخبة الأثريين المصريين والأجانب المتخصصين في مختلف مجالات العمل الأثري”.
وكانت الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة الذي يطلق عليه علماء المصريات عصر الإمبراطورية “1567-1085 قبل الميلاد”, وتقع على ضفاف نهر النيل, والذي يقسمها إلى شطرين البر الشرقي والبر الغربي, وهي عاصمة محافظة الأقصر جنوب مصر, وتبلغ مساحة الأقصر حوالي 416 كم², ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 487,896 نسمة.
ويقال أنّ الأقصر تضمّ ما يقارب ثلث آثار العالم كما أنها تضم العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقي والغربي للمدينة.
ويضم البر الشرقي معبد الأقصر, معبد الكرنك, وطريق الكباش الرابط بين المعبدين, ومتحف الأقصر أما البر الغربي فيضم وادي الملوك, معبد الدير البحري, وادي الملكات, دير المدينة, ومعبد الرامسيوم, وتمثالا ممنون.
ويرجع تأسيس مدينة طيبة إلى عصر الأسرة الرابعة حوالي عام 2575 ق.م حتى عصر الدولة الوسطى لم تكن طيبة أكثر من مجرد مجموعة من الأكواخ البسيطة المتجاورة, ورغم ذلك كانت تستخدم كمقبرة لدفن الأموات فقد كان يدفن فيها حكام الأقاليمِ منذ عصر الدولة القديمة وما بعدها.
ثم أصبحت مدينة طيبة في وقت لاحق عاصمة لمصر في عصر الأسرة المصرية الحادية عشر على يد الفرعون منتوحتب الأول, والذي نجح في توحيد البلاد مرة أخرى بعد حالة الفوضى التي احلت بمصر في عصر الاضمحلال الأول.
وظلت مدينة طيبة عاصمة للدولة المصرية حتى سقوط حكم الفراعنة والأسرة الحادية والثلاثون على يد الفرس 332 ق.م.