Booking.com

يعتبر صيام شهر رمضان أو Bulan Puasa كما يسمى في اللغة الملاوية أهم مناسبة دينية لدى المسلمين في ماليزيا، والتي تبلغ نسبتهم قرابة 60% من مجموع السكان. ويمثل شهر رمضان فرصة فريدة للتآلف والترابط الأسري؛ فبعد يوم طويل من الصوم الذي يمتد لثلاثة عشر ونصف الساعة تتجمع الأسر الماليزية إما في البيوت أو المطاعم لتتناول وجبة الإفطار أو “بوكا بوسا” ما يسمى buka puasa.

يبدأ شهر رمضان رسمياً بإعلان وزير الشئون الدينية رؤية هلال رمضان، وبعدها تزدحم الشوارع في المدن أمام المحال التجارية التي تبيع التمر والمكسرات وغيرها، وعلى الرغم من التباين الديني الشديد في ماليزيا، إلا أن الجميع يشترك في هذه المناسبة؛ فتجد الباعة الهندوس والبوذيين يملأون بازاراتهم بالبضائع الرمضانية التي تلقى رواجاً كبيراً في هذه الفترة، أما في بقية أنحاء ماليزيا يتم الإعلان عن بدء رمضان بضرب الدفوف في الشوارع.

وطوال أيام رمضان وقبيل صلاة المغرب يتكرر مشهد الازدحام الشديد أمام المساجد، حيث يتم توزيع أشهر وجبة رمضانية بالمجان، وتسمى “بوبور لامبوك”، وبعد صلاة المغرب يعم الهدوء شوارع كوالالمبور إلى أن يخرج الجميع مرتدين القبعات الماليزية المميزة بهيئتها المستطيلة لصلاة التراويح التي تكون في الغالب عشرين ركعة. وذلك وسط الزينات والأنوار والنداءات على السلع الرمضانية، وتستمر هذه الأجواء إلى السحور الذي يحرص الجميع فيه على شرب المشروب الشهير (كولاك) الذي يساعد على تحمل العطش.

ماليزيون يوزعون أكياس بوبور لامبوك قبيل الإفطار في رمضان

ماليزيون يوزعون أكياس بوبور لامبوك قبيل الإفطار في رمضان

ويستغل المسلمون شهر رمضان في تنظيم مسابقات عديدة مثل حفظ القرآن الكريم ودراسة الفقه والحديث، وفي نهاية الشهر تُوزع جوائز على الفائزين في حفلات كبيرة يشهدها مسئولون من وزارة الشئون الدينية. وكثيراً ما يشهد رمضان اعتناق بعض الهندوس والبوذيين للإسلام، ويتم الإعلان الرسمي عن إسلامهم في صلاة عيد الفطر.

ومن عادات رمضان في ماليزيا والتي وفدت من البلدان العربية “المسحراتي”؛ فيجوب بعض المتطوعين الشوارع الداخلية بالدفوف قبل الفجر بساعة لتنبيه الناس للاستيقاظ وتناول السحور.

صلاة التراويح في الجامع الكريستالي الذي افتتح في عام 2008

صلاة التراويح في الجامع الكريستالي الذي افتتح في عام 2008

تفضل العديد من العائلات الماليزية تناول الإفطار في المطاعم كجزء من التقاليد السائدة، وتفتح المطاعم أبوابها قبيل المغرب بساعات قليلة لتستعد لاستقبال ضيوفها من الماليزيين والصينيين والسياح العرب وغيرهم، وغالباً تقدم أطباق خاصة لرمضان. وتتميز ماليزيا بالعديد من الأطباق الرمضانية المميزة ومنها:

  • بوبور لامبوك (Bubur lambuk): وهو عبارة عن خليط من الأرز والروبيان واللحم والبطاطس والأعشاب الطبيعية، وهي من الوجبات الماليزية الخفيفة التي تنتشر بكثرة في شهر رمضان، حتى أنها توضع في أكياس وتوزع مجاناً على المصلين فور آذان المغرب، وفي بعض المناطق المزدحمة في كوالالمبور يتحول إعداد هذه الوجبة إلى حدث كبير ترعاه الشركات كنوع من الدعاية.
وجبة الكيتوبات ويظهر بوضوح ورق النخيل الذي يغلف المعجنات

وجبة الكيتوبات ويظهر بوضوح ورق النخيل الذي يغلف المعجنات

  • كيتوبات (Ketupat): معجنات تحتوي على أرز، وتُلف كل واحدة بأوراق النخيل ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وهي أشبه بالمحشي المعروف في بلادنا العربية مع اختلاف في طريقة الإعداد، وهي من الوجبات المحببة للجميع في شهر رمضان حيث أنها خفيفة على المعدة فضلاً عن سهولة إعدادها.
  • لانتونج (Lontong): وهو أرز مضغوط وملفوف داخل أوراق شجر الموز، وتقدم على شكل شرائح، وغالباً يقدم معها الخضروات وصوص الكاري.
  • ليمانج (Lemang): وهي من أشهر الأطباق الرمضانية، عبارة عن أرز مضغوط ومخلوط بلبن جوز الهند وملفوف داخل أوراق البامبو، ويقدم مع اللحم على أوراق الموز.
الأرز الأزرق الذي يُميز وجبة "ناسي كيرابو"

الأرز الأزرق الذي يُميز وجبة “ناسي كيرابو”

  • ناسي كيرابو (nasi kerabu): ومعناها بالماليزية “سلطة الأرز” وهي عبارة عن أرز يطهى مع زهرة زرقاء اللون يطلق عليها bunga telang مما يكسبه الأرز لوناً أزرق، ويُقدم مع الفاصوليا والخيار والبيض والسمك المملح والثوم المخلل والفلفل الحار ومرقة جوز الهند.
  • ريندانج (Rendang) وهو قطع من اللحم أو الدجاج أو البط التي تطبخ مع كميات كبيرة من التوابل ولبن جوز الهند والزنجبيل والفلفل الحار والكركم والليمون، وتظل هذه الكميات تطبخ لعدة ساعات ليتبخر الماء مما يساعد على ذوبان الدهون وتتخلل التوابل داخل اللحم مما يعطيها نكهة وكأنها مقلية.
  • أيام بيرسيك (Ayam Percik): وهو من الأطباق المعروفة في الساحل الشرقي من ماليزيا، وهو عبارة عن دجاج يتم تتبيله بجوز الهند والتوابل الحارة، ثم يوضع داخل أعواد من البامبو ليتم شيه على الفحم.
  • مرتاباك (Murtabak): معجنات محشوة باللحم المفروم وقطع الدجاج والبصل والبيض وتوضع في الفرن، وأصبح في السنوات الأخيرة يوضع السردين بداخلها.
  • حلوى Kuih Lapis: من أشهر الحلويات الرمضانية، وهي حلوى متعددة الطبقات والألوان ومصنوعة من خليط البيض والزبدة والسكر.

شاهد صور لبعض مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في ماليزيا، وبعض من أشهر وجبات الشهر:

شارك برأيك