ليس في العنوان خطأ أو تلاعب بالكلمات، ولا نقصد بالخطأ الفادح “السفر إلى ميلانو عبر بيرغامو” لأنه طريقة شعبية لدى الكثير من المسافرين عبر أوروبا، وليس المقصود هنا أيضا وجبة لذيذة ينبغي أن تتذوقها في إيطاليا.
ميلانو هي واحدة من أكثر الوجهات زيارة في إيطاليا، ويمكن القول أنها عاصمة الموضة في هذه البلاد، فهي تجذب المتسوقين للحصول على الأذواق الخاصة به، ومن الناحية الاقتصادية تعتبر ميلانو ثالث أكبر مدينة في أوروبا بعد العاصمتين البريطانية لندن والفرنسية باريس.
كما أن سهولة الوصول إلى المدينة انطلاقا من العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم يجعل ميلان نقطة ساخنة للسياح والمسافرين في كل مكان.. هذا بدون أن ننسى كثرة المعالم السياحية الموجودة في هذه المدينة الساحرة أيضا.
إضافة إلى كل الأمور التي تحدثنا عنها، عندما تبحث عن رحلات الطيران إلى مدينة ميلانو سوف تجد على الأرجح رحلات تصل إلى أحد المطارات الثلاث: مالبينسا، برغامو أو لينات (وهناك أيضا بريسو ولكن احتمالات الوصول عبره تكون قليلة جدا بالمقارنة مع المطارات الثلاث الأخرى).
يعتبر مطار مالبينسا الدولي المطار الأكثر شعبية في ميلانو، ومطار لينات هو الأقرب إلى المدينة، بينما مطار أوريو أل سيريو بمدينة برغامو هو الأكثر احتمالاً للوصول عبره إذا كنت تسافر عبر شركات الطيران منخفضة التكلفة، مما يعني أن بيرغامو لا تزال بوابة شعبية لميلانو، وخاصة بالنسبة للمسافرين الأوروبيين والدوليين ومنهم المسافرون العرب الذين يتنقلون من مدن أوروبية أخرى.
الخطأ الذي يحدث في هذه الحالة، ونقصد هنا السفر إلى ميلانو عبر بيرغامو، هو أن معظم الناس ينظر إلى بيرغامو على أنها مدينة عادية يقع فيها مطار عشوائي (كغيرها من المدن الأخرى في العالم، فمثلا في لندن لا يوجد من يسافر إليها لاستكشاف المعالم السياحية في منطقة مطار هيثرو أو مطار غاتويك أو ستانستيد) .. لكن الامر يختلف جدا في برغامو.
بيرغامو الساحرة
بيرغامو مدينة ساحرة من دون شك وتستحق الزيارة فعلا، وكانت في القديم موطنا لإحدى القبائل السلتية، قبل أن يتولى الرومان حكمها حوالي العام 49 قبل الميلاد، وبعد ذلك غزاها أتيلا الهوني، وفي وقت لاحق أصبحت مقرا ولواحدة من أهم الدوقيات بمنطقة لومبارديا، ولا يزال التاريخ الغني بارزا في معالم وشواهد هذه المدينة التي بنيت على التلال.
من بين أهم معالم مدينة بيرغامو:
– الكامبانوني، أو برج الجرس
– البلدة القديمة، بأحيائها وأزقتها المرصوفة بالحجارة
– حصن القاعة وبوابة سان جاكومو
– البوابة الجديدة، وتوجد خلفها منطقة بيرغامو العليا
– كنيسة سانتا ماريا مادجوري، القديس أوغسطين، سانت الكسندر والعديد من الكنائس والأديرة القديمة.
– أكاديمية كرارا، التي تعد معرضا فنيا مهما جدا في إيطاليا
– الساحة القديمة في بيرغامو العليا وساحة الكاتدرائية.
– القصر الجديد وقصرالبوديستا والعديد من قصور النبلاء.
على الرغم من أن عدد المتنقلين عبر مطار بيرغامو يبلغ 9 ملايين مسافر سنويا، إلا أن أغلب هؤلاء ينظرون إلى بيرغامو على أنها محور للمطار فقط، بينما هناك القليل فقط من اكتشف هذه الجوهره الإيطالية التي تتمتع بسحر المشاهد حولها.
