فيما يعد فكرة جريئة لتلبية رغبات سائحى المحميات الطبيعية ومحبى السفارى البرية فى العالم, فقد لجأ القائمون على أحد معسكرات السفارى في بتسوانا والمعروف بـ “سينياتا” لإنشاء قبو أرضى بالقرب من نزلها فى كاسان, وتخصيصه لمراقبة الفيلة أثناء ورودها حفرة ماء للتزود بمياه الشرب.
وقد تطلبت هذه الخطوة مهمة شاقة فضلا عن الكثير من العمل تحت الأرض لحفر قناة أرضية توفر للسائحين فرصة السير فى هدوء, دون أن تراهم الحيوانات, للوصول الى حفرة الماء, ما يمكنهم من مراقبة وتصوير الحياة البرية من مكان مناسب, وأيضا تأمين حياتهم أمام خطر التواجد مع قطعان كثيرة العدد ترد الحفرة للتزود بالماء.
وبإمكان كل من زار سينياتا أن يحكى الآن الكثير من القصص عن مئات الأفيال وغيرها من الحيوانات البرية التى تقصد الحفرة يوميا للشرب خاصة فى فصل الجفاف حينما يقوم ” اووم لو” , مالك المعسكر بضخ الكثير من المياه النقية فى الحفرة, معطيا الحيوانات البائسة فرصة للإرتواء والإرتياح من حشائش السافانا الجافة.
ولا يخفى الزائرون حديثاً روعة مطالعة الأفيال من شرفات المعسكر أو من بهوه المقابل, طارحين الإفتراض عن مدى ما يمكن تخيله من هول مشاهدة تلك الوحوش الضخمة من داخل قبو يقع قريبا جدا منها بل ينتهى عند أقدامها الضخمة, وهى تتهارش مع بعضها البعض وكأنها تتنافس على مناطق النفوذ .
طرحت فكرة بناء خندق لمراقبة الفيلة على صاحب المعسكر من قبل أحد السائحين الذى قرر البدء فى العمل فى منتصف موسم الأمطار, وتبلغ قناة الخندق 18 مترا وتبدأ من تحت المشرب فى بهو المعسكر وتنتهى بحجرة كبيرة تستخدم كمخبأ, تتمركز بها 8 نوافذ للمراقبة, ولقد جرت العادة على إغلاق النوافذ وأيضا الباب بإحكام عند عدم إستعمال الخندق الذى زود بمروحة لضخ الهواء وتجديده وهو ما يولد نسيماُ باردا توازيا مع هواء النوافذ المفتوحة , وإكمالا للمتعة.