لطالما داعب حلم السفر بحراً مخيلة الكثيرين من الرحالة ورواد المتعة والمغامرة , لكن سرعان ما تحطمت الأمانى على صخرة التكلفة الباهظة لمثل ذلك الحلم الذى يبدو مؤخراً أنه قد أصبح بالإمكان، بل ومجاناً!
فبينما تزداد رحلات القوارب و اليخوت الخاصة ،فضلاً عن سفن الأبحاث والغواصات، يزداد الإعتماد على المتطوعين من مختلف الأعمار والفئات لضمان المساعدة والصحبة فى رحلة حول العالم، فما بين طباخين متطوعين إلى مدرسين وأطباء، فلا يخلو الأمر من الإحتياج إلى متطوع.
وهو ما يفسر إزدياد أعداد المتطوعين للسفر على ظهور اليخوت والقوارب والسفن، ما بين رحالة ومغامرين فى العشرينات من العمر إلى متقاعدين فى الثمانين وذلك بحثا عن الفرصة للسفر حول العالم دون الحاجة الى إنفاق دولار واحد, وهو ما حددته مجلة CNN فى تحقيقها الصحفى حول خمسة وسائل للإبحار مجاناً حول العالم، والتي تتلخص فىما يلي:
1.التطوع كعضو فى الطاقم:
لا تحتاج لخبرة فى الإبحار لكى تكون أحد افراد الطاقم، ولكن تحتاج أكثر إلى المرونة والتكيف, فمهامك التى تتنوع بين التنظيف وورديات المراقبة الليلية والتزود بالمؤن، هى ما قد يجعلك اليد الدؤوبة والنشطة على ظهر القارب الذى تداعبه الأمواج .
ويلجأ الكثير من أصحاب اليخوت الأثرياء إلى عرض عادل يشمل السفر على اليخت والمبيت والطعام فى مقابل الحصول على يد عاملة على ظهور يخوتهم المسافرة، وهم يفضلون على الأرجح من ليس لديهم خبرة سابقة فى الإبحار، لأنهم يضمنون بذلك تعليمهم آداء المهام على طريقتهم الخاصة، فأهم ما فى الأمر هو ميلك للمغامرة وإستعدادك للتعلم، فأنت أشبه ما تكون بالتلميذ الزائر فى بيت إستضافة.
2. السفر كصديق:
ويعتمد ذلك على تمتعك بحاسة الرفقة الممتعة ، فلو لم تكن من أولئك الذين ينظرون للأمر على أنه عمل ممل , ففقد تضمن بحسن رفقتك لأحدهم مكاناً مجانياً على ظهر يخت ما ، وهو ما يُحكى عن زوج من المتطوعين فى الثمانين من العمر للعمل على ظهر أحد اليخوت كأيدى عاملة فى التنظيف وإعداد الطعام، لكن لم تكن لتتم الرحلة بتلك المتعة لولا ما ألقياه على ملاك اليخت ورفقائهم من القصص والحكايات والأساطير، وذلك وفقاً لآراء رفقاء الرحلة .
3. معلمٌ للأطفال :
بينما تطول الرحلة بأصحاب اليخوت ومحبى السفر والمغامرة ، فقد يتطلب الأمر أحياناً أن يكون المتطوعون ممن يمتهنون التدريس وذلك للمساهمة فى تعليم الأطفال المرافقين لعائلاتهم، والعناية بهم على ظهر اليخوت الخاصة والسفن، وهو ما يتلخص فى معلم أومعلمة مرافقة، أو قد يتطرق الأمر الى إحتياج الأطفال إلى مربٍ أومربية، خاصةً إذا كانوا من ذوى السن الصغيرة .
إنضم إلى أحد سفن الأبحاث العلمية :
من الغواصات الى اليخوت الضخمة تبحث كل السفن من جميع الأشكال والأحجام عن متطوعين، حتى سفن الأبحاث العلمية، وتمتلك الكثير من جمعيات الحياة البحرية ومحبى الدلافين والحيتان الكثير من سفن الأبحاث التى تقضى الشهور الطويلة فى البحر تجمع العينات وتجرى التجارب، والتى تحتاج بالتالى الى الكثير من المتطوعين من مختلف الفئات العمرية والمهنية ولكن بالأخص طواقم العمالة والمشرفين الإداريين ، فضلاً عن علماء التحاليل والمعامل .
كن طاهى السفينة:
وهى من أكثر الوظائف المطلوبة على اليخوت والسفن, فإعداد الطعام لطاقم السفينة أواليخت قبل إسيقاظهم من نومهم, وفى غيرها من الأوقات هو من أهم العمليات اليومية على سطح القارب، فالجيوش تزحف على بطونها كما يقولون .
وبينما تتطلب سفن الأبحاث واليخوت الضخمة الإستعانة بمحترفين للقيام بأعمال الطهى ، يميل أصحاب اليخوت الخاصة من الأثرياء إلى الإستعانة بمتطوعين متعددى المهارات بداية من أعمال التنظيف وصولا إلى إتقان الطهى ,وذلك فى مقابل السفر والطعام .
هكذا يبدو أنه ليس ضرورياً أن تكون أحد الأثرياء ملاك اليخوت الفاخرة لكى تتمكن من السفر حول العالم , بل تكفيك فقط قراءة هذا المقال .