يستضيف متحف العلوم في العاصمة البريطانية لندن الكبسولة التي استخدمت قبل حوالي عامين في عملية إنقاذ 33 عاملاً احتجزوا في أحد مناجم تشيلي لمدة 69 يوماً في قصة شغلت تشيلي والعالم.
تعود القصة إلى الخامس من أغسطس عام 2010 حين انهار جزء من منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في صحراء اتاكاما في شمال تشيلي، واحُتجز 33 عامل تتراوح أعمارهم بين 18 و63 عام على عمق 701 متراً تحت سطح الأرض.
وقد نجح مهندسون من البحرية التشيلية في صنع الكبسولة سُميت فينيكس أو (العنقاء 2) رمزاً للطائر الأسطوري الذي يخرج من الرماد، وتزن الكبسولة 460 كيلوجرام، ويبلغ طولها 3.9 متر، وبعرض 45 سنتيمتر تقريباً. ونجحوا بواسطتها في إنقاذ العمال أمام كاميرات المحطات التلفزيونية ومتابعة ملايين المشاهدين حول العالم للحدث الاستثنائي وعملية إنقاذ وُصفت بالمعجزة.
وصُممت الكبسولة بحيث تحتوي على هواء غني بالأوكسجين يكفي لرحلة تستغرق عشرين دقيقة إلى السطح، ولا يزيد اتساعها عن عرض كتفي رجل واحد. وتم إنقاذ جميع العمال في 14 أكتوبر 2010 دون إصابة واحدة، وخرج كل منهم وسط احتفالات من أهالي العمال وعدد كبير من الناس إلى جانب الرئيس التشيلي سيبستيان بينيرا والعديد من المسؤولين ومتابعة الملايين. وقد عُرضت في عدة أماكن من قبل منها أمام القصر الرئاسي في سانتياجو، وفي متحف أتاكاما في تشيلي.
وتقول كاترينا نيلسون من متحف العلوم، حيث تُعرض الكبسولة حتى 13 مايو القادم: “نتذكر جميعاً اللحظة التي خرج فيها أول عامل إلى السطح بعدما ظل محتجزاً داخل المنجم قرابة عشرة أسابيع”، معربة عن أملها بالنجاح من خلال عرض الكبسولة في المتحف بتسليط الضوء على التحديات الهندسية والفنية التي واجهها فريق الإنقاذ خلال العملية الاستثنائية.