يشكل إقلاع الطائرة وهبوطها مصدر قلق للبعض، لكن بعض المطارات تتميز بمشاهد رائعة للهبوط والإقلاع قد تُزيل بعضاً منه ويجعلها بحد ذاتها معلما ًيجذب الزوار، وأحياناً ما تتعدى شهرته شهرة المدينة التي يتواجد فيها كمطار بارا في اسكتلندا، فالمطار ومدرجاته وصالة الركاب على الشاطئ؛ فهو المطار الشاطئي الوحيد في العالم الذي يستقبل رحلات مجدولة ومنتظمة منذ 75 عام.
يوجد مطار بارا Barra Airport في جزيرة صغيرة تحمل نفس الاسم في أقصى جنوب جزر الهبريدز الاسكتلندية Hebrides Islands في المحيط الأطلسي، وهي عبارة عن 500 جزيرة قليل منها مأهول بالسكان، منها ما يُعرف بالداخلية والخارجية، والأخيرة يتواجد فيها بارا ومطارها.
يقع المطار على شاطئ Traigh Mhòr أو ما يعني بالانجليزية “الشاطئ الكبير” على الطرف الشمالي للجزيرة، وللمطار ثلاث مدارج على الشلطئ مُحددة بأعمدة أسمنتية لتتوافق مع الاتجاهات المختلفة للريح، ويتعين على الطيارين قبل الهبوط في مطار بارا بجانب معرفة أحوال الطقس متابعة المد والجزر؛ فالمطار يختفي مرتين في اليوم بسبب حركة المد!
بدأت الطائرات في استخدام مطار بارا في يونيو عام 1933، بينما بدأت الرحلات الجوية المنتظمة بعدها بثلاثة أعوام. وترتبط مواعيد وصول ومغادرة الطائرات بشكل أساسي بحركة المد والجزر والارتفاع والانخفاض في منسوب المياه؛ فمدارج المطار الثلاثة تختفي كلياً في حالات المد العالي. (شاهد هذا الفيديو لهبوط طائرة في مطار بارا)
ويستقبل المطار نحو ألف رحلة سنوياً، من مدينة جلاسكو أكبر مدن اسكتلندا، وجزيرة Benbecula من جزر الهيريدز الخارجية، وجميعها بطائرات شركة Flybe ، وتدير المطار شركة Highlands and Islands Airports التي تشرف على أغلب المطارات الموجودة في اسكتلندا والجزر التابعة لها.
ولا تقتصر شهرة الشاطئ على كونه مطاراً فقط، فهو وجهة مفضلة لمحبي جمع القواقع والأصداف، لكن عليهم في كل مرة مراقبة الشاطئ فعندما يتطاير Windsock، وهو أنبوب قماشي يستخدم لمعرفة اتجاه الرياح السائدة، يعني ذلك أن طائرة على وشك الوصول وحينها يُخلى الشاطئ من الزوار.
لكن ليس المطار النادر هو كل ما تقدمه جزيرة بارا لزوارها، فهي تتمتع بشواطئ جميلة هادئة يمكن للزوار مشاهدة الدلافين قريباً منها والصيد وممارسة الرياضات البحرية، بجانب التمشية وركوب الدراجات والتمتع بطبيعتها الجميلة البعيدة عن التلوث وفيها حوالي ألف نوع من النباتات والزهور، وملعب للجولف، كما يُمكن للسياح الاندماج مع سكانها في عاداتهم ورقصاتهم الاسكتلندية التقليدية، وزيارة قلعتها Kisimul المستطيلة الشكل التي تعود للعصور الوسطى.
ويحمل موقع جزيرة بارا شعار “سماء صافية وطرق مفتوحة وشواطئ خالية”، وبالفعل فمساحتها 60 كيلومتر مربع فقط، ولا يتجاوز عدد سكانها 1200 نسمة، ورغم ذلك تستقبل سنوياً آلالاف الزوار ليس فقط بسبب تجربة الطيران المتميزة، لكن للهدوء والحياة البرية. ويمتد الموسم السياحي من مايو إلى سبتمبر من كل عام، ويزورها وتتوفر فيها رحلات عبر مطارها، وأيضاً بالقواراب إلى الجزر المجاورة، كما تضم عدد من الفنادق والنُزل مثل Castelbay Hotel، وIsle of Barra Hotel.
وكثيراً ما يحتل مطار بارا مكاناً ضمن أجمل مطارات العالم، وأغربها وأكثرها خطورة، ولا يغيب عنه وميض آلات التصوير سواء الخاصة بالأفراد، أو كاميرات السينما لتسجيل لقطات مميزة مختلفة لهبوط الطائرات على مطار أو شاطئ.
شاهد المزيد من صور جزيرة بارا الصغيرة ومطارها: (لحجم أكبر اضغط على الصورة)
[ad#Ghada200x200]