يشهد سوق الطيران الخاص في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص نموا سنويا وفقا لمعدلات الطلب على الطائرات الخاصة من قبل مسئولين ورجال أعمال مما يعكس الحالة الصحية التي تعيشها اقتصاديات المنطقة خلال السنوات الحالية.
وتحتضن السعودية أكبر أسطول من طائرات رجال الأعمال في الشرق الأوسط في الوقت الذي يصل معدل متوسط عمر الطائرات في المملكة نحو 13.5 عاما، وهو ما يمنح فرصة لشركات الطيران للاستفادة من زيادة سنوية تصل إلى 12% بحسب ما ذكره ريتشارد كوي العضو المنتدب لشركة وينغ اكس للطائرات الخاصة.
ووفقاً لجريدة الشرق الأوسط أضاف ريتشارد أن تلك النسبة جاءت بتوقعات من اتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي ينتظر وبحسب التقرير أن يشهدها قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في السعودية.
وقال التقرير بأن حركة الطائرات من الرياض وجدة ومطار الملك فهد في الدمام بلغت نحو 29.869 ألف حركة في عام 2013 في الوقت الذي تستحوذ فيه شركة بوينغ على أقوى وجود في المنطقة مع 38 طائرة مسجلة في عشر دول في حين كان لشركات بومباردييه وايرباص وامبراير أكبر نسبة من الطائرات المبيعة منذ عام 2000.
وبين التقرير أن الرحلات العارضة والمعروفة بـ«الشارتر» من السعودية إلى الخارج سجلت توجها ملحوظا للعملاء لطائرات غلف ستريم «في»، وطائرة هوكر بيتش كرافت وبومباردييه غلوبال إكسبريس كما بينت النتائج بأن غالبية الرحلات كانت إلى مطارات باريس لوبورجيه، وجنيف، وإسطنبول.
وقال علي أحمد النقبي الرئيس المؤسس لاتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «كي يكون الاتحاد قادرا على شرح وتعزيز واقع قطاع الطيران الخاص خصوصا في الجانب المرتبط بالسلطات التشريعية والرسمية في السعودية لا بد أن يكون هناك بيانات موثوقة توضح واقع القطاع وفرصه الأمر الذي يساعد على تطوير القطاع برمته، وقد ساهمت شراكتنا مع شركة وينغ اكس في جمع المعلومات اللازمة مع ضرورة توضيح الحاجة إلى دعم هيئة الطيران المدني التي من شأنها أن تساعد على استمرار هذا النمو الهائل في السوق».
ولفت النقبي أن شركة هانيويل أكدت أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحتويان على 4% من إجمالي الطائرات الخاصة الموجودة في العالم متوقعا أن تستمر السوق بالازدهار وبثبات، وذلك مدعوما بخطط التوسع وعمليات الشراء التي يقوم بها المشغلون.
إلى ذلك أشارت إحصائية إلى أن معدل سفر رجل الأعمال السعودي بطائرات خاصة يتراوح بين 150 إلى 200 ساعة سنويا في العام 2013 بينما بلغ معدل سفر رجل الأعمال في المملكة المتحدة خصوصا وأوروبا بشكل عام بين 50 و100 ساعة طيران سنويا.
وبالتالي فإن رجال الأعمال السعوديين يأتون في المرتبة الأولى خليجيا في استخدام الطائرات الخاصة من حيث عدد ساعات الطيران.
وقال هيو كورتناي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «برايفت جت تشارتر» إن السعودية حازت على النصيب الأكبر من استخدام الطيران الخاص في الشرق الأوسط بسبب اقتصاد المملكة المتنامي.
وأضاف: «يميل رجال الأعمال السعوديون إلى استخدام الطيران الخاص في رحلاتهم الداخلية للخيارات المحدودة للرحلات الداخلية في الطيران التجاري التقليدي ما يجعل خيار استخدام طائرة خاصة هو الحل الأكثر عملية بالنسبة لرجال الأعمال السعوديين».
وأشارت الشركة إلى أن رجال الأعمال في المملكة المتحدة وأوروبا يقضون عدد ساعات أقل في الطيران الخاص بسبب التباطؤ الاقتصادي الذي تشهده أوروبا في الفترة الأخيرة.
من جهته قال روس كيلي المدير التنفيذي لشركة «برايفت جت تشارتر» في الشرق الأوسط: «هناك فرص هامة لنمو قطاع الطيران الخاص في السعودية مقارنة بالأسواق المتقدمة مثل المملكة المتحدة كما أن رجال الأعمال الخليجيين أكثر ترحابا بمفهوم الطيران الخاص عوضا عن شراء طائرة خاصة للجدوى المالية الأعلى للخيار الأول مقابل الثاني».