Booking.com

كشف المهرجان الوطني للتراث والثقافة الـ 29 بالجنادرية عن أقدم قلعة في العالم تحتضنها منطقة الجوف بمحافظة دومة الجندل.

قلعة مارد الأثرية

قلعة مارد الأثرية من أهم القلاع التاريخية في المملكة

وتدعى “قلعة مارد الأثرية” التي تعد من الشواهد التاريخية المهمة في المنطقة التي يرجع تأريخها إلى القرن الثالث الميلادي, وهذا ما يعطي المنطقة رسوخاً وتواجداً لفترات تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الإسلامي والعصور الوسطى وصولا إلى التاريخ الحديث.

وتعد قلعة مارد من أهم القلاع التاريخية في المملكة التي ما تزال صامدة إلى الآن في وجه تغيرات المناخ والزمان خصوصاً, وأن الجزء السفلي من القلعة مبني من الحجارة والجزء العلوي من الطين كما يبهر القادم إليها ضخامتها وكثرة مداخلها المتنوعة وتوزع غرفها بين الطابق السفلي والعلوي بطريقة هندسية رائعة, وتطل على مناظر طبيعية خلابة حتى باتت محطة جذب للزائرين من جميع مناطق المملكة.

وتحتوي القلعة على مساكن قديمة وفيها المتحف الوطني ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي بني في عام 17 هـ ومئذنة المسجد التي تعد أقدم مئذنة في تاريخ الجزيرة العربية وتبرز أهمية هذا المسجد بصفته من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها, والقلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديم.

وعدّ المهتم بالآثار فايد طشحر الشراري مشاركة الجوف في المهرجان فرصة سانحة لتسليط الضوء على مقومات المنطقة الأثرية حيث يوجد بها موقع الشويحطية “شمال سكاكا” الذي يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في الجزيرة العربية وتدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تبين أن المنطقة عاشت عهودا من الازدهار التاريخي منذ العصور الماضية مشيراً إلى أن منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكة بالتراث الأثري, وذلك لقدم الاستيطان البشري وتدل على ذلك الآثار الموجودة المؤكدة لوجود حياة منظمة في هذه المنطقة منذ ما قبل الميلاد.

وكشف أن مشاركة منطقة الجوف في الجنادرية انصبت في تشييد بيت الشعر الجوفي على أرض المهرجان بطابعه التراثي الذي يحاكي البيئة القديمة في المنطقة بالتعاون مع محافظة طبرجل وقراها التابعة لها, ومنها ميقوع والنبك أبوقصر والقراوي واشغار وصبيحى والميسري, والذي ينقل زوار المهرجان إلى الموروث التراثي والشعبي للمحافظة بكل معطياته.

وقال : “كانت مدن الجوف تستعمل بيت واحد تسكن الزوجة في جزء منه ويسكن البنات في الجزء الثاني والأولاد في الجزء الثالث والجزء الرابع يخصص كمطبخ والجزء الخامس لاستقبال الضيوف وفي داخله معاميل القهوة والشاهي, ويفصل بين هذه الأجزاء قواطع عبارة عن فواصل مزخرفة تعملها النساء ويعمل له أعمدة عددها 24 عموداً, وارتفاعها تتراوح من مترين على ثلاثة أمتار من الأثل وجريد النخل”.

وأضاف أن بيت الشعر الجوفي يتميز بسهولة حمله على الدواب, ويستوعب عدد كبير من الضيوف ومقاوم لتقلبات المناخ في الصيف والشتاء ويختلف عن الخيام والمشمعات المصنوعة بالآلات فهو ثقيل أمام الهواء والغبار والمطر وبه فتحات تساعده على استقبال العواصف وكذلك تشب به النار وإخراج الدخان مع هذه الفتحات كمروحة شفط حيث تنعدم هذه الصفة في الخيام والمشمعات الحديثة مشيراً إلى أن بيت الشعر الجوفي يعيش لسنوات طويلة ويتحمل الحرارة والشمس ولا يتأثر بالثلوج والأمطار.

شارك برأيك