تحتفي العاصمة الفرنسية باريس على مدار أسبوعين بالصناعة الفرنسية المحلية في مجال المأكولات والتغذية من خلال تظاهرة سنوية يطلق عليها اسم «أسابيع الأكل المحلي», وتأتي هذا العام في الفترة ما بين 13 و28 من سبتمبر الجاري الهدف منها هو الترويج للإنتاج المحلي والمواد المصنوعة في منطقة «إيل دو فرانس», ودعم المنتجين المحليين في المنطقة وتعريف الباريسيين بمنتجاتهم وتشجيعهم على اقتنائها.
وافتتحت السبت الماضي بلدية باريس التي ترأسها الاشتراكية ذات الأصول الإسبانية آن هيدالغو «أسابيع الأكل المحلي» بتظاهرة على ضفاف نهر السين تدوم يومين (13 و14 من الشهر الجاري) جاءت تحت اسم «الاحتفالية الرائعة للأكل المحلي».
ويشارك في هذه التظاهرة التي تنظم من جسر «آلما» الذي قتلت فيه الأميرة ديانا, و«ليزانفليد» بالدائرة الباريسية السابعة, منتجون, ومزارعون أصحاب مؤسسات صغيرة, وتجار حرفيون وأصحاب مطاعم وخبازون جاؤوا كلهم لضفاف نهر السين محملين بأحسن ما جادت به حرفهم وصناعاتهم الفرنسية الصنع مئة في المئة, لتقديمها لسكان باريس وما يحيط بها, وحتى للسياح الذين يختارون سنوياً باريس كأول وجهة سياحية في العالم للعام الثالث على التوالي.
ويتمكن الزائر لـ«الاحتفالية الرائعة للأكل المحلي» من التعرف والاستمتاع ببرنامج ثري يتضمن سوقاً يشارك فيها هذا العام 25 من المنتجين والحرفيين المحليين لمنطقة «إيل دو فرانس» من المختصين في صناعة النقانق ومشتقات اللحوم خاصة تلك المتعلقة بالحم, والتي تعرف فرنسا بها عالمياً, بالإضافة إلى مصنعي الجرجير, وعصائر النعناع والتفاح وبائعي الفواكه والخضراوات, ومصنعي حلويات «لي ماكارون», والكرميل والمربى والأجبان.
ومن المواعيد التي ينتظرها الجمهور الباريسي وأقبل عليها بكثرة في الدورات السابقة للتظاهرة هي جلسات طبخ لشيفات لهم صيتهم في فرنسا حيث يقدمون وجبات على المباشر الجمهور هو الذي يختار موادها, ويتمتع هؤلاء الشيفات بعلامة «منتجات من هنا, مطبوخ هنا» كدليل على أن المنتج والصناعة مئة في المئة فرنسية.
وعلى غرار السنوات الماضية تتحول ضفاف نهر السين خلال هذه التظاهرة والأسابيع المفتوحة على الجميع إلى مزرعة كبيرة يرحل فيها الريف الفرنسي بمنتجاته ليحط رحاله بباريس في رحلة اكتشاف وتذوق المنتج الفرنسي الخالص الصنع سيد المكان فيها.