لم تعد استضافة كأس العالم تهدف فقط إلى إقامة اللقاءات الرياضية, وتوحيد شعوب العالم تحت راية واحدة بل أصبح المونديال حدثاً اقتصاديًا بالغ الأهمية للبلد المضيف ويدر عليه مبالغ طائلة بمليارات الدولارات يأتي معظمها من القطاع السياحي.
ويعتبر القطاع السياحي في البرازيل من القطاعات الهامة نتيجة توافر العوامل الجاذبة, وقد أشارت دراسة اقتصادية إلى أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا البرازيل خلال عام 2011 بلغ أكثر من 5.4 مليون شخص أنفقوا قرابة 6.8 مليار دولار أمريكي أكثر مما تم إنفاقه في عام 2010 بنسبة 14.5%
وفي 2005 أسهمت السياحة بنحو 3.2% من الدخل القومي وخلقت 7% من الوظائف المباشرة وغير المباشرة في الاقتصاد, وفي 2006 قُدِّر عدد العاملين في قطاع السياحة بنحو 1.87 مليون شخص, 768,000 منهم وظائف مباشرة (41%) و1.1 مليون وظائف غير مباشرة (59%).
ومع انطلاق منافسات كأس العالم بدأت البرازيل تشهد نموًا مطردًا في الإقبال السياحي حيث توقعت وزارة السياحة تضاعف عدد سياحها في 2014 ليصل إلى 12 مليوناً بعدما تقلّدت قمّة الوجهات في قارة أمريكا الجنوبيّة في عام 2012 إثر استقطابها 5,7 مليون سائح, وتحقيق عائد سنوي قارب الـ7 مليارات دولار.
علمًا أن القطاع السياحي البرازيلي سجل خلال عام 2013 نموًا بنسبة 6% أي ضعف المعدل العالمي فضلا عن كونه يوفر نحو 2.8 مليون فرصة شغل مباشرة.
وتوفر مسابقة كأس العالم فرصة نادرة لاكتشاف مناطق ومدن في البرازيل كانت في الماضي معزولة عن السياح تمامًا.
وتوقعت دراسة أجراها معهد “إمبراتور” السياحي أن ينفق السياح الذين سيأتون إلى البرازيل لحضور كأس العالم لكرة القدم حوالى 11.4 مليار دولار, وستمثل نفقات السياح البرازيليين 72% من مجموع النفقات أي 8.3 مليار دولار علما أن الأجانب سينفقون 3.1 مليار دولار.
وقال رئيس المعهد فلافيو دينو: “من المهم أن نلفت الى أن هذه هي فقط النفقات التي سيدفعها السياح مباشرة”.
ولم يوضح دينو المبلغ الاجمالي الذي يتوقع أن يجنيه قطاع السياحة لكنه اعتبر أنه سيكون “كبيرا جدا”.
ويتوقع حضور نحو 600 ألف سائح أجنبي إلى البرازيل لحضور كأس العالم لكرة القدم أي أكثر بـ 30 مرة من عدد السياح الذين شاركوا في كأس القارات في يونيو الماضي إلى جانب 3 ملايين من البرازيليين يقومون بسياحة داخلية.
وتشتهر مدن ريو دي جانيرو, وساو باولو البرازيليتان بأنهما تضمان مراكز الأعمال والموضة وأفخم الفنادق والمطاعم في البرازيل, وهما أيضا من مراكز كرة القدم المهمة في الدولة اللاتينية حيث تسيطر فرقهما على المجموعة الأولى في الدوري البرازيلي.
بدورها قامت الحكومة البرازيلية قبل انطلاق منافسات المونديال بتأهيل 240 ألف شخص لتلبية احتياجات القطاع السياحي خلال كأس العالم كما قامت باستثمارات مهمة على مستوى البنى التحتية كالمطارات والموانئ والطرق لتحسين الولوج إلى المناطق السياحية بالبلاد.
وكانت وزارة السياحة البرازيلية أعلنت عن وضع لائحة من 184 وجهة سياحية داخلية خاصة بالسياح البرازيليين والأجانب الذين سيتنقلون داخل البلاد خلال مونديال 2014, تهدف للتعريف بالمقومات السياحية للبلاد وتعزيز تدفق السياح وزيادة مداخيل القطاع وخلق فرص الشغل بهذه الوجهات السياحية.
وفيما يتعلق بالمعوقات التي تواجه القطاع السياحي في البرازيل بيَّن أحدث تقرير عن السياحة البرازيلية أنَّ أكبر معوقات السياحة تتمثل في عدم تطوير شبكة المواصلات الأرضية كما أن قطاع الطيران فيها لم يتحرر بالقدر الكافي الذي يسمح بخفض أسعار تذاكر السفر الجوي.