ارتفعت عائدات السياحة التونسية لشهر يناير من العام الجاري بنسبة 23.2% مقارنة بعائدات الفترة ذاتها من عام 2010 قبل اندلاع الثورة.
وكشفت بيانات رسمية لوزارة السياحة أمس الجمعة إن عائدات القطاع السياحي لشهر يناير من العام الحالي بلغت 200.6 مليون دينار بينما لم تتعد قبل 4 سنوات 162.8 مليون دينار.
وتحسنت العائدات على الرغم من التراجع المسجل في عدد الليالي السياحية بنسبة 17.4% خلال يناير الماضي مقارنة بنفس الشهر من عام 2010، كما وتحسنت العائدات أيضا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بنسبة 1.3%.
وكانت السياحة التونسية قد تلقت ضربة قوية في أعقاب الثورة حيث تراجعت العائدات إلى قرابة النصف عام 2011 بسبب انعدام الأمن والاضطرابات الاجتماعية.
وتحسنت المؤشرات في العامين الماضيين لكن دون أن تبلغ مستويات ما قبل الثورة في 2010.
وهذا العام تخطى عدد الوافدين من السائحين في شهر يناير حاجز الـ 340 ألف سائح مقابل 333 ألف في يناير عام 2010.
وتتوقع وكالات السفر أن تستعيد أعداد الحجوزات لهذا العام مستوياتها العادية لما قبل الثورة في ظل الدفعة القوية التي أحدثها نجاح الانتقال الديمقراطي في البلاد حتى الآن.
وجدير بالذكر أن تونس استقبلت العام الماضي ستة ملايين و300 ألف سائح نصفهم تقريبا من دول المغرب العربي, وهو ما يعني زيادة قدرها 5.3% مقارنة بالعام 2011.
وذكرت بيانات الوزارة أن عائدات القطاع السياحي ارتفعت العام الماضي بنسبة 2% نظير العام 2012 حيث بلغت 3.2 مليارات دينار (1.9 مليار دولار).
وكانت السياحة في تونس قد تلقت ضربة موجعة في الربع الأخير من 2013 عقب محاولة تفجير فاشلة أمام فندق بمدينة سوسة السياحية, وأخرى استهدفت ضريح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير المجاورة, وقد أضرت هذه الحوادث بحجوزات السياح لنهاية العام.
وعرف عدد السياح الأوروبيين الذين بلغ عددهم مليونين و900 ألف تراجعا العام الماضي بنسبة 2% مقارنة بالعام 2012, وبـ24% مقارنة بالعام 2010.
وقد استمر تراجع السوق الفرنسية وهي الأولى لسياحة تونس بنسبة 22% في المقابل زادت السوق الإنجليزية 24% والسوق الألمانية 3%.
وأسهمت سوق السياح من المنطقة المغاربية في إنعاش السياحة التونسية إذ بلغت أعدادهم ثلاثة مليارات و240 ألفا بارتفاع قدره 14% مقارنة بالعام 2012, ويتصدر الليبيون قائمة سياح المنطقة بقرابة مليونين و237 ألفا.
هذا وتتمتع تونس ببنية خدمات متطورة في مجال المواصلات والنقل جوا وبراً وبحراً بالإضافة إلى خدمات الاتصالات الحديثة التي تستوعب كل ما تنتجه تكنولوجيا الاتصال الحديثة.
وخلال السنوات السابقة تحولت تونس إلى وجهة تستقطب مجموعات فندقية وذات صيت عالمي بالنظر لما توفره هذه البلاد من مميزات أهمها وفرة السياح الذين يقدر عددهم بسبعة مليون سائح سنويا.
وتوفر تونس بنية تحتية ضخمة تساعد على إقامة مشاريع سياحية كبرى فضلا عن توفر عوامل جغرافية مناسبة.
ويتوقع مسؤولون تونسيون أن تستقطب بلادهم عام 2014 أكثر من 10 ملايين سائح سنويا وأن تدر السياحة أكثر من 5 مليارات دولار كما سيساهم القطاع السياحي في التحرير الكامل للدينار نهائيا وسيعزز مخزون البلاد من العملة الصعبة.