تفتح العاصمة الفرنسية باريس أبواب حدائقها للزوار بما في ذلك حديقة قصر الإليزيه وهو المقر الرسمي للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أو قصر ماتينيون حيث توجد الحديقة الخاصة لرئيس الحكومة مانويل فالس.
2300 حديقة عامة 500 منها كانت إلى حد الآن ممنوعة على الجمهور تشارك في التظاهرة التي تدوم ثلاثة أيام اعتبارا من يوم السبت جاءت من تنظيم وزارة الثقافة التي توجد على رأسها حاليا اليسارية أوريلي فيليبيتي.
التظاهرة المجانية تمكن الجمهور من التجوال بكل حرية واسترخاء وقضاء وقت ممتع بين أنحاء هذه الحدائق وأشجارها، ويمكن حتى للبعض تناول الغداء أو العشاء بين أرجائها وحيدا أو برفقة الأصدقاء أو العائلة حيث كان في وقت من الأوقات أحد ملوك فرنسا أو حكامها يفضل الجلوس في أوقات راحته بعيدا عن مقاليد الحكم وأمور السياسة.
ويلقى هذا الموعد الخاص الذي صار ينظم سنويا منذ سنوات 12 عاما حدثا هاما بالنسبة للكثير من الباريسيين والفرنسيين وحتى السياح والأجانب حيث استقطب في السنوات الماضية مئات الآلاف من الزوار، وتعدى المليون في 2013 ( 1,8 مليون زائر).
وجاءت طبعة 2014 تحت شعار «الطفل في الحديقة» حتى تبرز دور الحديقة في نمو الطفل وتطوير قدراته العقلية وبناء خياله الفني وتحقيق توازنه النفسي في المجتمع الأوروبي الذي يعيش فيه والذي صار يسير بسرعة البرق ويعيش على يوميات الأزمة والصعوبات.
على غرار الطبعات الماضية تشارك العديد من الحدائق العامة والخاصة في طبعة 2014 على رأسها وأهمها حديقتا قصر الإليزيه وقصر ماتينيون بباريس.
ويضم قصر الإليزيه الواقع بالقرب من جادة الشانزيليزيه الشهيرة وهو المقر الرسمي للرئيس فرانسوا هولاند تسع حدائق تتعدى مساحتها الهكتارين يعود تاريخ تشييدها إلى عام 1772.
صممت الحدائق على الطريقة الفرنسية وتضم أكثر من مئة نوع من الأشجار، ومئات الأنواع من الزهور التي جلبت بعض منها من حدائق وبلدان أجنبية بعيدة.
يسهر على الاعتناء به أشهر المختصين في مجال الحدائق وكثيرا ما يشهد أخذ أول صورة رسمية للرئيس الفرنسي الجديد.
حديقة قصر ماتينيون هي الأخرى تلقى سنويا إقبالا واهتماما كبيرين من قبل الزوار بفضل مساحتها التي تتعدى الهكتارين والمحيطة بإقامة رئيس الحكومة مانويل فالس.
وتضم الحديقة التي تعد أكبر حديقة خاصة بباريس أكثر من 300 شجرة بعضها نادر، ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1724، والقاعدة فيها أن كل رئيس حكومة فرنسي يسكن فيها يغرس شجرة في عهده يكتب عليها اسمه.
ويعتبر الفرنسيون من أكثر شعوب أوروبا اهتماما بالحدائق كما صار الاهتمام بها وزراعة الزهور والنباتات في البيوت وعلى شرفات المنازل من هواياتهم المفضلة.
تعد سوق الحدائق بفرنسا سوقا مهمة ومدرة كذلك في السنوات الأخيرة حيث بلغت إيراداتها 7,5 مليارات يورو في 2013 وتشير إحصائيات رسمية أن 89% من الفرنسيين يملكون مكانا مخصصا للحديقة سواء كان ذلك بخارج البيت أو على شرفة المنزل أو حتى بالداخل، و90% منهم كذلك يعتبرون بأن زيارة الحدائق والاعتناء بها صارت من مهامهم الأولية.