بعد مرور العديد من السنوات على إغلاقها، تعود “جزيرة بغداد” السياحية لتفتح ذراعيها لزوارها من جديد، بعد إكمال الكثير من المرافق والبنى التحتية التي خربتها آلة الحرب والفوضى الأمنية بعد عام 2003م، وهو العام الذي دخلت فيه القوات الأمريكية الى العراق وأسقطت نظام الحكم فيه، حيث تعرضت الجزيرة منذ ذلك الوقت الى أعمال النهب، كما اتخذتها القوات الأميركية كقاعدة عسكرية.
فمنذ افتتاح “جزيرة بغداد” أمام الزائرين من جديد العام 2009م، فان عدد القاصدين للتمتع بمرافقها يزداد يوما تلو الاخر، وذلك باكتمال مراحل التطوير والانجاز في الكثير من المرافق الحيوية، وتبلغ ذروة الاقبال على الجزيرة في المناسبات الوطنية والدينية لاسيما الأعياد، حيث تتوفر فيها الكثير من أماكن الترفيه مثل مسرح “حقي الشبلي” و”السينما الصيفية”، وبحيرة مساحتها 100 دونم، ومراسي، إضافة إلى متاجر ومطاعم متنوعة، ونادي للبولنغ وديسكو، اضافة الى صالات ألعاب.
ولا يجد الزائر صعوبة في الوصول اليها عبر طريق رئيسي على جانبي نهر دجلة، و طريق آخر يخترق المزارع، حيث تقع الجزيرة في وسط النهر وعلى بعد 20 كم شمالي العاصمة بغداد، والجزيرة بيضوية الشكل، أُنشأت عام 1980م وافتتحت عام 1983م، وتبلغ مساحتها تقريباً 2000 متر طولاً و 110 متراً عرضاً، وهي مجاورة لبحيرة ترفيهية صناعية، وتتصل بالمنطقة الدولية من جانب الكرخ قرب طريق مرتفع موجود على نهايتها الشرقية، ويوجد على الجانب الشمالي من الجزيرة سد صغير وبحيرة ترفيهية.
ولان الجزيرة تقع في منطقة تمتاز بكثافة البساتين، حيث الماء والنباتات الخضراء، وهي أيضاً منطقة مفعمه وغنية بأشجار النخيل، كل ذلك يُضفي لمحة جمالية جديدة على المكان، ويكسب الزائرين الشعور بالراحة والهدوء، ومنذ وقت ترميم وصيانة مسبح الجزيرة الصيفي في مايو العام الجاري، فإن حجم الزيارات للجزيرة ازداد لاسيما من قبل الشباب، كما تضم الجزيرة مرافق إيواء، هي عبارة عن أربعة عشرة غرفة تؤجر للعرسان، وهنالك أيضاً صالة إحتفالات وقاعة اجتماعات تتسع لـ 250 شخص وتصلح للمؤتمرات الكبيرة.