شمرت أستار الكعبة الشريفة على ارتفاع 3 أمتار ونصف المتر أمس الثلاثاء عن الشاذروان, والقاعدة الرخامية المسنمة الشكل التي يثبت فيها حلقات حديدية يربط فيها ثوب الكعبة.
وتأتي هذه الخطوة كعادة سنوية في إشارة إلى بدء موسم الحج وذلك برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة, ويتم تغطيته بإزار من القماش القطني الأبيض اللون يلتف حول الكعبة من جميع جهاتها الأربع بعرض مترين ونصف المتر.
وقال الدكتور محمد باجودة مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة: “هذا الإجراء نقوم به كل عام ضمن الخطة المعتمدة لموسم الحج، وهو إجراء من باب الاحتراز لحفظ الكسوة من الاحتكاك الشديد بها من قبل الطائفين لكي لا تتأثر”.
وأضاف باجودة أن “بعض الاعتقادات غير الصحيحة تقود البعض من الحجيج والمعتمرين والزوار إلى تمزيق أجزاء من رداء الكعبة الشريفة بهدف التبرك بها ولأجل ذلك تم رفع كسوة الكعبة المشرفة بهذا الإزار الأبيض الذي يحيط بالكعبة 47 متراً بعرض مترين ونصف المتر.
وأشار الدكتور باجودة “اقتضت الحاجة إحداث قسم ثابت داخل الحرم المكي الشريف يعمل على مدار أربع وعشرين ساعة يتولى مهمة إعادة الثوب في حينه إلى وضعه الطبيعي في حال تعرضه لتمزق أو تشويه من قبل العابثين, ويعمل في هذا القسم نخبة من الفنيين المهرة من أبنا السعودية, وسوف يعود الثوب إلى وضعه الطبيعي بعد نهاية الموسم”.
وجدير بالذكر أن مئات الأمتار من الحرير تُصنع خصيصاً لكسوة الكعبة, ويتم تطريزها بأكثر من150 كيلوغراماً من أسلاك الذهب والفضة كما تبلغ قيمة الثوب الواحد الذي تكسى به أكثر من 5 ملايين و300 ألف دولار حيث تستهلك 700 كيلوغرام من الحرير الطبيعي تنقش عليه بعض الآيات القرآنية وأسماء الله الحسنى.
وتستغرق مدة صناعة الكسوة سنة كاملة فالعملية تمر في مراحل عدة من صباغ ونسج آلي ومختبر وطباعة وتطريز, ويعمل المطرزون والخياطون 3 آلاف ساعة في العام الواحد من أجل أن يشاهد المسلمون والعالم أجمع الثوب الجديد الذي تتزين به الكعبة المشرفة.
وتم كُسيت الكعبة في الجاهلية, وكان أول من كساها كسوة كاملة هو تبع أبى كرب أسعد ملك حمير في العام 220 قبل الهجرة, وتقول رواية أن أول من كسا الكعبة جزئيا فهو إسماعيل, وفي عام 1927م أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة, وكان أول مدير للمصنع الشيخ عبدالرحمن مظهر حسين مظهر الأنصاري, وهو الذي قام باقتراح إنشاء المصنع في مكة المكرمة, وفي عام 1977م أنشأت السعودية مصنعاً جديداً لكسوة الكعبة في أم الجود مازال مستمراً إلى الآن في تصنيع الكسوة.
ويتم تغيير كسوة الكعبة مرة في السنة, وذلك خلال موسم الحج, والكسوة التي يتم إزالتها من الكعبة تقطع إلى قطع صغيرة ويتم إهدائها إلى شخصيات إسلامية, وفي سنة 1982 قامت المملكة بإهداء قطعة إلى الأمم المتحدة تقوم بعرضها في قاعة الاستقبالات.