كيف تتأكد من أن أجهزتك الجوالة لن تتعرض للقرصنة في المرة المقبلة التي تخطو فيها خارج المنزل؛ فقد تعودنا أن نتواصل مع الإنترنت سواء داخل المقاهي والمطارات، أو في الطائرات والقطارات. بيد أن المشكلة هي أننا ننسى كم نحن معرضون للتهديدات الأمنية.
وسواء كنا مسافرين مع كومبيوتر لابتوب، أو نتبوك، أو هاتف ذكي، أو آيباد، فإن التهديد الذي نتعرض له ووسائل الدفاع ضده هي ذاتها، استناداً إلى جو نوسيرا خبير الأمن المعلوماتي الذي يقول أن “الكثير من التهديدات الأمنية التي تتعرض لها الكومبيوترات الشخصية، تنطبق أيضا على الأجهزة الجوالة” بحسب ما نشرت الشرق الأوسط.
ويعود ذلك إلى تحول الأجهزة الجوالة إلى أجهزة أكثر تعقيداً، إذ إنها باتت تتعامل مع البريد الإلكتروني ذاته، وكلمات المرور، والمعلومات الأمنية.
ومع تزايد شعبية بعض الأجهزة باتت هدفاً مفضلاً للقراصنة، فقبل خمس سنوات كانت أجهزة (بي سي) من (مايكروسوفت) الأكثر تعرضا للهجمات، خلافاً إلى (أبل)، وفقا إلى نوسيرا الذي أضاف “لكن في فترة العام ونصف العام الماضية، رأينا تغيرا واستهداف أجهزة بنظام (أندرويد)، و(آي فون). ونتوقع في عام 2014 أن تكون غالبية هذه الأجهزة مستهدفة، كما نقلت عنه مجلة (بي سي وورلد) الإلكترونية”.
لكن الأخبار الجيدة هي أنه لن يكون من الصعب حماية هذه الأجهزة بتكلفة قليلة، وحماية المعلومات التي تتضمنها، كما أن عملية الإصلاح ستكون سهلة، وإليكم عشر نصائح تساعد في الحفاظ على أجهزكتكم خلال السفر:
1. تأكد من تحديث برنامجك، لأن “كل إصدار من البرمجيات يرقع عدداً من الخروق الأمنية”. ومن المفضل قبل الشروع في أي رحلة، أو خلال كل أسبوعين، القيام بالكشف على موقع الشركة المنتجة للبرمجيات للتأكد من توافر الإصدارات الجديدة. فإذا وجدتها قم بتنزيلها، ما لم تجد عليها اعتراضات من أوائل الأشخاص الذين استخدموها.
2. استخدم كلمات مرور (سرية) قوية. وتأكد من استخدام تركيبة من الحروف والأرقام والأحرف الخاصة مؤلفة من 8 أحرف أو أكثر، كما ينبغي تفادي استخدام الكلمات القاموسية، بل استخدام المختصرات كالأحرف الأولى للأغاني المفضلة والمطاعم. وقم بتغيير كلمة المرور مرات عديدة، مرة على الأقل كل ستة أشهر. وإذا كنت غير بارع بما فيه الكفاية لتأليف كلمة مرور خاصة بك، فهنالك برامج مثل “روبو فورم” RoboForm تقوم بهذه المهمة.
3. لا تقم بتغيير الضوابط والترتيبات الأمنية الموجودة سلفاً في غالبية متصفحات هواتف أندرويد، وآي فون، وبلاك بيري، إذ يلاحظ نوسيرا أنها جيدة وأمينة بما فيها الكفاية.
4. تفادى الشبكات اللاسلكية العامة غير المشفرة مثل “واي – فاي” التي لا تتطلب تحققاً من الهوية، أو كلمة مرور قبل الدخول فيها، مما يعني إمكانية الجميع الوصول إليها، بما في ذلك القراصنة. وفي بعض الحالات يقوم المتسللون بتركيب شبكة خاصة بهم لإيقاع الأبرياء في شركها. أما الشبكات المشفرة فهي التي تتطلب كلمة مرور للدخول إليها، والتي قد تجدها في الفنادق والمقاهي. ولمثل هذه الشبكات نوعان مختلفان من الأمن: WEP وWPA. والأخير هو الأكثر أماناً. لكن حتى الشبكات المشفرة لها أخطارها، فقد يتمكن الأشرار من الوصول إلى الشبكات المشفرة في الفندق مثلاً، لذا ينبغي الحذر هنا أيضا.
5. لا يعني الدخول إلى شبكات «واي – فاي» لقاء أجر أنها أمينة.
6. استخدام عنوان الموقع URL الأكثر أماناً وهو الذي يبدأ بـhttps لدى الدخول إلى أحد المواقع التي تتشارك فيها بمعلومات خاصة أو سرية، كموقع مصرفك مثلاً.
تعني https تعني أنك موصول إلى الموقع عبر طبقة وصل مؤمنةSSL، وهذا يعني أن جميع المعلومات والبيانات التي يجري بثها إلى موقع الشبكة هذا عبر الإنترنت مشفرة. لكن SSL ليست مضادة للقرصنة كلية؛ لأنك إن كنت في تواصل عبر شبكة مشفرة، فأنت لا تزال عرضة إلى هجمات من شخص موجود في الوسط بما يشبه استراق السمع، حيث اللصوص يقومون باتصال مستقل مع طرفين، ومن ثم يدخلون في الوسط جاعلين الطرفين يعتقدان أنهما على تواصل مباشر، وللوقاية من مثل هذه الهجمات النادرة، تأكد من أنك تتصل مع الطرف الآخر بشبكة أمينة، وأن مواقعها تستخدم https لدى إدخال معلومات حساسة.
7. استخدم الشبكة الخاصة الافتراضية VPN التي تؤمن دخولا آمنا إلى شبكة مؤسسة ما، والسماح لك أن تكون على الإنترنت محميا خلف طبقة أمينة تقي معلوماتك.
8. اشطب جميع برامج «الكوكي» cookies والخانات التي يجري تعبئتها أوتوماتيكياً، فإذا كان جهازك يدخل تلقائياً كلمات المرور ومعلومات التحميل على مواقع الشبكة التي تزورها كثيراً، فاقفل هذه الميزة التي هي مناسبة جداً، لكنها تشكل خطراً على الخصوصيات. وإذا رغبت في استعادة بعض التسهيلات التي تقدمها هذه التعبئة الأوتوماتيكية، عليك بتجربة تطبيقات الفريق الثالث التي تتوافر لغالبية المنصات التي تستطيع إدارة كلمات المرور المحفوظة بطبقة أعلى من الأمن.
9. راقب تطبيقاتك. فإنها وعلى الرغم من أنها ممتازة، والكثير منها مجانية، فإنها قد تغريك بتنزيلها بكثرة. لكن نوسيرا يحذرك، وبشكل خاص في سوق “أندرويد”، لكونها سوقاً مفتوحة. فقم ببعض البحث الدؤوب قبل تنزيلها، وتأكد من الشخص الذي طورها والاطلاع على تعليقاته وملاحظاته.
بخصوص أندرويد توجد أداة “تاينت درويد” يمكنها تمييز التطبيقات التي تفشي البيانات الخاصة وتبثها عن طريق إبلاغ المستخدمين أن تطبيقاً لفريق ثالث يطلب معلومات خاصة. لكنه ليس تطبيقاً يقدمه سوق أندرويد، بل يتوجب على المستخدمين القيام بتجميعه يدوياً باستخدام إطار عمل تقدمه شركة لتحليل التطبيقات.
10. وبعد، إذا قمت بكل هذه الأمور وما زلت معرضاً للقرصنة، فما الذي يتوجب عليك هنا؟ الجواب ببساطة: يمكن إصلاح الخراب عن طريق تغيير كلمة المرور، وإرسال رسالة عبر الشبكة التي تأثرت تشرح ما حصل. وإذا ما تعرضت أجهزتك للسرقة تأكد من أنها كانت مزودة سلفاً بوسيلة الشطب الأوتوماتيكي من بعيد من أي جهاز كومبيوتر آخر.