بقدر ما يحمله السفر من المتعة، فإنه ربما يسبب أيضاً بعض المشاكل المتمثلة في أشكال من الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى المسافرين بشكل مفاجىء، وقد يكون ذلك بسبب اختلاف الطقس والغذاء، والغلاف الجوي والمياه، وغيرها، لذلك من المهم أن تتعرف على أشهر أمراض السفر وكيف تتخذ التدابير الوقائية لتجنبها، فاتباع الخطوات اللازمة، سيمكنك عزيزي المسافر من الاستمتاع بصحة جيدة في أي بلد حول العالم بين الثقافة المحلية والمعالم السياحية.
1.الإسهال.. يصيب الإسهال ما يقرب من 40% من المسافرين إلى المناطق النامية من العالم، وقد ينتقل عبر المياه الملوثة أو مكعبات الثلج المصنوع من هذه المياه، وسوء النظافة أو الممارسات السيئة المستخدمة عند إعداد الطعام، فإذا أردت أن تحظى بتجربة سفر صحية، فلابد وأن تكون حذراً من شرب أو تناول الأطعمة والمنتجات المحلية، يمكن للمضادات الحيوية أن تقلل من مدة وشدة المرض، ولابد أيضاً من استشارة الطبيب المعالج قبل أن تغادر عن العلاج المناسب إذا ما أصبت بهذا المرض في وجهتك الجديدة.
2. الملاريا.. الملاريا مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغة أنثى البعوض، هو مرض مميت في كثير من الأحيان، وينتشر بكثرة في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، في الواقع، هذا المرض مسئول عن وفاة ما يقرب من مليون شخص سنويا، وتبدأ الأعراض بالحمى، وآلام في العضلات، ورعشة عامة، وهذا المرض يمكن أن يظهر عليك بعد عام من عودتك إلى المنزل، من ثم فعليك الالتزام بالتدابير الحالية للوقاية من الملاريا والتي تشمل الحصول على دورة من الأدوية قبل وأثناء وبعد رحلتك.
3. حمى الضنك.. وينتقل عن طريق لدغة من البعوض، وقد برز بوصفه مرضاً خطيراً على مدى السنوات ال 50 الماضية، وخاصة في الأماكن الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم، ومعظم الحالات التي أصيبت كانت في رحلات الى منطقة البحر الكاريبي، وجزر المحيط الهادئ وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تسبب أعراض تشبه أعراض الانفلونزا وربما تؤدي إلى الصدمة والموت، وكما هو الحال مع الأمراض الأخرى التي تنتقل عن طريق البعوض، فتشمل التدابير الوقائية استخدام طارد الحشرات، وارتداء الملابس الملائمة والفضفاضة.
4: التهاب الكبد.. وهناك أشكال مختلفة من التهاب الكبد؛ التهاب الكبد A، وهو الفيروس الذي يصيب الكبد، وهو واحد من الأمراض الأكثر شيوعا التي يمكن تجنبها باللقاحات المخصصة قبل السفر خاصة إلى البلدان النامية، وينتقل إلى الجسم عن طريق الطعام والمياه الملوثة، وتمتد أعراضه من آلام في البطن، إلى ما يشبه الانفلونزا، هناك أيضا التهاب الكبد B والذي ينتقل بواسطة أحد الفيروسات الأكثر شيوعاً في العالم، ويعتبر سبباً رئيساً للإصابة بمرض التهاب الكبد المزمن وسرطان الكبد، تتضمن أعراض هذا المرض الشكوى من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، وفقدان الشهية، والغثيان، والإسهال، وآلام البطن واليرقان، ينتقل المرض بواسطة أدوات العمليات الملوثة، وعمليات نقل الدم،
5. التيفوئيد.. ويتسبب عن طريق بكتيريا التيفوئيد التي يمكنك أن تنتقل عبر الطعام والمياه الملوثة، ويمثل هذا المرض مصدر قلق بشكل خاص عند زيارة البلدان التي لا تتبع نظم وشبكات الصرف الصحي المتطورة. يمكن أن يؤدي هذا المرض الخطير إلى الموت، وتشمل الأعراض الحمى ويحتمل أن تكون هذيان، والصداع، والشعور بالضيق، والطفح الجلدي، وعلى المسافر أن يتناول اللقاح الخاص بالتيفوئيد قبل سفرة والذي سيوفر له نحو عامين من الحماية.
6. شلل الأطفال.. هو مرض معد ينتقل عن طريق الطعام والمياه الملوثة، وعلى الرغم من التحسينات في الممارسات الصحية وحملات التحصين والقضاء عليه في الولايات المتحدة، إلا أنه لا يزال مصدر قلق في أفريقيا الوسطى وجنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى، معظم الحالات يمكن السيطرة عليها، وأقل من 1٪ من الإصابات تؤدي إلى مضاعفات قد تؤدي إلى الشلل والموت، وإذا كنت قد تلقيت لقاحات شلل الأطفال في مرحلة الطفولة، ما عليك الآن سوى الحصول على لقاح واحد إضافي عند السفر.
وتشمل طرق الوقاية العديد من الخطوات:
1. عليك بجلب طارد الحشرات الناقلة للأمراض، والتي يمكنك أن تجدها في كل مكان في الداخل والخارج بوجهتك، وخاصة البعوض فإنه يمكن أن يسبب الملاريا والأمراض الفيروسية الأخرى، ولا يفوتك عزيزي المسافر غسل يديك جيداً عند تناول الطعام، حتى لا تصاب باضطرابات معوية، ولك أن تعلم أن البعوض يمكن أن يلدغ من خلال الملابس الضيقة، لذا ينبغي أن ترتدي سراويل طويلة فضفاضة وقمصاناً ذات كم طويل خاصة في المساء.
2. لا تشرب مياه الصنبور، فقط تناول المياه المعدنية المعبأة في زجاجات والتي تعتاد عليها في وجهتك، فهذا أمر بالغ الأهمية عند السفر إلى مكان مختلف، وذلك لا يعني بالضرورة أن المياه غير نظيفة، وإنما يعني أن المياه في المكان الجديد قد لا تكون متوافقة مع جهازك الهضمي وحركة الامعاء، كما يحذر عليك تناول الأطعمة المحلية قبل اختبارها جيدا، فقدرة معدتك للهضم قد لا تشمل جميع أنواع المواد الغذائية المحلية.
3. من الضروري تعزيز قوة جهازك المناعي قبل السفر عبر تناول الفيتامينات والمعادن، والطعام المغذي، فضلاً عن ممارسة الرياضة، فهذه الأمور ضرورية لتقويتك وتمكينك من زيارة جميع المعالم السياحية في المكان الذي تزوره، ولا تدع المرض يجبرك على إفساد رحلتك، فأثناء المرض قد تضطر إلى إنفاق مزيد من الأموال الأضافية المخصصة للاستمتاع لشراء الأدوية.