في الحقبة البيزنطية،كان هناك في وسط بيروت كاتدرائية، تعرف باسم “أنستسي” بناها أسقف بيروت استاثيوس (أوستاش)، بقرار من الامبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، بالقرب من كلية الحقوق التي أسسها جستنيان. وقد كشفت نصوص تلك الحقبة عن أن طلبة الحقوق في بيروت كانوا يصلون في “كنيسة القيامة “
سنة ٥٥١، دمر زلزال هائل كنيسة القيامة في بيروت، ومن ثم أعيد بناءها في القرن الثاني عشر، ولكن زلزال اخر دمرها مرة أخرى في عام ١٧٥٩ ،فأعيد بناؤها مع مذبح واحد وكرست للقديس جاورجيوس، وللمرة الثالثة انهارت الكاتدرائية بعد ثلاث سنوات ، وأخذت شكلها الحالي مع 3 مذابح جديدة في ١٧٧٢. اثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي عصفت بلبنان (١٩٩٠-١٩٧٥)، تعرضت كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثودكس للحريق والدمار الجزئي، وبعد إنتهاء الحرب، كانت خطط إعادة الإعمار لوسط المدينة قد بدأت ، فبدأت الدكتورة ليلى بدر على رأس فريق اركيولوجي من الجامعة الأمريكية في بيروت أعمال البحث والتنقيب عن كاتدرائية اناستاس.
وتوضح الدكتور ليلى بدر: “كانت فرصة فريدة لإجراء الحفريات وكنا نعرف أننا إذا حفرنا، فإننا سوف نجد العديد من الكنائس التي تم بناؤها تحت كاتدرائية القديس جاورجيوس وبذلك إذا وجدنا كنيسة القيامة البيزنطية، يمكن لمدرسة الحقوق أن تكون في مكان ما بجوارها” أزيلت ثلاث مذابح متتالية لثلاث كنائس من الفترة العثمانية وكنائس أخرى من عصور أخرى وذلك من أجل البحث عن الأرضية الفسيفسائية ومحاريب كنيسة القيامة الشهيرة. ولكن على الرغم من كل هذه الطبقات من التاريخ التي اكتشفت، لم يكن من الممكن الجزم بشكل نهائي أن هذا هو موقع كاتدرائية القيامة البيزنطية العتيقة.
بعد إنتهاء أعمال الترميم، أعيد إفتتاح الكاتدرائية سنة ٢٠٠٣، أما المتحف وهو يقع تحت الكنيسة مباشرةً فقد تم افتتاحه سنة ٢٠١٠ حيث يمكن للزائر رؤية أرضية الكنائس والفسيفساء والمدافن وكل الحقبات التي توالت على مر العصور.
تقع كاتدرائية “القديس جاورجيوس” في ساحة النجمة أو ساحة البرلمان، وتعتبر الكنيسة الأكثر شهرة في الشرق الأوسط.