تعد الشعوب العربية من أكثر شعوب العالم حباً للبهجة والسعادة، ولما كانت ليلىة رأس السنة أحد الفرص المتاحة لإشعال هذه البهجة، فإن العرب عادة ما يقتنصونها بإقامة الاحتفالات بل والسفر إلى خارج البلاد للاستمتاع بها وسط تقاليد وثقافات مغايرة حول العالم.
ويبدو أن الخريطة السياحية للعرب قد تغيرت قليلاً هذا العام خاصة مع حالة الكساد السياحي وعزوف الكثيرين عن زيارة بعض الدول المسماه بالربيع العربي ولا سيما مصر وتونس وسوريا نظرا للظروف السياسية الدائرة بهم، ولذا فقد اتجه مسافري المنطقة إلى بعض المدن والبلدان المعروفة بالاستقرار وبالأحرى بالاحتفالات الأسطورية في استقبال عام جديد.. وقد تمحورت هذه المناطق في:
دبي
من الطبيعي أن تلفت دبي نظر العرب والسياح الأجانب إليها، فهي واحدة من أشهر دول العالم في الاحتفال بهذه الليلة حتى أنها قد سجلت هذا العام رقما قياسيا بأكبر عرض للألعاب النارية في التاريخ، ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب بل شهدت استعدادات كثيفة على كافة المستويات سواء على الصعيد الفندقي أو على صعيد حتى وسائل المواصلات تيسرا على الزائرين وضمان المتعة الكاملة لهم في ليلة رأس السنة التي تشهد ازدحام كبير، وقد دلت الاحصائيات الصادرة عن شركات ووكلاء السفر في بعض الدول العربية ارتفاع نسب الحجوزات إلى دبي ولما لا فتتميز بقربها واستقرارها وجمالها الذي ساهم حتما في جعلها مدينة عالمية تتربع على عرش المدن السياحية حول العالم.
لندن
لندن أيضا مدينة شهيرة وجاذبة للعرب بشكل كبير حتى أن الأرقام على مدى الأعوام الماضية تؤكد استقبالها نحو مليون شخص في ليلة رأس السنة لمشاهدة عرض الألعاب النارية. وعادة ما يزور العرب لندن للتجول بين معالم لندن وزيارة «بيغ بن» ومبنى البرلمان البريطاني على شاطئ نهر التايمز، والتجول في شوارع التسوق الشهيرة مثل «أكسفورد ستريت» و«بوند ستريت»، وزيارة الحي العربي الذي يمتد من شارع «أدغوير رود» وحتى حي «كوينز واي»، وهناك يمكن الجلوس على المقاهي التي تقدم الشاي والقهوة على الطريقة العربية.
وذكر موقع “العربية نت “مؤخرا أن إن أسعار فنادق لندن سجلت قفزة هائلة لليلة الأخيرة من العام 2013، وإن نسبة كبيرة من الحجوزات ذهبت لخليجيين.
كما رصدت “العربية.نت” أسعاراً قياسية لقضاء ليلة رأس السنة في لندن، حيث تجاوز إيجار الغرفة المزدوجة العادية مستوى الـ1500 جنيه إسترليني (2200 دولار أميركي) في العديد من الفنادق، مثل “هيلتون بارك لين” و”إنتركونتنتال” و”فور سيزنز بارك لين”، وهي فنادق عادة ما تعج بالسياح ورجال الأعمال الخليجيين على مدار العام، وليس فقط في ليلة رأس السنة.
ويبدو أن العرب وصلوا إلى لندن مؤخراً لقضاء عطلة رأس السنة، والاستفادة أيضاً من موسم التنزيلات الذي تشهده الأسواق في مثل هذه الفترة من كل عام.
نيويورك
يقبل العرب على زيارة مدينة نيويورك الأمريكية، فلرأس السنة فيها تقاليد مطبقة منذ 105 سنوات، حيث يكون العرض الرئيسي في ساحة تايم سكوير، أحد أكثر الساحات شهرة في العالم، يتم فيه إنزال كرة عملاقة يبلغ قطرها 3.6 متر، وبداخلها آلاف الكرات الصغيرة المضيئة، لتهبط ملامسة الأرض من علو 21 مترا خلال 60 ثانية، ولعل هذا المشهد هو ما يسيطر على عقول العرب عند سفرهم إلى هذه المدينة الجميلة للاحتفال برأس السنة.
دول جنوب شرق آسيا
أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي على مدي الأسبوع الماضي أن الشباب في الدول العربية يخططون إلى رحلات كثيفة في رأس السنة هذا العام إلى دول جنوب شرق آسيا، حيث تعد هذه الدول جاذبة سياحيا في المقام الأول فضلا عن كونها شهيرة بإقامة احتفالات مميزة خلال هذه الليلة من العام، ولعل ما شهدته شوارع ماليزيا وتايلاند من ازدحام بسائحي العرب خلال هذه الاحتفالات دليل على ذلك.
ومما لا شك فيه فإن الوضع الأمني الذي انسحب على أوضاع مصر وسوريا ولبنان بشكل عام في الأشهر الأخيرة كان سبباً وراء عزوف الخليجيين كافة عن الزيارة في هذه التوقيتات التي كانت تشهد منذ أعوام قليلة ازدحام كبير في مدن مثل القاهرة وبيروت وكذلك دمشق.