أكد بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي أن الفضل الأول وراء نجاح مطارات دبي يعود إلى دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومتابعة وتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مؤسسة مطارات دبي الذي يحرص على الاهتمام شخصيا بتنفيذ رؤية صاحب السمو نائب رئيس الدولة في نمو وتطور مطار دبي الدولي ودبي وورلد سنترال.
واضاف غريفيث خلال الأمسية التي نظمها “كابيتال كلوب” نادي الأعمال الخاص الرائد في دبي وعضو مجموعة شركات إنشاء خلال استضافته في الحلقة الثالثة من سلسلة “أفراد ساهموا في نجاح دبي بالتعاون مع مجلة “ذا ويك” و” موتيفيت” للنشر، لتسليط الضوء على دعم وتطور مطارات دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال نموذج مطارات دبي، وحضرها جمع غفير من رجال المال والأعمال والمتخصصين والمهتمين بشوؤن المطارات:” إن الإمارات ودبي تمنحك مقداراً كبيراً من التحرر من القيود عندما تستطيع أن تأتي بفكرة وتمضي قدما لتنفيذها مباشرة دون التقيد باي عوائق كانت، وسيبقى هذا سر نجاحها على الدوام”.
وشدد غريفيث بأن الدعم الحكومي شكل عنصرا رئيسا في بلوغ النجاح الذي حققه مطار دبي الدولي. قائلاً: “عندما عصفت الأزمة المالية العالمية بأسواق المنطقة، ظن الجميع بأن خطط نمو مطار دبي الدولي قد انتهت، إلا أننا، ورغم إضطرارنا إلى إعادة النظر بشكل جدي في الطريقة التي سننمو من خلالها، لم نتوقف عن العمل والتوسع والتطور. وأدركنا بأن الجواب يكمن في حقيقة أننا وعندما نفكر بسبل زيادة استطاعة مطار ما، هناك عاملان يجب وضعهما بعين الاعتبار، الأول الحجم والبنى التحتية المادية، والثاني سرعة حركة المسافرين في المطار، فإذا ضاعفت سرعة حركة المسافرين في المطار، فإنك تضاعف استطاعة المطار، وتحصل على ميزة إضافية تكمن في زيادة رضى العملاء بسبب تقليص فترة الإنتظار. وهذا يعني بأننا ومن خلال تخصيص ميزانية أقل بكثير من الميزانية المطلوبة لإنشاء بنى تحتية قادرون على وضع إجراءات جديدة لزيادة سرعة حركة مرور الركاب في المطار مع التركيز أيضا على مواصلة النمو”.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي بأن الإبتكار المتواصل وتطبيق التكنولوجيا المتطورة قد لعب دورا حيويا في قدرة المطار على النمو والنجاح. وقال: “يبلغ متوسط عدد المسافرين في مطار دبي الدولي يوميا نحو 190 ألف مسافر، أي بمعدل أكثر من 120 مسافر في الدقيقة الواحدة. وللتعامل بفعالية مع هذا الحجم من حركة المسافرين نحتاج في مطار دبي الدولي إلى تنظيم كل ميزة وتبسيطها، ابتداءً من تخصيص موظفين لتوجيه المسافرين إلى المكان الذي يودون التوجه إليه بسرعة وإنسيابية، وتسريع الإجراءات الأمنية، وذلك بإدخال التكنولوجيا الحديثة. ولقد تمكنا من زيادة عدد المسافرين 190 مسافر بالساعة إلى 400 مسافر بالساعة، وذلك كمثال عن تغيير واحد تم إعتماده وأحدث تأثيرا كبيرا على صعيد الكفاءة.
وتناول السيد بول خطط التوسع في مطارات دبي مشددا على ضرورة التوسع في البنى التحتية المادية رغم إمكانية تعزيز استطاعة المطار إلى حد بعيد من خلال تسريع تدفق المسافرين. وقال: “تحتاج مطارات دبي إلى توسعة البنى التحتية، وخاصة إذا نظرنا إلى أعداد الركاب المتوقعة. ونحن اليوم وصلنا إلى مرحلة القدرة على بناء أي عدد من المدارج في مطار دبي الدولي بيسر وسهولة. فمدرجي المطار يستقبلان 1000 رحلة يوميا، وهذا إنجاز كبير بحد ذاته في عالم الطيران. أما على صعيد مطار دبي الدولي، فإننا سنصل إلى المرحلة الأخيرة من التوسع المادي مع بناء الكونكورس (D)، والذي سيرتبط بالبوابة الأولى عبر قطار أتوماتيكي، فيما يمكن إعتباره آخر مراحل البنى التحتية الكبرى التي يجري العمل عليها لنتمكن من استقبال 90 مليون مسافر”.
ونوه بأن هذه الزيادة ستلبي متطلبات النمو في استطاعة المطار حتى نهاية العقد الجاري، حينما سيتم الإنتهاء من كافة مراحل إنشاء مطار آل مكتوم الدولي في دبي وورلد سنترال. وقال: “ما يميز دبي وورلد سنترال عن غيره من المطارات الذي سبقته في العالم، التركيز على حاجات العملاء في المقام الأول في مرحلة التصميم، حيث يهدف كل جانب من جوانب التصميم إما إلى تقليل الجوانب التي لا يحبذها العملاء في تجربة المطارات أو الحد منها. وهذا يعني بأننا قد نظرنا في تقليص مسافات المشي ضمن المطارات، باستخدام مفهوم الوحدات، وتطبيق التكنولوجيا قدر الإمكان لتبسيط كل مرحلة محتملة”.
وتحدث السيد بول عن دور الإبتكار، قائلا: “لقد تغيرت طريقة عمل المطارات، ونريد أن نكون قادرين على التعامل مع قضية الإزدحام الزائد في االمطارات، لأن المشاكل المتعلقة بإستطاعة المطار مستقبلا لن تكون مرتبطة حصرا بالقدرة على بناء المزيد من البنى التحتية المادية، بل يمكن تحويل التركيز على المسافرين، وذلك بالإستفادة من تكنولوجيا الهواتف النقالة لإحداث فارق كبير، وهذا المعيار الرئيسي في التصميم الذي نبقيه في جعبتنا لمطارات المستقبل التي سنراها في الإمارة. لذلك علينا الإبداع في مطار دبي الدولي قبل الإنتقال إلى المطار الجديد، وإلا لن نكون قادرين من خلال البنى التحتية المادية على مواكبة متطلبات النمو المتوقع في عدد المسافرين”.