Booking.com

تقدم نحو 200 ألف شخص من 140 دولة للتسجيل في رحلة السفر المنتظرة إلى كوكب المريخ، وذلك ضمن مشروع “مارس ون”، الذي يتبناه التلفزيون الهولندي.

Mars

200 ألف شخص من 140 دولة يسجلون أسماءهم لزيارة الكوكب الأحمر

حيث يبدأ المنتجون مرحلة اختيار الأشخاص المناسبين للسفر إلى الكوكب الأحمر في إجراء يستمر نحو سنتين الأمر الذي سيجعل الأشخاص المُختارين نجوم تلفزيون الواقع.

وذكرت مجلة “فوكس” العلمية المتخصصة في تقرير لها حول هذا الموضوع أخيرا أن التلفزيون الهولندي أعلن أنه سيرسل مسبارا موجها عن بعد وقمرا صناعيا للاتصالات إلى الكوكب الأحمر ليستقر على سطحه عام 2018 تقريبا على أمل إتباع ذلك ببعثات مأهولة عام 2024، وتتضمن 4 أطقم رواد فضاء يتم تبديلهم كل سنتين.

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يعلم المتقدمون لخوض هذه التجربة ماذا ينتظرهم؟ فهم سيقضون فترة من حياتهم في عالم بارد، وكثير الإشعاع، ومُغبر، وذلك على بعد 225 مليون كيلومتر تقريبا عن كوكبهم الأم.

فضلا عن خطورة التعرض لغليان دمائهم إذا تعرضوا للظروف البيئية خارج نطاق الغلاف الجوي، وذلك في حال أخلوا بالاحتياطات اللازمة لحمايتهم عدا عن أن تعرضهم لغبار سطح الكوكب قد يعرضهم للإصابة بحروق كيماوية.

ولحسن الحظ فبحلول وقت السفر سيكون جميع المختارين لهذه المهمة قد اطلعوا على ما ينتظرهم ففي العام الحالي سيتعلم هؤلاء عن تفاصيل اللباس المطلوب، وسيعيش قسم منهم مدة عام كامل في موطن يشبه المريخ في صحراء أوتاوا بكندا، وفي شهر أكتوبر من العام الحالي سيحاكي طاقم مؤلف من 6 أشخاص مهمة السفر إلى كوكب المريخ، وذلك في القطب الجليدي بشمال كندا.

ويشير العلماء إلى أن جل اهتماماتهم بكوكب المريخ على وجه الخصوص تتحدد بدراسة السحب الموجودة عليه، ولذلك يسعون إلى تكثيف الرحلات إليه.

وبالتالي فإن المسافرين إليه سيحاكون ضمن تجاربهم على الأرض الحياة هناك من حيث المأكل والملبس اللازم، وقياس قدرة تحملهم، وتجريبهم للبدلات الخاصة بالفضاء عدا عن قياسهم لفروقات الضغط التي تشكل تحديا أساسيا في تجربتهم هذه.

وفي هذا الصدد يقول اشلي دال طالب دراسات عليا في مجال الفضاء من جامعة بريستول، والذي أمضى أسبوعين في محطة المريخ الصحراوية للأبحاث غربي أوتاوا إن: ” البدلة التجريبية تجعلك تشعر بالعزلة، والقفازات ضخمة، وهناك نظام لتدوير الهواء، ولا يمكنك سماع أي شيء إلا عبر اللاسلكي فالارتفاع الشاهق يضغط على القلب والأوعية الدموية فضلاً عن أن البدلة تزن أكثر من 10 كيلوغرامات كما تحد الخوذة من مدى رؤيتك ففي العادة أنت لا تدرك مدى أهمية رؤيتك لقدميك أثناء المشي”.

وتعمل جامعة “بريستول” على صناعة قفازات خاصة من شأنها أن تمد مرتاديها بالمعلومات عن المحيط الخارجي، وذلك عبر الأصابع باستخدام نبضات الموجات فوق الصوتية.

ويأمل الخبراء بأن تجعل هذه القفازات رواد الفضاء أكثر علما بالبيئة المحيطة بهم فضلا على أن تساعدهم على أداء المهمات اليدوية كالتقاط مختلف المعدات من الأرض بفعالية أكبر.

وأشارت مجلة “فوكس” إلى أن جهات مختلفة تنشط في الدعوة للقيام بالرحلات العلمية لزيارة كوكب المريخ، ومنها مجموعة “مارس سوسيتي”، والتي بدأت بدراسات وتجارب تحاكي الحياة على الكوكب الأحمر.

ويتطلع الخبراء في هذا مجال إلى أهمية قاعدة انطلاق جديدة لكوكب المريخ، وهي “ذا هاواي سبيس ايكسبولوريشن أنالوغ أند سينيوليشن”، والواقعة على المنحدرات البركانية لمنطقة “موانا لوا”.

واختبر 8 أشخاص خلال مدة 4 أشهر من بقائهم في هذه المنطقة مختلف التجارب بما فيها قياس العلاقة بين أهمية الطعام الطازج وحفاظ الطاقم على صحته إضافة إلى تجريب ملابس مقاومة للميكروبات.

ويأمل الخبراء في مجال المحطات الأرضية التي تحاكي ظروف الفضاء إجراء أكبر قدر ممكن من التجارب العملية، وفي حال نجحت الرحلة المقبلة إلى المريخ فإن هذه المحطات ستكون شغل الإعلام الشاغل، وسيُفتح بذلك الباب واسعا أمام الجماهير المتابعة لهذه البرامج حيث سيتمكنون من المشاركة في صناعة التاريخ عبر اختيارهم للأشخاص الذين سيسيرون إلى المريخ في الرحلات المزمع القيام بها دوريا في المستقبل.

شارك برأيك